بدأ النظام (الأسلاموى) الطالبانى السودانى تقديم نفسه للعالم كنظام يتبنى الأرهاب منهجا بكل اشكاله ويدعمه، حيث لم يتبق ارهابى دولى واحد معروف فى الكون من أقصى اليسار مثل الفنزويلى ( كارلوس) أو من أقصى اليمين مثل السعودى (بن لادن)، لم يفتح له النظام أرض السودان على مصراعيها، وأن يخوض مواجة ضد (امريكا) وينشد انصاره الأناشيد الجهاديه التحريضيه التى تسلحوا لها (بكتاب الله وقول الرسول) وهم كاذبين، حتى وصلت ذروة ارهابهم الى محطة محاولة اغتيال الرئيس المصرى السابق (حسنى مبارك) الفاشله فى أديس ابابا، بتنسيق وأتفاق مع الأسلاميين المصريين ، وكادت تلك العمليه ان تعصف بالنظام وترسله الى مذبلة التاريخ ، لولا أن (مبارك) أستغل تلك المحاوله استغلالا مدروسا حقق من خلاله الكثير من مصالحه فى السودان ومن بين تلك المصالح التهام (حلائب)، التى اذا تتحرك القوى السياسيه المعارضه للنظام بجميع اشكالها والى جانبها منظمات المجتمع الحقوقيه، لتأكيد سودانيتها، فسوف تضيع الى الأبد .. وفى ذات الوقت أحتفظت الدوله العظمى المسيطره على العالم كله (أمريكا) بذلك (الملف) الهام رغم عدم علاقتها المباشرة به، لكى تستخدمه كورقة ضغط فى ظروف ومواقف مستقبليه، وقد كان! اضافة الى ذلك فقد استغلت (امريكا) وبرعايه (مصريه) ملف تلك الجريمه فى استخدام النظام السودانى (وتشغيله) كخادم وعميل ومخبر وجاسوس – بدون أجر – أمعانا فى اذلاله على الحركات والتيارات الأسلاميه المتطرفه والمعتدله فى المنطقه وفى خارجها، التى كانت تعتبره جزءا من مشروع الخلافه الأسلامى الكبير، خاصة ورموز النظام السودانى كانوا يتحدثون عن (الجهاد) والشريعه وفلقوا ادمغة العالم بذلك الخطاب، حتى تكشف لعدد كبير من الأسلاميين (عمالة) ذلك النظام وأنبطاحه لأمريكا ولرجلها فى المنطقه (مبارك)، وهذا يؤكده عدم رضاء العديد من تلك الجماعات عن نظام (البشير) وحتى اليوم على الرغم من أن الأسلاميين يغفرون لبعضهم البعض تصرفات وسلوكيات لا علاقة لها بالدين أو الأسلام ويمكن أن تدخل مرتكبها النار. الشاهد فى الأمر أن النظام السودانى (الطالبانى) بعد أن بدأ ارتباطه القوى بالأرهاب (الأسلاموى) والدولى وأشتراكه فى العديد من العمليات الأرهابيه، بدأ رويدا رويدا يسحب نفسه من العمل الظاهر والمعلن لدعم الأرهاب، والأكتفاء بالدعم (السرى)، وتوجيه الدعوات من وقت للأخر للجماعات الأرهابيه المتطرفة لزيارة السودان والمشاركه فى المؤتمرات الأسلاميه، خاصة التى لها علاقة بالنظام وبالحركه الأسلاميه حتى لا يظهر نفسه بأنه قد تخلى من المشروع الأسلامى الذى اوهموا الناس به وسموه (المشروع الحضارى). لكن كما هو واضح للمراقبين والراصدين لسلوكيات النظام، أنه حينما ادرك ذلك الخطر الذى هدد وجوده وبقاءه فى السلطه، تبنى سياسة جديده تجعله يبعد نفسه من مواجهة اى دوله أجنبيه خاصة دول الجوار حتى لو أغتصبت اراض سودانيه وتعدت على سيادة وكرامة السودان والمواطنين السودانيين ومهما مارست من اشكال الأستفزازات والأنتهاكات، فأن النظام (الطالبانى) السودانى