كنت انوي أن احدثكم عن فتاوى المفكر الاستراتيجي حسب الرسول ، خبير النوازل والنقول ، والختان أيضاً ، لكن ، لا بأس،، فحادثة التيس الهولندي التى نحن بصددها الآن تقع فى ذات السياق ..! هذه الحادثة ليست خيالاً علمياً، ولايستطيع اي دباب انقاذي مهما تكاثفت دبابيره ان ينفيها ، لأن الكثير من شهودها مازالوا أحياء..وقد وقعت فصولها خلال سيطرة شيخ حسن الكاملة على مصائر السودان ، فقد كان حينها بمثابة (دروقبا) فى بلاد الاسبان ،وكان الوالي ( ابو فَلَجة) حاكماً عاماً على دارفور الكبرى.. تعود جذور الحكاية الى ان الوالى ابو فلجة ، استشعر حينها حاجة أغنام الاقليم المنكوب الى فحل ، فقرر استقدام واحد تيس هولندي من ذوي الكفاءة العالية ، لأداء مهمة تحسين نسل اغنام دارفور، ودفع لأجل ذلك كذا الف دولار لاستقدام التيس الى الفاشر، يتضمن المبلغ حجزاً على شركة طيران فاخرة ، ونثريات رحلة ، الخ ، الخ..! فى تلك المرحلة من التاريخ ، كان الانقلابي ود ابراهيم دباباً صغيراً يجيد التهليل والتكبير أكثر مما أجاد فى الاسترحام الذي قدمه الى الذات الرئاسية مؤخراً.. وبه أي بالاسترحام فات ود ابراهيم الكُبار والقدرو ، حيث لم نسمع فى كل التاريخ المدوَّن والمتشافه عن قواتنا المسلحة الباسلة بحكاية (معلشة انقلاب)..!!، اللهم إلا اذا كان تلك الشقلبة (متفقٌ عليها) بين الاحباب..!! وما خسانا ..! طالما ان النظام قد تفهم المسألة واغلق الملف من الزاوية التي تتعلق بود ابراهيم المُعتذر ، و الذي يقف خلفه سائحون واستثماريون بحوزتهم اوراق ضغط عديدة..! وحتى لا ينبرى أحدهم للنفي أو شرح الملابسات ، اقول لكم أن خبر التيس الهولندي قد تم بثه عبر اذاعة وتلفزيون الفاشر ، يقول الخبر أن والي دارفور الكبرى ، اصدر أمراً سيادياً باستجلاب تيس هولندي كفء ومؤهل، من أجل تخصيب المزارب والمراحات.. وبالفعل، وصل التيس الهولندي الكافر الى مطار الفاشر، وفور وصوله انخرط مباشرة، فى ليالي الكبرتة والدلكة والدخان، وطابت الحياة له فى مزارب الاعيان ، (حتى كاد ان يتكلما)..! لكن اهالي الفاشر كما تعلمون ، لا يعجبهم العجب ، ولا الصيام فى رجب .. فما أن شاهدوا التيس الهولندي قد (أناخ بكلكلٍ) فى مزارب ناس الحكومة ، وفي مزارب ناس التنظيم الكُبار، حتى هرعوا الى الوالي يقدمون له الاحتجاج تلو الاحتجاج ، قائلين بأن هناك (ملعوبية) فى توزيع الفرص ، مطالبين الوالي لتحقيق العدالة فى توزيع ليالي القرمصيص..! ولما كانت حكومة شيخ حسن، وشريكه ود الحسن ، تتوخي العدل فى كل شيئ، فقد كان حرياً بممثلهما السيادي فى دارفور ، ان يستجيب لصوت العقل، ويصدر قراراً بتشكيل لجنة لتنظيم النشاط الثوري لتيس هولندا ، من الاتية اسماؤهم: امين عام الحكومة رئيساً ، وعضوية كل من أبو حمد حسب الله، رئيس اللجان الشعبية بالولاية .. و د.عبد القادر عجيب، رئيس الابحاث الزرعية ..و آمنة هرون ، المدير التنفيذي لمحلية الفاشر .. وزهراء عبد النعيم ، وزارة الثقافة..! نورد اسماء أعضاء اللجنة هنا للتوثيق طبعاً ، وحتى لا يقول قائل منهم ان الحكاية من نسج الخيال، أو أننا كتبنا دون (ثبت مراجع)..! و فى الحلقة القادمة، نواصل حكاية التيس الكافر مع اهل الفاشر.. فلا تذهبوا بعيدا