المشهد، قبل ساعة الصفر ولحظة دخول القصر، قال: لقد سئمت منه ومن هطله. كيف لى أن أثق فيه أنه سينفذ المهمة بنجاح. أعلم إنه كذوب ولكن هل هو ذكي وماهر ويعلم أن وأد الحر دين عليه؟. لأتحقق من ذلك هناك درس أخير لابد أن ألقيه عليه لنتأكد من تحكمنا به. سنسخر منه ونضحك عليه. كتب مذكرة لعشرة من تلاميذه بأن يحضر كل واحد منهم بيضة يخبئها تحته. ونادوا بعدها بمرشحهم بالخارج ان ادخل واجلس. قطع زعيمهم إبتسامتة الدائمة بتجهم خبيث فصاح وصرخ عاليا: ويحكم إنكم مثل الدجاج. منذ متى وانتم تخرجون عن طاعتى وامرتى. والله والله ان لم يخرج كل واحد منكم بيضة الآن لأقطعن رقابكم. فاظهروا الخوف والإضطراب و بداوا بالمكاكاة "كاك كاك" ليوحوا أنهم فعلا فراخ. ورفيقهم في غاية الذهول وينظر بمزيد من الهطل والعبط. وبعد برهة اخرج الأول بيضة. وضج المكان بأصوات الدجاج. وتملك رفيقهم قمة الإندهاش. و كاك كاك كاك؛ اخرج الثانى بيضة؛ وكاك كاك اخرج الثالث بيضة ... وصاحبنا كاد يسقط من هول ما يرى ويشاهد. جحظت عيناه حتى كادت أن تخرج من مكانهما، وأرتفعت حواجبه حتى إلتصقت بمؤخرة ناصيته و تدلدلت شفتيه حتى كادت أن ترتطم بالأرض ... فصار يكاكى أيضا ومن دون جدوى! ... وبعدما سلم كل واحد بيضته. سأله الزعيم: أين بيضتك؟. وبعدها صمت، وجاءه إلهام بالتذاكي وقال: يا مولاى هل رأيت دجاجا يبيض من غير ديك! قال لا. فقال: هؤلاء فراخك و أنا ديكهم. ابتسم الزعيم ابتسامته الصفراء المعهودة فقال: طالما أنت ديك ولديك الموهبة وقابلية الإبداع سأعينك فى مرتبة أعلى من الكل ستكون ديك القصر!. ومنذ ذلك الحين إنطلق فى الصياح، وأصبح يعوعى بأعلى صوته ويشرط حلقومه فى الفارغة والمقدودة ويثبت مهارة، وصدق الدور فى إنه مالئ مركزه بجدارة. ومن حوله إستمروا في تفريخ البيض الفاسد. وللمفارقة، بعد هذه السنوات، بدأ الزعيم يتهرب من فعلته هذه، ويبرئ ذمته، ويريد إعادة السيطرة على الوضع، محاولا إرجاع الأمور كما كانت. ولكن انى له هذا بعد إنقلاب الديك على الساحر وصارت الفراخ دجاجا راضخة لهذا الديك وتغوص في بحرا من القذارة والعفن الذي يزكم الأنوف وهم لا يشعرون، وإذا شعروا فهم مستكبرون. وعلى آخر عمره قد صار هو نفسه كالديك الذي يؤذن في مالطا. * ملحوظة مهمة: هذه الحكاية من نسج قصص الظرفاء. وكاتب السطور لا يستطيع تكبيل حرية عقول القراء وليس لديه أدنى مسئولية على ذكاءهم أو خصوبة خيالهم. [email protected]