يبقى مبتعدا عن مواجهة تلك الدول أو اغضابها وفى ذات الوقت يمارس أعلى درجات العنف والقمع والبطش والقتل والتغذيب والأفقار والتجويع، بشعبه ومعارضيه فى (الداخل) ويمتد تآمره وأستهدافه للمعارضين الشرفاء فى الخارج، لا تهمه احتجاجات أو اعتراضات المنظمات الحقوقية والأنسانية المحليه أو الدوليه، طالما ضمن صمت الأنظمه الدوليه والأقليميه عن جرائمه بما يقدمه من (رشاوى) وتسهيلات للأنظمه والحكومات، ويكفى دليلا على ذلك أن النظام الطالبانى (السودانى) لم يهتم حتى اللحظه بجريمة قتل 50 لاجئ سودانى فى ميدان مصطفى محمود (بمصر) عام 2005، ومثلما عجز حتى الآن من رفع قضية (حلائب) الى محكمه دوليه التى اغتصبتها مصر عام 1995، مع أنه يحشد الحشود ويجيش الجيوش ويعلن التعبيئة ونفرات (الجهاد) الزائف ويقيم الدنيا ولا يقعدها، حينما تدخل حركه ثوريه مدينة من المدن السودانيه أو حينما يحدث خلاف مع دولة (جنوب السودان)، التى يتلهف النظام ويتمنى خلق علاقه ود ومصالح معها بنفس الطريقه التى خلقها مع باقى دول الجوار على شرط أن يضمن عدم دعم الجنوب للمعارضين السودانيين الشماليين من أى جهة وغير المعارضين، ولو بمجرد بقاءهم على أرض الجنوب يعملون ويحصلون على لقمة عيش كريمه بدون مضائقات. لذلك فأن الأزمه الحاليه التى تفجرت بعد اعلان دولة (اثيوبيا) عن البدء فى تشييد سدودها وتحويل مجرى النيل الأزرق من أجل ذلك الغرض، مما ادى الى غضب(مصر) الرسميه والشعبيه وأنشغال الأعلام المصرى بطريقته المعروفه وأسلوب (الردحى) فى مثل هذه المواقف وبنفس الصوره التى حدثت يوم لقاء مصر (الكروى) بالجزائر فى ام درمان، وما لحق بالسودان وشعبه من اذى واساءات وشتائم بل أن سودانيين أبرياء وبسطاء تعرضوا لأذى جسمانى فى مصر بعد انتهاء تلك المباراة، وظل النظام (الطالبانى) السودانى كعادته صامتا .. الآن تكرر ذلك المشهد بعد اعلان اثيوبيا قرارها فى البدء ببناء سد (النهضه) وتابعنا تضارب التصريحات (الراجفه) التى خرجت من افواه المسوؤلين فى النظام (الطالبانى) السودانى، فبينما بادر سفير النظام فى القاهره (كمال حسن على) كعادته، وهو لا علاقة له بالعمل الدبلوماسى ، باطلاق تصريح (غبى) قال فيه : " قرار إثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق لبناء سد "النهضة" ب"الصادم"، مشيرا إلى أن السودان ومصر قد يلجئان إلى تدخل الجامعة العربية لبحث الأمر". قاصدا من ذلك أرضاء (مصر) التى يتهافت على البقاء فيها راعيا لمصالح (جمال الوالى)، بذلك التصريح الجبان وغير المسوؤل ،حتى لو كانت مصلحة السودان العليا تكمن فى الموافقة على تشييد ذلك السد، ودعم ومساندة اثيوبيا وباقى دول حوض النيل فى نيل حقها المشروع فى مياه النيل .. ومن جانب آخر فقد صرح (سفير) النظام فى اثيوبيا (عبد الرحمن سرالختم) قبل عامين فى حوار مطول له مع جريدة (الصحافه) عن سد الألفيه الأثيوبى جاء فيه : (كشف الفريق اول ركن عبد الرحمن سر الختم سفير السودان باديس ابابا ومندوب السودان للاتحاد الافريقي عن فوائد كبيرة لسد الالفية