علينا أن نعترف ونواجه كالرجال واقعنا العربي المأزوم ، ونناقش بكل جرأة مالأتنا المنحدرة نحو الأسفل ، وعلينا أيضا أن نتخلى ولو مؤقتا عن صفة الجبن الذميمة التي تلازمنا كالظل منذ نكسة حزيران عندما تم التمثيل برجولتنا وجعلوا منا مجرد بشر مخصيين فكريا نعاني الي يومنا هذا من أثار ذلك ، فتعطلت بدواخلنا كل القيم العروبية الرشيدة التي كنا نتصف بها ، لقد ذبحوا فينا الرجولة وتركونا مجرد مخنثين ندير أندية المسابقات الغنائية ونراهن علي البغاء كتجارة رابحة تدر علينا بالدولار الذي في ظل توفره نستطيع أن نسدد فاتورة الحماية التي يوفرها لنا الأعداء ، أننا أمة فاقد ( تربوي ) مهما تحدثنا بالأرقام وتغالطنا بالأحصائيات علي أننا أكثر شعوب الدنيا رقي وتحضرا علي كافة الأصعدة فسيظل قولنا قول مردود علينا ولا يبرر الحقيقة من كوننا نعاني أحساس الدونية ونشتكي من عقدة الغربي الوسيم الذي يدهشنا في كل شي حتى في مسألة شذوذه الديني البوذي الذي نعتقد فيه من الحداثة ما يشعرنا بالخزي والعار تجاه الدين الأسلامى بوصفه دين الحق ودين عتيق لم يتم تحريفه لتكون نصوصه القرانية مواكبة للبوذية أو لأشعار التوراة وخواطر الأنجيل ، لهذا بعضنا يخرج طوعا واختيارا من الأسلام ليدخل في دين النصارى او الديانة اليهودية أو حتي البوذية لا لشي اللهم الا تلك الديانات قد تم تحريفها بحيث صارت ديانات مواكبة تحلل الزنا وتنظر بعين الرأفة لقضايا المثلين جنسيا وتشجع علي الفساد في الأرض ونحن كعرب مشهورين بالفحولة الطاغية علي مخادع النساء ونتذوق رائحة الجمال علي بعد مسافة مليون فرسخ ضوئي فنشحذ الأقطاب لتشتد كأننا ليس مخصيين وفي أتم الرجولة ؟ أننا بصراحة نختزل مفهوم الحياة عند فكرة الشبع والشبق لهذا لا نقوي علي مجابهة ذاتنا لأننا نحتقر فيها أنها ذاتنا التي تخاف من الموت أكثر من مخافتها لله ، فشتان ما بين مخافة الله والخوف من الموت ، فالله رحمته تسع كل شي ومغفرته مفتوحة أما الموت فهو يعالج علي حين غرة ويفني النفس قبل أن تتمتع بالصورة الكافية من ملذات الدنيا لذلك يخشي العرب الموت اكثر من خشيتهم لله بدليل أن اليهود عندما اعتلوا ظهور العرب في النكسة حمد العرب لليهود الجميل في كونهم لم يقتلوهم كالجرذان بل أقصي ما فعلوه قتلوا بدواخلهم النخوة والرجولة وتركوهم أدراج الرياح يتخبطوا كالسكارى من نشوة بقاءهم أحياء ، فكان لزاما ان يكون رد الجميل علي مستوي الحدث فلم يخيب العرب ظن اليهود فباركوا وعد بلفور لليهود وتعهدوا علي حمايته ضمنيا وتوارثوا ما تعاهدوا عليه كابرا عن كابر حتى آلت مقاليد الحماية للذين فعلوا الفعلة التي حيرت اليهود أنفسهم وتمادوا علي الحفاظ علي العهد للدرجة التي وظفوا فيها أموالهم ألطائلة ليعتلي العرب بعضهم البعض ، فكانت فكرة الربيع العربي ؟ [email protected]