شاهد.. مقطع فيديو للفريق أول شمس الدين كباشي وهو يرقص مع جنوده ويحمسهم يشعل مواقع التواصل ويتصدر "الترند"    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فهلوة توفيق عكاشه وتنامى خطر مصر على الأمن القومى السودانى
نشر في سودانيات يوم 19 - 05 - 2013

ظل بعض القراء المحترمين يدعوننى من وقت لآخر ايمانا منهم بدور الأعلام وأهميته، للأتصال بالأعلامى المصرى الحنجورى (توفيق عكاشه) لمحاولة الأستفاده من قناته
(الفراعين) وأستثمار كراهيته الشديده (للأخوان المسلمين) فى مصر، لمواجهة (أخوانهم) الفاسدين والفاشلين المتاجرين بالدين فى السودان لتعريتهم وكشف حقيقتهم غير المعروفه للكثيرين بسبب هيمنة النظام الكامله على الأعلام فى السودان وبسبب عدم تفكير المعارضه السودانية بكآفة أشكالها وعلى اختلاف مراحل نضالها فى تأسيس محطة أذاعية أو قناة تلفزيونيه واحدة، لا يمكن أن يسقط النظام الديكتاتورى الشمولى ويتحقق التغيير المنشود والتحول لمجتمع ديمقراطى بدونهما مهما خاضت قوى المعارضه والمقاومه من معارك لأن النظام ومن خلال (اعلامه) غير الأمين أو النزيه يحول تلك المقاومه المشروعه سلميه ومسلحه، (لتمرد) ولفعل غير قانونى ونحن فى عالم لا يحترم غير (الأقوياء) ، فكيف يحترم العالم (ثورة) ويعترف بها علنا وجهرا دون أن يكون لها قنوات اعلاميه؟ وهل عدد الضحايا والمجازر التى ارتكبها النظام فى السودان منذ 23 سنه أقل من التى ارتكبت فى سوريا؟؟ أم أن سبب الأهتمام بالثوره السوريه يعود الى انها تمتلك وسائل اعلاميه خاصه بها وتساندها بقوة قناتى (الجزيره) و(العربيه) وكثير من القنوات الغربيه .. ودولة (قطر) لا تدرك خطر الأسلاميين عليها وعلى منطقة الخليج باسرها وسوف يأتى يوم قريب يندمون فيه، حيث لا ينفع الندم.
الشاهد فى الأمر اؤلئك الأخوه الناصحين والحادبين على الوطن الذين احترم مشاعرهم ونصائحهم وأقدرها قد لا يعلمون بأنى لا (أكره) الأخوان المسلمين فى شخوصهم كبشر، وأنما اكره سلوكياتهم وافعالهم وفكرهم الذى يسئ للدين ويهدد الوحده الوطنيه فى اى بلد ويدمرها لأنه فكر عنصرى وأقصائى و(ميكافيلى)، يعادى معتنقى الديانات الأخرى ويعادى المرأة ولا يهتم بتصدار قوانين تحمى بالأطفال و(القصر) ولا يعترف بالتنوع الثقافى، فالمشروع (الأسلامى) الى يتبنوه ويتاجروا به يعتبر (العروبه) جزء من الدين والأسلام .. ونحن لا نعادى الثقافه العربيه، ونعتبرها جزء مهم من الثقافه السودانيه، لكن السودان (القاره) حباه الله بغيرها من ثقافات، الأعتراف بها واتاحة الفرصه لها للتعبير عن نفسها يمنحه ثراء وقوه.
