إعتقد البعض أنني تجنيت على الدكتور عبد الحليم اسماعيل المتعافي وزير الزراعة الحالي والرجل المثير للجدل أينما حلّ، وقسوت عليه بغير وجه حق، فلاموني على ذلك، والحقيقة أن هؤلاء اللائمين ولست أنا، هم من لم يكونوا على حق، فقد إعتقدوا خطأً أنني تجنيت على الوزير وأقحمته في قضية لا ناقة له فيها ولا بعير، وأشركته في مزرعة لا ينوبه منها شروي نقير، وذلك حين أضفته إلى القضية المرفوعة من قبل سلطات محمية الدندر القومية ضد أحد أشقائه لتغوله على المحمية وتعديه لحدودها وممارسة القطع الجائر للأشجار للزراعة داخل المحمية، في إشارة إلى ما كتبته هنا قبل أيام تحت عنوان «أنا وأخوي المتعافي»، ولهؤلاء بل وللرأي العام عامة أقول مستعيراً عبارة قالها الوزير المتعافي نفسه عندما سئل عن كيف يستطيع التوفيق بين أداء واجبه العام ورعاية إستثماراته الخاصة، وكيف يستطيع الفصل بين ما هو خاص له وعام للشعب، «أنا برضو ما كيشة» ولا «داقس» حتى أقع في المحظور، عملاً بالنصيحة التي تقول «أعمل حسابك اليومين ديل البمد صباعو بيجرو من ضراعو والبعاين بعينينو بيجرو من اضنينو»، وهي نصيحة من داقس «ضاق الويل وعذاب الليل»، حاشا لله ان أقحم المتعافي الكبير في قضية المتعافي الصغير بلا سبب ولا دليل، وأقول الكبير ليس بحساب السن وإنما بحسب الجاه والمنصب والصيت، فالسبب موجود والدليل موثق ومرصود في الأضابير والأثير أيضاً، وليس هو من شاكلة «قالولو»، وإنما ما قاله المتعافي الوزير نفسه عن نفسه وعن إستثماراته وشراكاته وشركاته، فاسمعوه ماذا قال وأحكموا عليه بقوله المشهود إن كانت له علاقة بمزرعة النيل الازرق مثار القضية، أم أن له مزرعة بتلك النواحي تخصه وحده باسمه ورسمه وخاتمه أخفاها ولم يذكرها كما يتبين من خلال أقواله هو وليس قولي أنا... قبل حوالي أربعة أعوام وكان مجلس الوزراء قد عقد إحدى جلساته ذاك العام بحاضرة النيل الازرق الدمازين، قال المتعافي مفاخراً بتجربته الخاصة في الزراعة أنه يمتلك بهذه الولاية عشرة آلاف فدان ومعها مجموعة من النعاج والأبقار كسب من ريعها وإنتاجها الموسم الماضي أربعمائة مليون جنيه، وفي وقتٍ لاحق وقبل نحو العامين من الآن قال للزميل الاعلامي الطاهر حسن التوم أفضل مقدمي البرامج الحوارية عند إستضافته له في برنامجه الشهير «حتى تكتمل الصورة» قال «أنا ما كيشة وزول مفتح كويس ومسجل حاجاتي باسم أخواني وبعرف الحلال والحرام كويس»، ومما أضافه أيضاً «ليست هناك رخص تجارية باسمى ولكني مساهم مع إخوتي في مجموعة أستثمارات وأراقب من بعيد» أو كما قال... وبعد ماذا ترون أنتم قراءنا الأعزاء، هل المتعافي «ما كيشة» كما قال «مسجل حاجاتو باسم أخوانو»، أم أنه «كيشة» لديه مزرعة أخرى لا شريك له فيها من إخوانه بل تخصه وحده ومسجلة باسمه خلافاً لما قال.. أما أنا فأعرف شيء واحد هو أن «الراجل بربطوه من لسانو»... الصحافة