دقيقة بنقو، مصطلح أصبح يتردد كثيراً في مدينتنا العامرة اللعوتة الحجاج وبقية القرى القريبة ألتي، أم مغد، البشاقرة والعديد وغيرها.. ما هي حكاية بنقو؟ هو مربي الأجيال الأمين أبوالقاسم على " بنقو" الذي كان معلماً في إبتدائية اللعوتة قبل أن يهرب من أوضاع السودان المتردية إلى بلاد الله الواسعة، يُحكى أنه في يوم زواجه جاءه أصدقاؤه من الخرطوم لمشاركته فرحة زفافه، فأدخلهم في غرفة مجهزة وإستأذن منهم للعودة إليهم بعد دقيقة واحدة وسافر من اللعوتة إلى الخرطوم لتجهيز بعض مستلزمات عروسته ولم يُعد إليهم بعد دقيقة كما وعدهم بذلك وإنما بعد أربع ساعات، ومنذ ذلك الحين أصبح يطلق على كل مستهتر بالمواعيد " دقيقة بنقو". هذه الدقيقة لم يسبقه عليها أحد إلا سودانير، إذ أنها تفوقت على " بنقو" وفازت عليه بعد أن أصبحت في المقدمة الأولى وفق مقايسس جينيس لعدم الإلتزام بالمواعيد، ولي معها مقلب لا أنساه أبداً ما حييت فقد كنت حجزت وأبناء أسرتي فيها قبل ستة أشهر للعودة من الخرطوم إلى جدة، إلا أنها كعادتها أعلنت للمسافرين لدى وصولهم مطار الخرطوم أنها لا تمتلك طائرة لتنفيذ هذه الرحلة أو غيرها من الرحلات طيلة أكثر من أسبوعين قادمين، وليت المسؤولون فيها اكتفوا بذلك بل رفضوا حتى إسترجاع قيمة التذاكر لأصحابها ليتسنى لهم السفر بخطوط طيران أخرى، وبالطبع حتى هذه اللحظة لم أستلم قيمة تذاكري بعد شعططة هنا وهناك دون أية فائدة تُذكر. هذه هي سودانير الناقل الوطني الذي أصبح في خبر كان بعد أن كان من أفضل طيران في المنطقة، تصدرت أمس المرتبة الثانية بعد الخطوط الجوية التركمستانية في قائمة نشرتها مجلس بيزنيس أنسايدر لأسوأ 20 خطوط طيران في العالم، وحسب علمي أنها أصبحت مفضوحة بالفساد المعشش في دهاليزها الخاوية على عروشها وطائراتها المتهالكة إن كان لديها أصلاً طائرات، ويكفي أنها ممنوعة من التحليق في أجواء الإتحاد الأوروبي لعدم مطابقة سربها لمقاييس السلامة الدولية وعدم التزامها بالمواعيد، لدرجة أن أخوتنا في شمال الوادي المصريين أطلقوا عليها " ستو" بأسلوب لا يخلو من الإستهزاء والسخرية، يعني تلغي رحلاتها في أي وقت وتتأخر عن المواعيد المجدولة بمزاجها، دون أن تُسأل عن ذلك. خطوط هذه حالها لا تسر أحداً تحتاج لآلية واضحة المعالم لإنقاذها من هذا الوضع المتردي، وقبل كل ذلك محاسبة كل من له علاقة بتدهور سودانير بشفافية عالية بعيداً عن أية حساسية من أية مواقف قد تحرج الكبار . والله من وراء القصد. مختار العوض موسى [email protected]