بدعوة كريمة من الأستاذة داليا الروبي مسئولة الإعلام بالبنك الدولي مكتب السودان حضرت يوم الخميس الماضي بفندق ريجنسي بالخرطوم جانبا من النقاشات التي دارت في الدورة التدريبية عن بناء السلام والتنمية المحلية، والتي نظمتها السلطة الإقليمية لدارفور، بالتعاون مع البنك الدولي الذي تكفل بالتمويل، ل(40) متدرب من مدراء عموم وزارات المالية بولايات دارفور وبعض معتمديها ومعنيين بالسلطة الإقليمية ورؤساء المجالس التشريعية ومراكز دراسات السلام ومعنيين بوزاتي المالية الإتحادية والحكم اللامركزي، ومفوضية تخصيص الإيرادات، واستمرت لأسبوع (8- 13) يونيو الجاري. نفذ الدورة أكاديمية لاهاي للحكم المركزي (هيق لاهاي)، عبر ثلاثة مدربين: كبيرة المدربين خبيرة التدريب في سياسة بناء السلام والمالية اللامركزية الهولندية أميلي بنشوب، وخبير الحكومات المحلية الأمريكي جون بورمت، وخبير الإدارة المالية العامة، اليوغندي أنكا كتونزي، والذين طرحوا خبرتهم في مجالاتهم، وعرضوا تمارين ودراسات لحالات، جعلت المدرَبين يتفاعلوا مع الدورة، واكتسبوا منها بعض اللمسات الفنية التي يحتاجها الإداري بحسب اعترافاتهم، وشهد المدرِبون الثلاثة بأنهم تفاجأوا بالمعارف والتجارب التي يمتلكها المستهدفون... فقد ركزت الدورة بما تناولناه في صحيفة (الأخبار) حول كيف يتحصل مستوى الحكم المحلي على إيرادات يدير بها شؤون العباد؟، وتحديد المواعين الإيرادية نفسها؟، وكيف المحافظة على المشروعات التنموية، ولا تستهدف بالتخريب، والتدمير، كما يحدث الآن لمنشآت النفط، ومشروعات سفلتة الطرق؟ وغيرها من الموضوعات التي تمت مناقشتها بموضوعية وعلمية، وقدمت فيها جملة من التوصيات، والتي إذا تم تنفيذها، فقد تحدث تغييرا جذريا في المنطقة. وخلصت الدورة باستنتاجات مفادها أهمية قيادة حملة إعلامية واسعة وسط المواطنين والحركات المسلحة للاحتفاظ بكينونة البلد أولاً، ثم حفظ مكتسباته، واعتماد نظام (البوت) في الاستثمار لتوفير الخدمات التنموية خاصة في سفلتة الطرق، مع زيادة الاهتمام بالشباب وتوفير فرص عمل لهم، وتحقيق الرضى المجتمعي، وإشراك المجتمع في تحديد حاجياته من المشروعات التنموية والاستثمارية، وإشراكة في الإشراف والمراقبة، وتوزيع الخدمات بعدالة، وقد سبق أن خرجت بذات المخرجات كثير من الندوات وورش العمل، ولكن الفرق في هذه المرة أن هؤلاء منفذين وليس منظرين. [email protected]