ومن زاويه اخرى فأن فكر (الأخوان المسلمين) ومن يوالونهم فى التيارات الأسلاميه المختلفه التى اساسها مصر والسعوديه، فكر دخيل وغريب علينا وعلى اعرافنا وتقاليدنا ولا يتناسب مع ثقافتنا السودانيه ذات الحضاره التاريخيه القديمه والتى عرفت الأديان بجميع اشكالها كوسيله لتحقيق الوحدة الوطنيه والتقارب والتمازج ولم الشمل لا من أجل الأقصاء والتهميش والتحريض على الكراهيه والقتل وازدراء الآخر ومعتقداته ولذلك أتجه وجدان غالبية السودانيين للفكر الصوفى فى الاسلام لأنه قريب الى نفسه وطباعه وما ورثه من اسلافه.
أما الأعلامى المصرى الفهلوى والحنجورى (توفيق عكاشه) ومن هم على شاكلته فى مصر، فقد ساعدوا دون ان يدروا (الأخوان المسلمين) وتسببوا فى اضعاف الثوره المصريه، تماما كما فعلت الجماعات الأسلاميه المتطرفه بالثوره السوريه التى افقدتها كثير من التعاطف والحماس من قبل الآخرين على مختلف توجهاتهم (مسلمين) معتدلين، وليبراليين وديمقراطيين بل افقدتها تاييد الدول العظمى التى اصبحت مقتنعه بوجهة النظر الروسيه، فكل ثائر ظهر على الشاشات الفضائيه فى ميدان القتال كان واضح عليه التطرف والأرهاب شكلا وفعلا وقولا، ولا تشاهد المعتدلين الا وهم يتحدثون مرتدين (البدل) و(الكرفتات) على القنوات الفضائيه ينفون أن الثوره يسيطر عليها فى الميدان الفصيل المتطرف .. واذا انتصر هؤلاء المتطرفين فسوف يكون هدفهم الأول اؤلئك الذين يرتدون (البدل) ويظهر من حديثهم الميل للدوله (المدنيه) لا (الدينيه) وأكبر ضربه قاضيه وجهها اؤلئك (المتطرفين) للثورة السوريه هى حينما وقعت جماعة (النصرة) اتفاقا مع جماعة (القاعده)، لذلك فأن تاييد الدول العظمى للثوره السوريه تراجع كثيرا لأنها لا ترغب فى تكرار خطئها فى التجربة (الليبيه) التى لازال التطرف يسيطر علي القرار فيها بصوره أكبر مما هو فى مصر وتونس والجميع يواجه الخطر (الأسلاموى).
والمشكله فى (توفيق عكاشه) أنه يتبع اسلوب التهريج والصراخ والمعارضه غير الراشده المؤثره، ويمنح نفسه حجما أكبر مما يستحق ويحاول اقحام الجيش المصرى فى الصراع السياسى دون أن يقدم مبررات حقيقيه ومقنعه لرجل الشارع كما فعلنا من قبل، بالطبع المواطن المصرى يستمع اليه لكنه لا يقرأ ما طرحناه ، وقد كانت وجهة نظرى أن يتدخل الجيش لفرض النظام على الشارع وتطبيق القانون على الجميع وأحترام القضاء الذى قوضه الأخوان المسلمين وأن يشرف على اعداد دستور جديد يمثل الشعب المصرى كله يؤسس صراحة للدوله (المدنيه) الديمقراطيه، لا أن يرهب القضاء ويهانوا وتحاصر المحكمه الدستوريه ويتم عن طريق (الخداع) اختيار جمعية تاسيسيه أكثر من ثلثيها من فصيل واحد، .. بعد ذلك يعود ذلك الجيش لثكناته وهذا ما لم يفعله المجلس العسكرى المصرى السابق وبذلك رمى مصر فى حضن الأخوان وحلفائهم من الجماعات الجهاديه المتطرفه، فالثوره اذا كانت ثوره لا تعرف المجامله وأنصاف الحلول وألا تحولت الى فوضى.
أما أهم سبب جعلنى لا اهتم كثيرا للأتصال بتوفيق عكاشه، فهى (فهلوته) و(استهباله) الواضح ومزايدته على السودان وتاريخه وهو لا يعرف السودان ولا يعرف تاريخه بل لا يعرف التاريخ المصرى.