الاثيوبي موضحا ان السد يهدف لانتاج طاقة كهرومائية تدعم مشاريع التنمية بين البلدين الشقيقين مشيرا الى جهود لانارة القرى الحدودية مبينا ان لجنة فنية تضم وزراء الري باثيوبيا والسودان ومصر وبيت خبرة اجنبي تدرس حاليا تأثيراته على الدول الثلاث ووصف سر الختم في حوار مع الصحافة ينشر لاحقا العلاقات بين الخرطوم واديس ابابا بالممتازة وكشف عن تعاون مثمر بين البلدين في المجالات الامنية والاقتصادية?مشيدا بدور اثيوبيا في حفظ الاستقرار في منطقة ابيي ورعاية المباحثات بين السودان ودولة الجنوب مثمنا دورها في حفظ امن الحدود وعدم تدخلها في الحرب الدائرة في النيل الازرق).. فمن نصدق من السفيرين وكل منهما لا علاقة له بمجالى الرى أو المياه، فالأول من ابناء (النظام) وصل لهذا الموقع وغيره من مواقع عن طريق العنف والأرهاب والقتل الذى مارسه فى بداية النظام، وختمه (بالنفاق) لرموز النظام وللمصريين على اختلاف أنظمتهم، والسفير الثانى كلما يربطه بهذا (الجو) الأسلاموى وبالنظام علاقته الشخصيه (بعمر البشير) دون كفاءة فى اى مجال شغله، اللهم الا رئاسته لحزب (البهجه)! ثم خرج تصريح ثالث من وزارة الخارجيه السودانيه ينفى ما قاله سفيرهم فى مصر خوفا من غضب أثيوبيا، جاء فيه : ((نفت وزارة الخارجية السودانية تصريحات يوم الأربعاء منسوبة لسفيرها لدى مصر وصف فيها قرار إقامة سد النهضة الإثيوبي "بالصادم". جاء ذلك في توضيح للوزارة حول التصريحات المنسوبة لسفير السودان بالقاهرة كمال حسن علي ، بحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا). وحمل التوضيح نفي سفير السودان بالقاهرة صدور تصريح منه يصف ما قامت به الحكومة الأثيوبية في هذا الصدد ، بأنه " صادم " وأن السودان ومصر قد تلجأن للجامعة العربية لمواجهة الموقف)). و لانستبعد فى الغد أن نسمع ونقرا تصريحا جديدا ينفى ما قاله السفير السودانى فى اثيوبيا حتى لا تغضب (مصر) .. وسفير النظام فى (مصر) اسرع وأدلى بذلك التصريح على ذلك الشكل لأنه يخشى اذا لم يفعل ذلك، أن تغضب مصر وربما طردته، كما سمعنا من صديقه ألسابق الباحث المصرى فاقد الأمانه (هانى رسلان) فى وقاحه وعدم لياقه يحرض الجماهير المصريه على السفير الأثيوبى فى مصر ويسئ اليه من خلال الفضائيات اساءة بالغه ووقحه ويصفه بأنه (وقح) وقال أن (سفير) اثيوبيا يعيش فى مصر ويدافع عن حقوق وطنه بتلك الطريقه المستفزه، وكأن (هانى رسلان) يريد سفير (اثيوبيا) أن يدافع عن حقوق مصر لا حقوق اثيوبيا .. وكأنه لم يسمع تصريحات السفير المصرى فى اثيوبيا التى قال فيها أن كل الأحتمالات وارده للتعامل مع ذلك الموقف، يعنى من بينها التدخل (العسكرى) وهذا ما لم يقل مثله السفير الأثيوبى فى مصر. النظام السودانى حقيقة فى ورطه كبيره أوقعه فيها تشييد ذلك (السد) بعد أن كان مرتاح البال ومطمئن من عدم دعم اثيوبيا أو ارتريا للمعارضه السودانية رغم اختلافاتهما الأيدولوجيه مع نظام السودان الذى يعرفان بأنه يشكل تهديدا وخطرا عليهما فى المدى القريب أو البعيد، بعد اعترافه بالمشاركه فى الثوره