قال إ ني جاعل في الارض خليفة لقد أبلغ الله انه سيجعل خليفةً في الارض أهي خلافته في الارض ليحكم الإنسان بالعدل ام خليفةٌ حاكمٌ ليقيم ظلما ويشيد قصراً على جماجم الآخرين بعد هذا الإعلان الإلهي قالوا وأعترضوا إستفهاماً وتحواراً قالوا أتجعل فيها من يفسد قالوا له انت الصلاح والخير والأمان والأمن والسلم والسلام فكيف يا ربّنا تفعل ذالك وليس المفسد كالمصلح والدليل على ما نقول نحن نسبح بحمدك ونقدس لك فنحن اولى بالخلافة والامر نحن احق بهذا المنصب فالحوار إستمر وقال إني أعلم ما لا تعلمون وأعطاهم الدليل وإنتقل بعدها الى الحوار مع إبليس رغم معرفة الله بالنتيجة فالحوار دائم له نتائجه الإيجابية فعندما أصدر سليمان الحاكم خياراته الثلاثة في حق الهدهد الغائب أجابه الهدهد بالحوار ومن حيث إنتهى سليمان أويأتيني بنبإٍ يقين صادق لا لبس فيه ومن الملاحظ أن الطائر المتهم بدأ حواره لقد جئتك من سبأٍ بنبإٍ فقد حدّد المحاور المنطقة والمكان ليفاجأ خصمه بالمعلومة هي بعيدة عنك فسبأ مملكةٌ غير مملكتك ولا تخضع لحكمك ولا تعلم عنها شيئا كما ادّعى الهدهد ولم يُٰنكر عليه سليمان ذالك لقد جاء هدهد الملك بمعلومة صاعقة لسليمان أثارت إهتمامه من مكان يجهله ويجهل ما فيه فمذيع الاخبار دائما يحدد لك مكان الخبر مثلا مراسلنا علي الزين من مدينة ساوبولو ليعلم المستمع عن أيّ مكان يتحدث المذيع . فنرى في حوار الملك العليم مع ملائكته إني أعلم وأنتم لا تعلمون ولم يدعّوا أنهم يعلمون وكذلك قال هدهد سورة النمل أحطت بما لم تحط به مع العلم أن سليمان قال أُعطينا علماً ولم يقل لمخبره أنا أعلم بكل ما تعلم بل هات ما عندك وعندما حاور ربُّ العزة الشيطان بنفس الاسلوب الحواري وبطريقة الحجة والمنطق إلا أنّ الشيطان أبى واستكبر أما سليمان والملائكة أذعنوا للحوار المنطقي وللدليل اليقيني وبهذه الطريقةالعلمية جاء الأنبياء والرسل والعقلاء والمصلحون عبر التاريخ أما المعارضون في أغلب الأحيان لا يأتون بمنطق استدلالي ومشروع منطقي قائم بل معارض من اجل قلب الحكم لنجلس مكانك فالوسيلة والهدف هي واضحة من اجل آلهة الذات والأهواء وكذلك الحكام وأهل السلطة صم بكم عمي عن الحق يرددون أقوال فرعون وكل على طريقته ويصلون على طريقة معبدهامان وكهنته وعوداً لما قاله طير سليمان وأسلوب حواره بحيث قلب الأمور رأساً على عقب بل غيّر تاريخ أمة وأنهى حكماً وحّرك عسكراً وجعلهم مسلمين فقد صدق المتنبي الرأي قبل شجاعة الشجعان...... فهو الأول وهي المحل الثاني فللحوار آدابه وللأعتراض طريقته الناجحة والهادفة ويبقى العلم والنقاش والمبادرات أساليب العقلاء والمؤمنين العاقلين ونلاحظ أن الخارج عن سرب طيره لبعض الوقت والبعيد عن حاكمه مكث غير بعيد إن أغلب المفسرين يذهبون الى أنّ هدهدنا أخذ وقته وغاب فترة زمنية ولكن بحكم العقل والمنطق إنّ المسافة بين قصر إقامة سليمان ومملكة سبأ بعيدة فلماذا القرآن أكّد على الوقت لأنّ الحوار ومتطلباته يلزمه وقتاً لينتج نتيجةً بنّاءة والمطلوب زمناً لتقديم النبأ اليقين وبلورة مشروع متزن. ولكن كيف لو كانت الجملة فمكث غير بعيد أي على مقربة من سليمان ولكن ليس بجنبه ليدل على مسافة معينة بين المتحاورين قبل حالة الأطمئنان والثقة التي هي عنصر مهم من عناصر الحوار الى جنب العلم فالسبب الاساسي لبعد الامم والشعوب والمذاهب هو عدم الحوار والتفاهم وتبادل المعلومات الصحيحة فكم من قصص وخرافات تنسب الى المذاهب الأسلامية فترميهم بما هو ليس فيهم فالمعرفة والعلم والتعارف والتحوار وتحرير الخلاف هو حاجة إنسانية ودينيةللخروج من أزمة العقل الإنساني والبشري والديني والمذهبي السني والشيعي والطائفي والمناطقي والعشائري الى رحاب العقل القرآني واسلوبه فحتى ربُّ الجلالة والعظيم العليُّ حاور الملائكة وإبليس الشيطان الغوي فيا أيها الحاكمون في مساجدكم وكنائسكم وجمعياتكم وموؤسساتكم وأحزابكم ودولكم إنكم لستم ربّاً يعبد ولكنكم اتخذتم هواكم الها وأنفسكم رسلاً وأقوالكم قرآناً وتناسيتم أنكم بشرٌ ولستم رسل الله في أرضه فهل تتبعون أحسن القول أو بالحكمة والموعظة تتقيدون لتنفكوا من أغلال أفكاركم وأسراب أوهامكم فلا تكفّرون خصومكم ومعترضيكم ومعارضيكم فترموهم بشتّى الاوصاف التكفريية والفلسفية فهل تتعلمن من ربّ العزة أمْ تتلقون درساً من هدهد الحوار الذي أسقط حكم سليمان الثلاثي وجعل الحوار سيد الموقف أم أنّ عند جهينة الخبر اليقين [email protected]