فلا شئ اسمه دوله واحده (سوادنيه / مصريه) أو (مصريه/ سودانيه) كما أدعى .. شاء أم ابى بل يوجد بلد حر مستقل اسمه (السودان) مثلما توجد دوله جاره اسمها (مصر) .. ورأيه هذا يجعله فى مركب واحده مع (الأخوان المسلمين) الذين يتحدثون عن دولة (الخلافه) التى تلم جميع ما يسمى بالدول الأسلاميه والعربيه وأن تكون عاصمة تلك الدوله (القدس) و(طز) فى مصر كما قال مرشد الأخوان المسلمين السابق (مهدى عاكف) وبالتالى (طز) فى السودان وحدوده يقولها ذلك المرشد أو تابعه فى السودان (على عثمان) أو غيره من الأقزام.
ومع تقديرنا الأكيد وأحترامنا للشعب المصرى الجار والشقيق ولنا فيه رحم ودماء مشتركه على الأقل مع (النوبيين)، اذا انكرت البقيه، لكن على السودانيين أن يعرفوا بكل وضوح ودون مجامله وأن ينتبهوا الى أن أكبر خطر يهدد (الأمن القومى السودانى) فى السابق والحاضر وفى حالة السلم أو الحرب هو (مصر)، لأنها دوله مجاوره لنا دون وجود توازن عسكرى وهى دوله أراضيها صغيره وتعداد سكانها ضخم ومتزائد ولديها مشكله فى المياه، وقالها واضحه المفكر (محمد حسنين هيكل) قبل ايام قلائل ( أن مصر لديها نقص فى الموارد ولابد لها أن تبحث عن موارد خارجيه، كما انها لا تستطيع ان تحمى نفسها من داخلها) وعلى عكس ما يتصور نظام الفشل والفساد (المغفل) المتاجر بالدين، فقد تزائد ذلك الخطر بوصول (الأخوان المسلمين) للسلطه فى مصر وبانتشار التيارات الأشد تطرفا منهم فى سيناء بل فى داخل القاهره، وقد تم القبض على خليتين فى اقل من 4 اشهر كانت تعد للقيام بعمليات ارهابيه مستهدفه بعض السفارات الأجنبيه ومن بينها (الفرنسيه) والمنشاءات الحيويه فى القاهره والمتهم الثانى فى القضيه الأخيره تتدرب فى السودان قبل أن يذهب الى افغانستان.
واذا كانت التيارات الأسلاميه المتطرفه تمثل خطرا على الأمن القومى السودانى تحت حكم (مبارك) الذى كان يقمعهم ويبطش بهم وأجهزته الأمنيه كلها مستنفره لمواجهتهم، فكيف يكون حال تلك (التيارات) بعد أن اصبح لهم مؤيدين ومتعاطفين ومساعدين وربما منتمين داخل النظام؟
وبالعوده لحديث الأعلامى (توفيق عكاشه) أول الأمس على قناته التى يتحدث فيها لوحده وأدعى فيه أن له حق فى السودان بل فى (الخرطوم) وطلب من محاميه أن يقيم له دعوى فى ذلك الشان – فى زمن فوضى الدعاوى فى مصر - وغلف ذلك الحديث بعبارات الفهلوه والأستهبال وبكثير من المعلومات الخاطئه، عن تاريخ السودان والدوله السودانيه وعن (حلائب) وأورد الكثير من المغالطات التى نفندها هنا واحدة واحده.