الليبيه (كمرتزقه)، وحسابات النظام فى تحييد النظامين الأثيوبى والأرترى مبنيه، على فرضية تقول أن كلا البلدين لا يستطيع أن يخسر النظام السودانى حتى لا يدعم الأخير من يختلف معه من النظامين ضد الطرف الآخر، يعنى الظروف القائمه بين البلدين ساعدته فى تبنى كل منهما موقفا لصالحه أو على الأقل (محائدا) وغير عدائيا حتى لو لم يكن بينه وبينهم ود حقيقى. والنظام بذل جهدا خارقا من قبل من أجل ضمان ابعاد المعارضه المسلحه السودانيه من تشاد وأنفق اموالا طائله فى شراء موقفها وختم ذلك بعلاقه (نكاح) ومصاهرة بين الرئيس التشادى وزعيم الجنجويد (موسى هلال) الذى لا زال محسوبا على النظام رغم اختلافاته مع بعض رموزه ومؤيديه ومناصريه فى اقليم دارفور. وموقف النظام الطالبانى السودانى معروف قبل (الثوره) المصريه وكيف كان منبطحا (لمبارك) ووراكعا وساجدا تحت قدميه، من أجل أن يدعم النظام ضد المحكمه الجنائيه الدوليه ولكى (يتوسط) لهم لدى الأدارة الأمريكيه ويقنعها بأن ذهاب النظام تعنى (صوملة) السودان، والآن يواصل النظام (الخائب) نفس الدور والخنوع والخضوع، بمبرر أن النظاميين أسلاميين، ولذلك (فظز) فى (حلائب) التى اعلن سفير النظام السودانى المتهافت على البقاء فى مصر، حتى لو خلع آخر ورقة توت تستر عورته ((بأن النظام السودانى لن يقدمها لمحكمه تفصل فيها وتؤكد أحقية السودان بوثائق ومستندات (مصريه) لا سودانيه)). وأخيرا ..على أخواننا المصريين أن يتخلوا عن العنجهية والنفخه الكذابه وأن يعلموا بأن زمن تهديد الشعوب وأرهابها باستخدام القوه قد ولى بلا رجعة واذا كان لهم حق مشروع، يمكنهم أن يحصلوا عليه عن طريق (القانون) والمحاكم الدوليه، لا عن طريق وضع اليد واستخدام القوه كما فعلوا فى (حلائب) ولا عن طريق بذءات باحث فاقد للأمانه يدعى (هانى رسلان) الذى يشرف على ملف (السودان وحوض النيل) فى مؤسسه عريقه مثل مؤسسة (الأهرام) وهو لا يعلم حتى الآن أن رئيس الوزراء الأثيوبى السابق (ملس زيناوى) قد رحل ، وظل يغالط فى مقدم برنامج على أحدى الفضائيات المصريه لفترة من الوقت.. وهو ينتمى للفلول ولنظام (مبارك) وكان عضو (امانة السياسات) لذلك يتمنى أن تشتعل حرب بين مصر واثيوبيا تتسبب فى الأطاحة بالنظام القائم فى مصر الذى نختلف مع ايدلوجيته (الأخوانيه) ونتمنى أن يزول اليوم قبل الغد، لكن الا يكون البديل عودة نظام (مبارك)، وأنما نظاما مدنيا ديمقراطيا يحترم القانون وحقوق الأنسان ولا يتآمر على السودان ولا يضع يده فوق يد نظام فاسد وفاشل فى السودان مثل النظام القائم الآن من أجل تحقيق مصالح (مصر) حتى لو كانت تتقاطع مع مصالح شعب السودان وطموحاته فى التغيير وبسط الحريات وتحقيق العداله والمساواة بين جميع المواطنين السودانيين دون تمييز بسبب الدين أو الجنس أو الثقافه ومن أجل أن تعود علاقتنا اخواننا فى الجنوب لأنهم العمق الحقيقى وألأستراتيجى لنا فى الجنوب كما نحن نمثل العمق الحقيقى والأستراتيجى لهم فى الشمال .. و(الدم الواحد عمرو ما يبقى مويه). تاج السر حسين - [email protected]