(1) كابتن الطائرة الفخيمة يبارك لنا سلامة الوصول الى البلد الذى لا تؤذن ديوكه للفجر عند كل صباح، كما تفعل ديوك بوادى دار محارب عموم . و لا يشبه البلد التى اطلق فيها صرخة ميلاده الاولى .و لا تشبه تحديدا بوادى دار محارب عموم. بدأ اذن فصل المحنة الأول ، محنة فراق دار محارب عموم . توجس خيفة من ان يكون فراقه للبوادى عموم مثل فراق الطريفى لجمله الاصهب الهباب ، ذلك الفراق الذى سارت بذكره الركبان . وصار مثلا شعبيا مطروقا . لفحه البرد القاسى فى ذلك الصباح الغائم ، صباح الجمعة بالتحديد . وشدته المفارقة : الغر الميامين فى البوادى عموم يتسابقون فى هذه اللحظة من هذا اليوم ، يتسابقون نحو جامع المخيم الوحيد ، كل يروم مكانا فى الصف الاول ، احتسابا ليوم تشخص فيه الابصار . وتزوغ فيه من مواضعها القلوب التى فى الصدور. لا اثر ، و لا خبر عن هذا اليوم المقدس هنا فى المدينة المشغولة بمضاربات البورصة العالمية والمحلية ، و بانخفاض او ارتفاع اسعار العملات العالمية. هذا تسابق من نوع آخر لم يالفه من قبل . و لاتعرفه البوادى عموم ولم تسمع به . تسابق لا يشبه تسابق الخلق فى البوادى عموم . غايات الخلق هنا مختلفة عن غايات الخلق فى البوادى عموم . الخلق هنا يتسابقون للحصول على لقمة العيش فى مجتمع محتشد بالانانية والفردية المفرطة . الناس هنا ياكلون كما تاكل الانعام و لا يشكرون الخالق انهم يجدون ما ياكلون . ولا هم لهم غير هم الحصول على ما يأكلون فى يومهم هذا . انتبه الى سحنات الناس من حوله . تفرس فى اشكالهم ومظهرهم . اشكال غير متشابهة . و لا يكاد يجمع بينها غير السحنة البشرية التى وهبها المولى للبشر اجمعين . هذا آسيوى صغير الحجم ، دقيق القسمات ، ناحل الجسم كأنه مفطوم من الاكل والغذاء الكافى . وهذا افريقى اسود البشرة ، ضخم الجثة ، كأنه ياكل نصيبه ونصيب مجالسيه حول مائدة الطعام . وهذا ابيض البشرة ، ناعم القسمات . بدت عليه آثار النعمة التى لا شك انه لا يحمد الله عليها. وهذا مشغول بآلته الحاسبة بيراجع بعض الجداول التى تظهرها له الشبكة العنكبوتية من جهازه الذى لا يمل النظر فيه . اغتم صدره فجأة . اطلق زفرة عميقة قبل ان يعود محادثة نفسه فى منلوج داخلى مكتوم : بعدت عنك البوادى عموم . و بعد عنك الناس الذين تالفهم القلوب قبل العيون . لم يعد النظر يطالهم ، ولا يحمل النسيم اليك بعض همهماتهم الحانية . عائشة ، الاخت الأم ، غابت عن العين وبقيت فى الوجدان . عجزت ان تكون فى جحفل المودعين الباكين. و عجزت مياسة الصغيرة الباكية . لماذا فعلت بهم الذى فعلت . عزاؤك الباقى انهم لا يطلبون منك اعتذارا . و لكنك تتعزى على أى حال . نفسك البدوية المنشأ غلبها أن تمارس الاصطبار على المذلة والهوان. او أن تمتهن الانحناء خوفا من سلطان او طمعا فى مزية تنالها. حملت اوراقك وغادرت . ارض الله واسعة والارزاق مقسمة سلفا . ولن تفنى نفس قبل أن تفنى ما كتب لها من رزق . قد تاكلون يوما ، و تجوعون يوما عوضا عن الاذعان و الانحناء . بخ ، بخ ! هذا بيع رابح . تركت لهم الجمل بما حمل . و بدأت ملحمة الحياة الجديدة المرة فى مجتمع قاس ومر يطلب اليك ان تنسى ماضيك القريب وأن تبدأ من الصفر فى كل شئ ، حتى تكون قادرا على تحقيق الحلم الامريكى . مطلوب منك ان تنسى ماذا كنت . و ماذا تعلمت. وماذا انجزت فى امسك القريب . قسوة بلا حدود ، فى مجتمع يرحم اذا كانت نار جهنم ترحم . قلت لا بعنجهية غير مساومة. رفضت اشياء كثيرة و فرصا كثيرة عرضها عليك بعضهم فى المجتمع المنبعج الاحساس والشعور . لم تمد يديك الى منظمات الاغاثة التى تحتال على الجميع . تحتال على المانحين وعلى المحتاجين . لم تغمض عينيك عن المحاذير الكثيرة فى دياسبورا الامتهان و الاستصغار العميق . فضلت سهر الساعات الطويلة فى مكاتب الطرق السريعة الباردة . وساعات اخرى فى مكاتب المتاحف التاريخية ، و ساعات غيرها فى مكاتب التمويل المركزى على ان تصبح زبونا لمنظمات الاحتيال المقنن . تكتشف عالما غريبا فى البلد الذى يتدثر بالبعد عن عوالم الآخرين ، فلا يدركون كنهه و لا يرون تضاريسه الداكنة التى تجثم فوق هضاب من الوجود الآسن . صورة مطابقة للصورة التى رسمها ادريس جمّاع ، شاعرنا الملغوم بالابداع ، للسماء تبدو قريبة منا . ولكنها تستعصم بالبعد عنا . قالها ادريس جمّاع الذى جمع فى صدره عذابات الابداع التى ما لبثت ان افقدته دنيا الناس وألق الحياة . كذلك هى بلد اليانكى ، بعيدة عن مداركنا ، قريبة من نظرنا بزخمها و قدرتها الفتاكة على التزيين والتزييف فى آن واحد . يحدثونك عن اغنى بلدان الدنيا قاطبة قبل ان تكتشف ان الحاجة تحول الانسان فيها الى ماكوك اصم ، يغدو ويروح عند كل صباح . و لا يصطحب فى وجدانه غير الشعور والخوف من كل شئ وعلى أى شئ . حتى لقمة العيش البائسة التى تقدمها له مطاعم الوجبات السريعة مقرونة مع المرض السريع بدلا من شبع يزيل الجوع و المسغبة . انسان ماكوك يعيش فى مجتمع فردى ، وغير متكافل . ولا يسأل فيه حميم حميما . يسير الفرد فيه فى الطرقات وهو لا يضمن عشاء الليلة . فالراسمالى الضخم قد يطيحه فى أى لظة تتراجع فيها ارباحه سنتا واحدا . سؤلان يختمران الوقت كله فى ذهنه : كيف يسدد فواتير الاستغلال الرأسمالى آخر الشهر . وهل يبقى فى جعبته من المال ما يوفر له و جبة ضئيلة فى مطاعم الوجبات السريعة . جون ، زميله فى مكان العمل ، رآه وهو يدفع قيمة وجبة صغيرة قدمها الى صديق جاء يزوره. اغتم جون ، وافترشت اساريره بسمة حائرة. لم يقل له شيئا فى التو . ولكنه اضمر ان يقول له الكثير عندما يغادر الزائر الغريب مكتبهما المشترك . الناس هنا يتكلمون بمقدار . ويبتسمون بمقدار . ولا يعرفون الضحك المجلجل مثلما يفعل الناس فى البوادى عموم . لا يدسون انوفهم فى شأن الآخرين . ويرفضون بشمم ان يدس الآخرون انوفهم فى شأن من شئؤنهم الخاصة . صديقه الجديد جون صار استثناءا منذ تعارفا فى الوردية المسائية فى مكاتب المؤسسة التى ترعى المتاحف التاريخية القومية . صار يدس انفه الدقيق فى امور صديقه القادم من عوالم الشموس الافريقية بطباع بدت له غريبة و جالبة للحيرة والاستغراب . عندما خلا المكان ، امسك