أولا على (توفيق عكاشه) أن يعلم بأن اسم قناته (الفراعين) له علاقه (بالسودان) بالفراعنه القدماء جميعهم (سودانيين) .. وعليه أن يعلم أن المصريين الموجودين الآن فى مصر وبلغ تعدادهم أكثر من 90 مليون مصرى – وهو منهم - ليس جميعهم مصريين اصلاء، بل فيهم عدد كبير من الأتراك والفرنسيين واليونانيين والأيطاليين وغيرهم من جنسيات والمصريين الأصليين هم (الأقباط) و(النوبيين) الذين هم فى الآخر سودانيين 100% لازالوا يحتفظون بنفس الثقافه والعادات والطبائع وطريقه الحديث والأكل السوداني، لكننا لن نكن مثل غيرنا فكل من عاش فى بلد لعدد من السنوات اصبح مواطنا فى ذلك البلد ويحمل جنسيته وليس من حق أى جهة أن تسلبه حقه الكامل فى جميع الجوانب الأنسانيه والأجتماعيه والسياسيه والمدنيه.
وعلى (توفيق عكاشه) أن يعلم بأن (التاريخ) تم تزويره على نحو بشع خاصه فيما يتعلق بالسودان ومصر، فمصر فى عهد محمد على القرب جدا لم تحكم (السودان) بل كانت مصر وكان السودان (محتلين) و(مستعمرين)، وكون مصر سمحت لأبناء وأحفاد محمد على أن يحكموهم كمصريين، وأن يفتخروا بهم وبانجازاتهم ، فلك شأن مصرى لا دخل لنا فيه، واذا كان (محمد على) أو (فاروق) مصريين ، فلماذا يقول المصريون بأن أول حاكم (مصرى) لوطنهم هو (جمال عبد الناصر)؟
الا يدل هذا الكلام على أن (الفراعنه) أنفسهم كانوا سودانيين؟
وعلي (توفيق عكاشه) أن يراجع التاريخ الأنسانى جيدا وأن يرجع لأبحاث ودراسات علماء الأجناس، فسوف يكتشف أن أول انسان وجد على ظهر الأرض، فى هذه المنطقة المسماة (بالسودان) أو قريب جدا منها وفى الغالب فى غرب السودان وفى اقليم دارفور تحديدا فاسم (آدم) هناك منتشر بصورة تفوق اى مكان آخر فى العالم وهذا لا يأتى من فراغ بل له جذور واسباب .. وكلمة (آدم) ابو البشر معناها (التراب) أو (الطين) الاسمر ولذلك نقول حب (الأديم) أى حب الأرض وحب التراب كرمز للوطن .. وقد أكد العالم والشاعر الأفريقى (ليو بولد سنغور) رئيس السنغال الاسبق وهو عالم (اجناس) تلك الحقيقه التى تقول أن اول انسان ظهر على وجه الأرض كان فى الهضبه (الأثيوبيه) وأثيوبيا معناها السودان وكلمة السودان التى طرجها توفيق عكاشه فى مسابقه على قناته تعنى أرض (السود) وفرضية وجود الأنسان الأول فى افريقيا وحتميتها تعود الى أن ذلك الأنسان حينما يوجد فى افريقيا فسوف يجد غذاءه دون حاجه لجهد أو تفكير أو اختراع، بل عليه أن يمد يده لالتقاط الثمار من الأشجار التى تنبت عشوائيا بسبب غزارة الأمطار، على العكس من اذا وجد فى الجزيره العربيه حيث الصحراء القاحله الجرداء.
ومن يدعى أن السودان قد ظهر كدوله حديثا فى عصر (محمد على) لا يعرف التاريخ اذا كان سودانيا أو غير سودانى، حتى لو كان ذلك السودان عباره عن مجموعات قبليه تعيش على نحو متناثر ومتفرق، وأمريكا الآن فى هذا العصر الحديث عباره عن ولايات متعدده تجتمع كلها تحت العلم الأمريكى .. وأرض (السودان) كانت فى السابق تعنى المنطقة الممتده غرب البحر الأحمر من ناحية (الشرق) وحتى مورتانيا غربا مرور باثيوبيا الحاليه وتشاد ومالى وكل الدول التى تقع فى هذه المنطقه، وكانت (مصر) تابعه للأمبراطوريه السودانيه وجميع فراعنتها (سود) وفى التاريخ (القديم) الحديث، أى قبل 3000 سنه حكم الأمبراطور السودانى النوبى (بعانخى) واسرته رقم 25 و 26 المكونه منه ومن (ابنه وأخاه) المعروفين فى كتب التاريخ المصرى (زورا) بالاسره الفرعونيه (النوبيه) فقط – حتى لا يقال أنها اسرة سودانية – وقد حكموا مصر لفترة زادت عن الخمسين سنه وكان سبب فتح (بعانخى) لمصر ووصوله حتى الدلتا هو عدم احترام اهل مصر فى ذلك الوقت (للخيول) مثلما أوقفت استراليا الآن تصدير الأبقار لمصر بسبب عدم معاملتها معامله كريمه قبل ذبحها!
