قال ناظر قبيلة المسيرية في ابيي؛ مختار بابو نمر ان مقتل ناظر قبيلة دينق نقوك؛ كوال دينق كوال؛ يمثل فقداً كبيراَ للمسيرية قبل ان يكون فقداً لدينكا نقوك, زاعماً عدم ضلوع المسيرية في قتله. وقال الناظر مختار بابو نمر في تصريح لسودان راديو سيرفس يوم الخميس من ابيي؛ انه يرسل تعازيه الحارة لأسرة الراحل السلطان كوال؛ متمنياً ان مقتله لن يؤثر فى العلاقة الأزلية بين المجتمعين. وقال " نحن (المسيرية) والله لم نقتل كوال، نحن نعتقد ان مقتل كوال هو فقد لنا نحن المسيرية أنفسنا لان السلطان كوال هو الانسان الوحيد من ابناء مجتمع نقوق الذي كان يجلس معنا ويسمع حديثنا ويناقشنا ." ظاهرة حمل الأكفان ، ظاهرة عربية محضة ، وهي دلالة على الوصول إلى نقطة إنها الخصومات الثأرية ، وطلب العفو والصفح عن الدماء . وعند أهلنا المسيرية في جنوب كردفان تعبير آخر عن حمل الكفن ، وهو : ( فرش الخلق ) والخلق عندهم يعني اللباس ، وهنا يقصدون به الكفن . قال جدنا الحكيم وشيخ العرب بابو نمر ( اسمه الحقيقي عثمان ) في ذكرياته مع الدكتور فرنسيس دينج ، بأن المسيرية حينما تخطئ في جريمة قتل ، تجتمع وتذهب لأهل القتيل وتفرش خلقها ، وتقول نحن أخطأنا ، فها نحن نقدم لكم رقابنا ، فنحن اللحم وأنتم السكين . هذا التصرف يظهر تحمل المسئولية الكاملة للجرم الذي إرتكبة أحد أفراد القبيلة. لقد قرأت بعض مرافعات أبناء القبيلة ، ووقفت كثيرا لمرافعة صاحبيي الأستاذ حامد شارف ، والأستاذ حسين عبدالرازق بدوي ، وتصريح الناظر مختار بابو أعلاه ،حيث لم تخلو مرافعاتهم عن إثبات وقوع الحادث ، بل هناك إتهام لطرف ثالث ( القوات الأممية ، ممثلة في القوة الإثيوبية الوحيدة التي قبلت بها الحكومة السودانية ). وحسناً فعلت حكومتا البلدين بدعوتهما الطرفين بضبط النفس ، وفتح حكومة السودان تحقيقاً يكشف حقيقة مقتل الناظر كوال .حقيقة ، كنت أقف مع رأي عقلاء أبناء المسيرية القائل :" نحن نتجهة حيثما إتجهت أبيي " بمعني أنهم يقبلون بالتحكيم ، بحيث لو ذهبت أبيي شمالاً فهم شماليين ، وإن ذهبت أبيي لصالح الجنوب فهم جنوبيين . لا أدري إذا كان أو ما زال لإصحاب هذا الرأي بقية . ولا يفوتني هنا أن أذكر بأن العلاقة بين أبناء المسيرية ودينكا نقوك ، ما كان لها أن تنقطع بوفاة كل من الناظر بابو نمر و الناظر مادينق دينق ، لأن ابناء هذين الزعمين مازالوا متمكنين في قيادة القبلتين. وكم كان الرئيس سلفاكير وفياً لعلاقة الناظر بابو نمر بأهلة الدينكا ، حيث قام أثناء زيارته لمدينة المجلد كنائب أول بزيارة ضريح الناظر وتبرع بترميمه ، فكان ذلك وفاءاً لأهل الوفاء . [email protected]