بتلابيب صديقه الافريقى يجره اليه بقوة . يحتج لديه بقوة . يصرخ فى وجهه بقوة . البارحة فقط كان جائعا لا يملك قوت نفسه ولا قوت عياله . وها هو الآن يتبرع بقيمة وجبة منتصف النهار لزائر تبدو عليه علامات الراحة المادية . يدفع ثمن هذه الوجبة من مرتبه الناحل الضامر. وكان حريا به ان يوفر هذا المال القليل للذين ينتظرونه فى برد فيرجينيا المغاضب . سأل صديقه الافريقى الذى بدا له عبيطا بما فيه الكفاية : لماذا فعلت هذا ؟ لا تقل لى ان دينك يأمرك بهذا . الرب لا يأمر بالهلاك . كلنا اهل اديان . و اهل كتب سماوية . كل واحد منا يعبد الله بطريقته الخاصة . انت تسجد له على الارض , تعفر له جبينك بالغبار تقديسا له فى اسمى نوع من التقديس و اذلال النفس للديان فى علاه البعيد . تعجبنى هذه الاستكانة للخالق فى صلواتكم . يكفي هذا من شخص فى مثل حالك . لن يطلب منك الرب ان تبعثر القليل الذى تجمعه بشق الانفس على الآخر المحتاج و انت سيد المحتاجين . هذا زائر مستور الحال ، جاءك ملاطفا وليس محتاجا . لماذا تدفع له ثمن طعامه . تقبل منى دس انفى فى شانك الخاص. افعل هذا من باب الاشفاق عليك ، لآنك لا تعرف نواميس الحياة فى هذا المجتمع القاس الذى وفدت عليه بدون تدبر كاف . لا اريدك ان تنسى كيف اعفاك مخدمك من العمل معه حين اكتشف انه يوظف سفيرا سابقا يحمل من المؤهلات العلمية والخبرات ما يؤهله لوظيفة اكبر من الوظيفة التى اوكلها اليه . اريدك ان تعرف الامر على حقيقته الكاملة. و أن لا تنخدع ببعض بهارجنا السطحية . لماذا تصرف مخدمك هكذا ؟ لم يفعل الرجل هذا هيبة واحتراما لشخصك . حقيقة الامر انه يخاف قانونا ابلها يمكن ان يعرضه للمساءلة بتهمة استغلال حاجة الآخر الاجنبى . هذا القانون المتوحش لا يسأل عن ماذا يحدث لك عندما تفقد المال القليل الذى يتيحه لك عملك هذا . اما المخدم فهو يعرف ماذا سيحدث له اذا اشتم احد المتنطعين فى منظمات المجتمع المدنى رائحة استغلال من أى نوع . تعرف ان هذه المنظمات صارت دولة داخل الدولة . بل صارت اقوى من الدولة فى كيثر من الاحيان . تبسم لصديقه جون . ولم يجادله . اذ لا جدوى من جدال مثل هذا . فبون العادات الاجتماعية و الفوارق الثقافية والدينية بينهما شاسع بصورة لا يمكن سبر اغوارها فى جدل عابر مثل هذا . وهو جدال لا يملك له وقتا و لا استعدادا نفسيا . ولكنه سأل صديقه الجديد لماذا صار استثناءا ، و يتدخل فى شأن اصدقائه بصورة مخالفة لما درج عليه الناس هنا. وصار يدس انفه فى انوف الآخرين وليس فقط فى شئونهم الخاصة . ضحك جون حتى بان اصفرار اسنانه من كثرة تدخينه للتبغ الفرجينى المغرى . وقال انه صار استثناءا فى محاولة منه لانقاذ شخص متهور وغير مدرك لنواميس البيئة التى وفد عليها بلا تدبر حاذق . شخص يريد ان يرهن حياته الجديدة فى موطنه الجديد لنواميس بيئة امتدت بينه وبينها مسافات فاجرة . يعرض عليه مرفق خطير وظيفة يسيل لها اللعاب . يرفض ابن الشيخ البدوى عرض المرفق الخطير بين دهشة ذلك المرفق واستغرابه . واستغراب صديقه جون . لم يشأ ان يضيع وقته ووقت صديقه