والأكتشافات الأثريه الأخيره التى أعلن عنها قبل ايام وتناقلتها وكالات الأنباء أكدت وجود مدينه تاريخيه فى منطقة (كرمه) شمال السودان عمرها أكثر من 3500 سنه أى أنها قبل التاريخ الحديث (القديم) لمصر الذى عمره 3000 سنه.
وعلى الأعلامى (توفيق عكاشه) أن يعلم بأن (السودانيين) هم أول من بنى (اهرامات) وهم من اوقفوا فتوحات المسلمين العرب وأنتشار الأسلام بالسيف بعد أن فتحوا مصر واهانوا اهلها واذلوهم وأجبروهم على دخول الاسلام ولهذا ورثوا التطرف والغلو فى الدين من اؤلئك الفاتحين، اما بالنسبة للسودان فقد اضطر (المسلمين) لوضع اسلحتهم جانبا ولعقد اتفاقية (صلح) عرفت باتفاقية (البقط) وسمى بذلك السودان دار (صلح) بينما سميت مصر وغيرها من أمصار بديار (فتح).
وعلى (توفيق عكاشه) أن يرجع لتفسير ابن كثير طبعة الأندلس ، الطبعه الرابعه، فسوف يجد اسم السودان مذكور (بالحرف) فى تفسير سورة (الواقعه) حيث جاء فى الحديث الصحيح ان النبى (ص) حينما نزلت الايه التى تقول (ثلة من الأولين وثله من الآخرين) قال مخاطبا عمر بن الخطاب: ((تعال فاسمع ياعمر، ان لنا من آدم ثله، ونحن ثله، ولن تكتمل ثلتنا الا بالسودان من رعاة الأبل من شهد الا اله الا الله محمد رسول الله)). انتهى. بدون شك المسلمين الذين تحدث عنهم الرسول (ص) ليس لهم علاقه بالفاسدين والفاشلين والمرتشين تجار الدين، الحاكمين الآن والجاثمين على صدر الشعب السودانى وهو لهم كاره.
وتلك المعلومه الموثقه ذكرتها داخل دار جريده (الجمهورية) المصريه فى ندوه اقامها مركز الدراسات السياسيه عن كتاب يتحدث عن (اسرار فى حياة محمد نجيب) وفى حضور عدد من الشخصيات المصريه ومن بينهم الدكتور/ مصطفى الفقى الذى اكد فى حديثه – دون قصد منه - خطر مصر الدائم على الأمن القومى السودانى على مر العصور، حيث كشف عن معلومه هامه قال فيها أن سبب اعترافهم بانقلاب البشير عام 1989 واقناع الأدارة الأمريكيه والأنظمه العربيه بتاييده، أنهم (خدعوا) في هوية ذلك الأنقلاب حيث كانوا على خلاف مع السيد/ الصادق المهدى (رئيس وزراء السودان) آنذاك وكانوا يظنون أو يتوقعون أن ذلك الأنقلاب وقادته يتبعون (للنميرى) رحمه الله الذى كانوا يزورونه فى منفاه فى مصر من وقت لآخر .. وكان يؤكد لهم أن (اولاده) فى الجيش السودانى (متحركين). ويومها علقت على حديث الدكتور/ مصطفى الفقى، ((هل يعقل أن يختلف رئيس وزراء سودانى منتخب ديمقراطيا فى نظام ديمقراطى حقيقى لا مثيل له ولا فى أوربا، فتعمل مصر على ازاحته من السلطه))؟ وذلك الحديث الذى صدر من شخص معروف مثل الدكتور/ مصطفى الفقى، الذى كان يشغل منصب سكرتير الرئيس للمعلومات فى مصر، لايستبعد مشاركة مصر فى تلك المؤامرة وعلمها بساعة صفر الأنقلاب، خاصة اذا أسترجعنا الملاحظات والمعلومات التى قدمتها الأجهزة الأمنيه السودانيه فى مستويات دنيا قبل يوم واحد من تنفيذه ورفعت الى مكتب زير الداخليه أنذاك (مبارك الفاضل) الذى كان قريبا جدا من تنظيم (الأخوان) وجاء فيها: (لوحظت اجراءات أمنيه غير طبيعيه داخل السفاره المصريه توحى بتوقع حدوث امر ما)!
