عدم استلطاف ..! "يجدر بمن يخافه كثيرون أن يخاف كثيرين" .. فرانسيس بيكون! (1) "البرلمان يتقصى حول المخالفات المالية في الهيئة الفلانية"! .. "البرلمان يتقصى حول شبهات الفساد في الإدارة العلانية" .. لا ألومك أبداً إذا تعسفت في استخدام حقك في التثاؤب ضجراً، أو الحوقلة تظلماً ودعاءً، بعد قراءة مثل هذه الأخبار .. أحياناً، ومع مثل هذه الأخبار، تتحول حكاية عدم الاستلطاف الأزلية بينكما أنت والحكومة إلى مسألة شخصية! .. ثورة كرامة يقودها عقلك الذي يستفزه تكرار ذات الاسطوانات، من موشحات الاستعباط الإداري، والاستهبال الموسمي، مطلع كل صبح جديد .. فيم التمثيل والحكومة تعلم وأنت قبلها تعلم أن البرلمان لا يمثل إلا نفسه ..! (2) لا أعلم إن كنت ايضاً تتساءل عن سر ذلك الاستعلاء الذي تتعامل به هذه الحكومة "وهي من هي"، مع هذا الشعب، "وهو من هو" .. فلا المؤتمر الوطني وارث، ولا قادته من أبناء البيوتات، معظمهم من أبناء الكادحين والفقراء، فمن أين لهم بمكونات ذلك الجدار العازل الذي تطاولوا في بنيانه لكي يحمي أدمغتهم من حرارة معاناة الشعب، ويصون أمزجتهم من سخونة مطالب غمار الناس، الذين كانوا منهم، قبل أن يتفننوا في إنقاذ هذا الشعب الذي توقف بدوره عن استلطفافهم ..؟! (3) هل يشكل عنوان رئيس على غرار (خلافاتنا السياسية لم تقطع وشائجنا الاجتماعية.. ونحن لسنا أعداء للشعبي!) فارقاً يذكر في علاقة هذه الحكومة بهذا الشعب؟! .. هل تحتمل درجة حرارة العقول والأفئدة والجيوب في الخرطوم "نظرات" الشعبيين المنشقين و"عبرات" الوطنيين الباقين؟! .. هل تسمح حالة التململ الاقتصادي والسأم الاجتماعي في كل أصقاع هذا السودان الذي تغلي أدمغة طبقاته التي لا تتمتع بركوب الفارهات بأدنى درجات الاهتمام بعلاقة المحاربين القدامى بالإنقاذيين الجدد؟! .. باختصار هل هذه "سَخَانة" قطائع أو وشائج إخوانية؟! .. هل يكترث هذا الشعب الذي تذوب كرامته كل يوم تحت حرارة الشمس والأسعار والذي بات لا يستلطف سياسات الإخوان على اختلاف أجنحتهم الإسلاموية لمشاكل "الوطني" و"الشعبي" غير الوطنية، وغير الشعبية ..؟! (4) (الإنجليز كانوا أكثر عدلاً) المقولة ل رئيس جهاز الأمن ووزيرا لداخلية الأسبق عبد الوهاب إبراهيم في حواره مع صحيفة السوداني! "ومثله كُثُر" .. ماذا تنتظر حكومة تتعسف في صياغة عقود الإذعان وامتلاك الحق الحصري في تنظيم مصالح المواطنين بالقوة، وبأغلى الأثمان وأفقر الخدمات! من مواطنيها، سوى التعسف في استخدام حقهم في عدم استلطاف بقائها على قيد الحياة ..؟! منع من النشر منى أبو زيد [email protected]