جلست مجموعة تتحدث عن أيام زمان والحديث لا يخلو عن الحقائق والطرائف والغرائب والمبالغات.. انبرى الطبيب المشهور جدًا في الحديث عن عظمة السكة الحديد والانضباط في مواعيد العمل.. اللبس اليوني فور.. البردلوبات للعمال.. القميص والشورت الكاكي للدرجات الأعلى مع جوارب الصوف الطويلة.. وأقلام الحبر في الجيب والقلم الكوبي محشور بين الرجل والجوارب.. ثم مصلحة المرطبات المخصصة لتزويد القطارات بالأكل ومشروبات السكة الحديد المتفردة.. والجرسونات.. وعربة السناطور... فجأة نقل الطبيب الحديث عن تيوس السكة الحديد والرواية على ذمة الراوي... كانت الأغنام في السكة الحديد هي مصدر اللبن للأسرة والشاي باللبن المقنن للضيوف في الخرطوم والمحطات الخارجية الكبيرة والصغيرة والسندات... وكل حي في السكة الحديد أو مجموعة مساكن عندها تيس ولأن التيس ما عنده فائدة غير التعشير.. وعليه إذا كانت الغنماية حائل فعلى أصحابها استضافة التيس لمدة يوم يومين ثلاثة... في فترة الاقامة «فول بورد» يقدم له في طشت وليمة ممتازة من الذرة والبرسيم والرغيف المجفف المدروش... وجردل من الماء..... التيس ضخم له قرون... وذقن بدون شارب... وهاك يا القدلة في الشارع... وصوته يختلف عن صوت الأغنام... ويتميز بالشراسة ورائحته النتنة... والحديث مازال لزميلنا الطبيب... ولأن المحطات تكون صغيرة والعمال لا يستطيعون كلف التيس طول العام فهم لا يحتاجونه إلا أيامًا معدودة في العام.. لذا كان هناك تيوس حكومية ( SR سكك الحديد السودان).. وترسل التيوس إلى المحطات حسب الطلب وبالتوقيت... لذلك خصصت السكة الحديد عربة من عربات البضاعة في كل سفرية لحمل التيوس وتوزيعها على المحطات.... عربة التيوس المرفقة بالقطار مقسمة بفواصل خشبية وتخصص كل جزء كغرفة منفصلة لكل تيس حتى لا يحدث شجار بين التيوس أثناء الرحلة.... في رحلة العودة تجمع التيوس مرة أخرى من المحطات وتوضع في زرائب مخصصة في المحطات الكبيرة أو تطلق وسط حي السكة الحديد في المدن الكبيرة حيث لا يخلو يوم وإلا أن تيسًا مدعو في أحد المنازل.. بعد أن عدت للمنزل شدني حديث الطبيب وبحثت في الصديق قوقل عن ثلاث كلمات مفتاحية هي التيس والسكة الحديد... وجدت ضالتي في موقع عطبرة نت... اقتطف لكم جزء من الدردشة التي دارت بين اثنين من أعضاء الموقع: الأول: لا بد لناظر المحطة وأولاده الصغار من لبن وبيض فلذلك لزم عليه أن يربي الماعز والدجاج..... تكاثر الدجاج (هين)... ديك واحد يغطي الحاجة لولادة جيل جديد من الدجاج... ولكن ماذا عن الغنم.... أين للناظر المغلوب على أمره من إعاشة تيس كبير طول السنة، يأكل ويشرب بدون عمل... ولا يحلب.... الناظر يحتاج لهذا التيس ليوم أو يومين في السنة فقط... كان الحل عند إدارة السكة الحديد....لذا في رئاسة أي قسم يربى تيسين فحلين ويوضع لهم جدول خاص للخدمة، حسب الحاجة المحطات... يعني التيس موظف بكامل المخصصات في السكة الحديد.. بالله عليكم قوة ضاربة كالسكة الحديد! هكذا نفشل في الحفاظ على وجودها!! التاني: حركة التيس تتم بالإشارة التلغرافية من ناظر حديد كوستي إلى ناظر ود عشانا.. تحرك تيس المامور بقطار (114) الساعة (13.55).. قف سيترك التيس بود عشانا لمدة يومين.. قف يُحمل على قطار (157) يوم الخميس الساعة (22.30)... لناظر محطة الغبشة. توقيع ناظر محطة كوستي صورة للسيد مامور إدارة القسم. التعليق رأيكم شنو في تيوس الحكومة؟ ولا بديل للسكة الحديد إلا السكة الحديد، بروفيسور أزهري عبد العظيم حمادة