على كل حال، على (توفيق عكاشه) أن يحترم مشاعر وأحاسيس الشعب السودانى والا يمارس الفهلوه والاستهبال، فقد عشت فى (مصر) لعدد من السنين ولى صداقات متعدده مع الشعب المصرى اعتز بها، وفى معظمهم مثقفين وكتاب وصحفيين وأعلاميين ونتعامل مع بعضنا البعض فى نديه ومساواة وأحترام متبادل ولم يكن من بينهم من انافقه أو ينافقنى بترديد كلمات وعبارات مثل (نحنا اخوات) أو (يأبن النيل) وخلاف ذلك من عبارات النفاق والمجامله التى لا يحبها السودانى الواعى والمثقف.
اما عن (حلائب) فالشكر كل الشكر للصحفى (عادل حموده) ففى نفس اليوم الذى كان توفيق عكاشه يتحدث فيه و(يخطرف) ويهزئ تناول (عادل حموده) موضوع (حلائب) من خلال عرضه لشريط فيديو على قناة (النهار) تحدث فيه وزير البئيه فى نظام (البشير)، قصد منه (عادل حموده) أن يقول بأن (حلائب) مصريه لكن (محمد مرسى) المح فى زيارته الأخيره للسودان الى امكانية اعادتها (للسودان) أو على الأقل الوصول فيها لأتفاق.
فأكد (عادل حموده) دون قصد منه، سودانية تلك الأرض حبث قال بأن مصر لم تهتم بقضية حلائب الا يعد عام 1995 أى بعد محاولة اغتيال مبارك الفاشله فى أديس ابابا، وتلك معلومه يعرفها جميع اهل السودان خاصة المثقفين والكتاب والصحافيين، وقال ان مبارك ارسل بعد ذلك التاريخ قوات صاعقه وعمل فى المنطقة صرف صحى وشبكة محمول وارسال تلفزيونى وصرفت (شيكات) للطلاب ولذويهم لتشجيعهم للذهاب للمدارس، فهل تصرف مصر شيكات لكآفة الطلاب المصريين فى اى منطقه أخرى أم كان الموضوع عباره عن (رشوه) مثل الرشاوى التى قدمت لبعض أهل (حلائب) السودانيين لحمل بطاقات هوية مصريه ورخص تخليص (بضائع) تحقق لهم موردا ماليا جيدا، مع اعفائهم من التجنيد العسكرى لمدة عشر سنوات لأن (مصر) تريدهم مصرين وتخشى من دخولهم جيشها وهى تعلم انهم سودانيين الوجدان والأنتماء.