بأن يخبره بأنه ترك منصبا رفيعا فى بلده الأم رفضا للانحناء امام جبروت الانسان المقدور عليه بطبيعة الحال . ولن يستقيم لديه ان يقبل الانحناء لجبروت الحاجة الطارئة هنا فى هذه الفلوات القفر. طبعه البدوى غير المساوم كلفه كثيرا فى ماضيه غير البعيد . اكيد سوف يصير عرضة لسخرية صديقه جون ان اخبره بالتفاصيل الكاملة . فهو لن يفهم . ولن يقبل تبريره لرفض عرض المرفق الخطير . انصرف الى نفسه يحادثها فى منلوج داخلى كانه يعتذر لها على كل المشاق التى راكمها عليها حتى الآن . الشطب من كشوفات الترقى ومن و كشوفات التنقلات الدبلوماسية مرات ومرات بسبب مناكفاته الكثيرة ورفضه الانحناء والتقوس امام الآخر المتجبر . كم مرة كان على قاب قوسين او ادنى من الذهاب الى الشارع العريض مطرودا من الخدمة الدبلوماسية لولا رجال عظام هرعوا الى نصرته بلا سابق معرفة او صلة رحم غير تقديرهم لابداعه الادبى و هو بعد شاب يضع قدميه غير الراكزتين بعد فى اول درجات السلم الوظيفى و الاجتماعى . حسبوه مشروع مؤلف روائى عظيم فى المستقبل القادم : عمر الحاج موسى ، العسكرى الاديب ، وجمال محمد احمد ، الدبلوماسى المرموق ، والكاتب الشاهق ، خلف الرشيد القانونى الضليع، وعبد الوهاب موسى ، الباحث المدقق ، والنذير دفع الله العالم الضخم . واحمد خير، حبر التاريخ الوطنى . كلهم تراصوا خلفه اكثر من مرة وانقذوه من حبل المشنقة الوظيفية . لقد ضل البدوى الشاب طريقه ، و دلف الى حظيرة السلك الدبلوماسى فى غفلة من الزمن . كان حريا به ان يكون وسط اهله المغاوير فى المفازات المدلهمة بالخطوب التى لا تبرح عوالم البدويين . ان لزم الامر يحمل بندقيته وسيفه على كتف . ويتدرع حربته الانصارية (ام كبس) ذات الكنداب على كتفه الآخر. لن يحكى لصديقه جون هذه الجزئية التى ستكون عصية على فهمه وادراكه . لم تغير الدبلوماسية من سجاياه البدوية كثيرا . نعم ، تهندم بالبدل من الماركات العالية بدلا من ثياب اهله المرسلة مع الريح . ولكنه ظل على سجايا اهله البدويين الاساسية. يزيده الظلم تماديا فى العناد كعادة اهله البدويين حين يشعرون ان زيدا من الخلق يتقصدهم. فى الفترة المايوية ضاق صدره بنظام الحكم الذى اقامه انقلاب مايو 1969 عندما سدر ذلك النظام فى عنفه ضد اهله المهدويين فى جزيرة (أبا ) وفى ( الكرمك) وفى (ود نوباوى ). وقتل بعض بعض اهله الاقربين فى معركة جامع الانصار فى ود نوباوى . لجأ الى الابداع الادبى فى القصة القصيرة والرواية والمقالة السياسية . كتب روايته الاولى (الذين دقوا الابواب ) فى ذلك الجو السياسى الخانق . و نشر قصته القصيرة ( الزعامة طايرة و يطير معاها الانجليز ) فى صحيفة ( الصحافة ) اثناء فورة الانصار ضد نظام مايو فى جزيرة ( ابا ) فى عام 1970. القصة تستدعى الفحوليات الانصارية التاريخية ضد الانظمة الباطشة الوطنية منها والاستعمارية وتدعو لتحقيق مقولة ان التاريخ يعيد نفسه . ادخلته قصة ( الزعامة طايرة ويطير معاها الانجليز) فى متاهات ادارية . و جرجرته الى المساءلة امام رؤسائه الدبلوماسيين بدفع من جهات