سؤالها كان متوقعا بالنسبة لي وجاءني في بداية المكالمة معها : أها متحرك هناك عادي يعني مافي مشاكل للشماليين زي ما بنسمع في الخرطوم هنا ؟ بحكم عملي السابق جبت بلاد السودان طولاً وعرضاً واكاد اكون قد زرت أغلب المدن السودانية ولكن للأسف مدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان ( حالياً ) لم أحظي بزيارتها في تلك الفترة . ولأن حكومة الانقاذ في سعيها الدائم للحفاظ علي كراسي حكمها حتي وأن جاء علي جماجم شعبها قد شددت من حملة البطش والتنكيل لمعارضيها ونلنا كأسرة نصيب تقدر تقول محترم من تلك الحملة فقد هددت زوجتي بالقتل بحكم أنها احدي الناشطين في توثيق انتهاكات حقوق الانسان السوداني وقد كان التهديد جدي فقد حاولوا فعلا اغتيالها في يوم 4 أبريل 2012 لذا عزيزي القارئ ( قررنا ) الخروج من السودان حفاظاً علي روحها .. وبعد عام من الخروج هاهي الارزاق في بحثي عنها اوصلتني مدينة جوبا .. وقابلتني جوبا ب ( السلام عليكم .. حمد لله علي السلامة .. كيف يا زول ) هذه لغتي وقد سمعتها من أول شخص قابلني ( ضابط الجوازات ) .. ودخلت الي المدينة وأنا أحمل كثير من المظان عنها ولكنني وجدتها كسائر ( أخواتها ) من المدينة السودانية مثل عطبرة ، مدني ، سنار ، بوردتسودان ، الخرطوم وهكذا ، جلست الي أول ست شاي في الشارع وسألتها بالانجليزي ( عايز كوفي ) ردت لي ( بالجنزبيل ) يا قوم اللسان لساني وبدد سؤالها حول الجنزبيل احساسي بالغربة للمدة التي قضيتها متحدثاُ لغة غير لغتي نعم بالجنزبيل واديني شاي بالنعناع وغلت لي كباية شاي من مياه ( ذات النيل ) الذي تغلي منه بائعة الشاي في الخرطوم كبابة للشاعرة المجيدة نجلاء عثمان التوم كما كتبت في رائعتها تحت السقوف الوفيرة فقد اشعرت : (ازكر وجهها بلا داع مؤكد؛ بائعة الشاى القاصر تلك التى تغلى مياه هذا النيل القادم من الجنة فى نعناعها الطرى) , ، نعم يا صديقتي اتحرك بشكل عادي ويوجد اعداد كبيرة من مواطني جمهورية السودان هنا يتحركون بشكل عادي قابلتهم يمشون في الاسواق ويعملون في المكاتب ولهم مصالح ينجزونها في الوزارات . [email protected]