ومثل طوابير السكر والدقيق والزيت التى وزعت لهم، فى اقليم اهمله النظام الفاسد والجبان فى السودان، فتم استغلال تلك الطوابير وصورت فى الصحف المصريه على انها (مشاركة) لأؤلئك المواطنين فى انتخابات مصريه .. وقد أعترف (صحفى) مصرى امين بتلك الواقعه .. يعنى (طوابير) السكر والدقيق والزيت، لم يستخدمها (الأخوان المسلمين) وحدهم (كرشاوى) لتمرير فعل باطل وأنما استخدمها نظام مبارك كذلك لكى تصبح (حلائب) مصريه.
ولم ينس (عادل حموده) معلومه هامه تؤكد سودانية (حلائب) وهى التى ذكر فيها أن مؤسسة (صك) العمله فى مصر اصدرت ذات مره عمله معدنيه فيها خريطه لتشير الى ان (حلائب) سودانيه لا مصريه، وهناك العديد من المستندات والوثائق المصريه التى تذهب فى نفس الأتجاه.
والمعلومه المصريه التى لا يعرفها (توفيق عكاشه) لذلك اوردها خاطئه التى أصححها وأقدمها هديه له ، هى نعم السادات امه سودانيه 100% واسمها (ست البرين) وهى (مشلخه) مثلما كانت (تتشلخ) امهاتنا وحبوباتنا فى الزمن السابق، لكن هل حدث أن اعترف ابناء واخوان السادات بذلك؟ وهل سمعهم أحد يرددون تلك المعلومه فى زهو وفخار فى اى مكان، فى وقت اصبح فيه (اللون) الاسود (الأصل) لون (آدم) سبه وعيب خاصة فى بلد مثل مصر يسيطر عليه الوافدون من الجزيرة العربيه ومن الأتراك والفرنسيين والشراكسه واليونانيين الذين اسلم عدد كبير من اجدادهم لكى لا يدفعوا الجزيه عن يد وهم (صاغرون)، التى يريد ان يعيدها الأخوان المسلمين وجماعة (حازم ابو اسماعيل) وغيرهم من مجموعات متطرفه؟
لكن (محمد نجيب) له علاقات محبه وصداقه قويه وصادقه مع السودانيين وعاش فترة طويله من حياته فى السودان، صغير وكبيرا .. لكن امه ليست (سودانيه) وأنما له شقيق من ابيه واسمه (عباس) امه سودانيه من منطقة (بربر)، كان لى شرف التحدث الى بنته وعلي توفيق عكاشه أن يبحث للتأكد من هذه المعلومه بدلا من أن يطلق معلومات خاطئه وهو اعلامى.
ومشكله العديد من المثقفين المصريين مثل (توفيق عكاشه) أنهم فى الغالب لا يقرأون ولا يهتمون بأمر الا اذا كان يهمهم شخصيا ويؤثر فى اكل عيشهم فى اللحظه الحاضره مثل (مياه النيل) دون اهتمام بما يحدث فى المستقبل، ولولا ذلك لما صوت المصريون للأخوان ولمرسى، فتجربتهم فى السودان وهم (تلاميذ) أخوان مصر كانت تغنى أى انسان عاقل وتمنعهم من التصويت لأى (أخ) مسلم فى أى مكان فى العالم ، ويكفى انهم ابادوا 2 مليون انسان فى الجنوب وأخشى على النوبيين فى مصر من نفس المصير، وابادوا 300 الف فى دارفور والحمد لله لم يصل عدد قتلى بورسعيد لذلك الرقم، ونهبوا المال العام واهدروا مدخرات الوطن وأرهقوا المواطنين السودانيين البسطاء (بالضرائب) الباهظه وبتعليم وعلاج غالى الثمن .. وفرطوا فى حدود السودان شمالا وشرقا وجنوبا قبل انفصال (الجنوب) ومن بين الأراضى التى فرطوا فيها (حلائب) لكى ينقذوا أنفسهم من المحاكمه بناء على مشاركتهم فى محاولة اغتيال مبارك عام 1995 .. وحلائب يستطيع اصغر سودانى فى مرحلة ألاساس أن يؤكد سودانيتها دون جهد كبير ومن خرائط ومراجع ومستندات (مصريه) لا سودانية .. وبدلا من هذه الفهلوه والأستهبال واستغلال ضعف النظام فى السودان عليكم يأ اهل (مصر) أن تعترفوا بسودانية (حلائب) أو أن ترسلوا النزاع لمحكمه اذا كنتم واثقين من (مصريتها) بدلا من المزائدات والأستفزازات ثم نجلس بعد ذلك فى ظل نظام ديمقراطى منتخب فى السودان لنقيم من خلالها علاقة تكامل وتبادل مصالح فى نديه وأحترام، والبديل عن ذلك هو أن يحدث استقطاب حاد وربما مواجهات، وأن يدول الخلاف وربما تجر للمنطقة احلاف لا يرغب فيها شعب السودان ولا اعتقد مصر راغبة فيها.