امنية لأنه لم يكترث لتحذير الناقد النحرير (ابن خلدون) بان هذه القصة السياسية ستنهى مستقبله الدبلوماسى ان انتبه اليها الرقيب الصحفى . الغريب هو ان الناقد الكبير سجل ملاحظته باللغة الانجليزية على صدر القصة. ولكن رئيس التحرير وهو شاعر مرهف اعجبه النص القصصى فاجازه . لم يدر ، ربما حتى اليوم ، المتاهات الادارية التى دخل فيها كاتبه الناشئ . وزيره كان يكره الثقافة والمثقفين . وكان لا يستحى من ان يكرر امام الملأ انه لا يريد فى وزارته مثقفاتية وادباء مجادلين بقدر ما يريد افندية طيعين لا يعصون الوزير ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون . اكثر من مرة اصرّ الوزير على ابعاده الى وزارة الثقافة و الاعلام حتى يجد هناك ضالته لممارسة (العك ) الثقافى الذى يضيع فيه كل وقته . وكان عزت بابكر الديب ، مدير الشىون العامة فى وزارة الحارجية ، يتوسل الى الوزير ذى القسمات الصارمة العابسة فى كل مرة أن يعطيه فرصة لكى يقنع الدبلوماسى الناشئ بان ينزل عند رغبة الوزير ويتعهد بترك الكتابة فى الصحف . وبتقليل نشاطه فى المنتديات الثقافية . ولكن الدبلوماسى الناشئ ، الذى لم تبرحه نوازع اهله البدويين ، كان يقسم فى كل مرة باغلظ الايمان أن لا يترك الكتابة فى الصحف متى وجد الى ذلك سبيلا . و ان لا يتوقف عن نشاطاته الثقافية فى وقته الخاص خارج الدوام الرسمى . استجاب الوزير لرجاءات السيد الديب اكثر من بشرط ان لا يرى صور الكاتب الناشئ و هى تتصدر الصفحات الادبية والثقافية لأن هذا يعكس انصرافية هذا الافندى الصغير عن مجاله الذى يقتات منه . و يوظف قدراته فى مجال آخر بعيد عن اهتمامات وزارته . وقبل ان تهدأ عاصفة ( الزعامة طايرة ويطير معاها الانجليز) ينشر قصة اخرى اكثر جرأة فى صحيفة الايام فى يونيو 1974 بعنوان (دموع اوليفيرا السودانية ) . جرته ( دموع اوليفيرا السودانية ) الى المقصلة الوظيفية . وشطب من كشف الترقى دفعة واحدة . قاد حملة شطبه هذه المرة احد السفراء الكبار من الذين كانوا يشاطرون الوزير الافندى افكاره البائسة عن المثقفاتية فى وزارته . و فقد حتى ترتيب الطيش بخروجه من كشف الترقى دفعة واحدة . لم يشفع له انه كان اول الدفعة المترقية فى آخر منافسة. لم تقتصر الأمور على المساءلات الدبلوماسية فى وزارته . بل وصلت الأمور الى الوقوف خلف القضبان للمرة الاولى فى حياته . اوقفته نقابة المحامين ، هو و رئيس تحرير (الاضواء) خلف القضبان . ولولا هرولة الاستاذ احمد خير ، حبر التاريخ الوطنى السودانى ، الى نجدته ونجدة ( الاضواء) وصاحبها ، الاستاذ محمد الحسن احمد ، لدخل السجن . وفقد وظيفته الدبلوماسية تلقائيا . انقذه القاضى حين حفظ الدعوى لعدم كفاية الادلة لتسلم الجرة الى حين . رحم الله الوزير محمد ميرغنى مبارك وزير الخارجية الذى كان يكرهه بما يكفى ويزيد لا لسبب الا سبب اضاعته لوقته فى (اللقاويس ) الادبية كما يسميها زميله الدبوماسى الساخر من باب الطرف والدعابات المحببة بين اصدقاء الامس من الدبلوماسيين الفلتة. د. علي حمد ابراهيم [email protected]