وأخيرا .. المظلوم والمكره لا يلام على تصرفاته واللاجئين السودانيين الذين ذبحوا فى ميدان مصطفى محمود ولم يحاسب على تلك الجريمه أحد فى مصر حتى الآن، مما جعل اخوانهم الذين نجوا بجلدهم يضطرون للتسلل الى اسرائيل حيث لم يتوفر لهم العدل والكرامه فى وطنهم ولم توفر لهم مصر التى لجأوا اليها الأمن، وسبل الحصول على لقمة عيش.. مثلما لا يمكن أن يلام من يتحالف مع جهة اجنبيه اذا سلبت ارضه ونزعت بغير حق من دوله يفترض انها جاره وشقيقه استغلت ضعف نظام يحكمه كلما يهمه أن يبقى جاثما على صدر وطنه وشعبه، وتتضح (خيابته) فى انه يقدم الهدايا والتسهيلات لتلك الدوله المجاوره بمناسبه وبدون مناسبه .. ومصر والمثقفين والأعلاميين فيها – معظمهم- يصرون على مصرية (حلائب) التى لم يسمعوا بها كما أكد (عادل حموده) قبل عام 1995 .. والأنسان الذى يعيش فيها سودانى لغة وعادات وتقاليد وطريقة نطق حرف (القاف) مثل النوبيين تماما، فلا تدعونا نضطر للمطالبه بمنطقة النوبه اضافة الى حلائب!
ونحن لدينا من الأراض ما هو كاف .. لكن لا نخوه ولا رجوله لمن يتنازل عن عرضه وأرضه.
قبل النشر:
السفير السودانى كمال حسن على المتهم الرئيس فى مذبحة (العيلفون) التى راح ضحيتها أكثر من 100 (صبى) سودانى فى سن ال 18 سنه كما اوردت دورية حقوق الأنسان السودانيه لعام 2003.
صرح بأن النظام الجبان الفاسد لم يتقدم بقضية حلائب وشلاتين الى محكمه دوليه؟
ولهذا اطالب الشرفاء بعمل توقيعات لسحبه وترك السفاره بلا سفير طالما لا يوجد فيها (رجل) .. وطالما لم يحن وقت تسليم السفارات لثوار وأحرار السودان.
ووالدة الشهيد المصرى (محمد الجندى) الذى قتله الأخوان المسلمون فى مصر، أكثر منه رجوله لأنها صرحت اذا لم يقتص النظام لأبنها لأبنه، فسوف تدول القضيه.
وهذه نتيجة الهيمنه على (الأعلام) واحتكاره بواسطة السلطه، ففى الوقت الذى تتحدث فيه القنوات الفضائيه المصريه المختلفه عن (مصرنة) حلائب، نجد قناة لنظام (الجبان) الخائب، تخشى أن تتحدث عن ذلك وتؤكد سودانيتها ، حتى لا يقال بأن ذلك رهو الرأى الرسمى لنظام.
وفى ذات الوقت لا يوجد اعلام حر ومستقل يرد على دعاوى وأفتراءات المصريين.
تاج السر حسين – [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.