معظم الحيثيتات المتوفرة امامنا تؤكد احتمالية سقوط حكومة الجبهة الاسلامية التي تتخذ من العاصمة الخرطوم مركزا لها ،ولكنها ترفض الاعتراف بذلك .بل وتعلن باستمرار بانها اقوي مما سبق .وانها تحصل علي تأييد مطلق من معظم قطاعات الشعب .ولكن مع عدم اعترافها باحتمالية افول نجمها فانها تحاول وتعمل بشتي الطرق علي كسب تعاطف الراي العام الاقليمي والعالمي .وقد اتخذت هذه المحاولات عدة اشكال : اولا: ايهام قطاعات الشعب بوجود عدو خارجي : ما ان تتلقي قوات النظام الامنية والعسكرية احدي الهزائم حتي تسارع اجهزته الاعلامية في نسبها الي جهات خارجية .وتشير الي وجود عناصر اجنبية تقاتل ضمن صفوف القوي المناهضة لها . كما تزعم بان هنالك دول اجنبية تسعي الي استئصال هوية البلاد .وغالبا ما يكون هذا العدو دولة جنوب السودان الوليدة بجانب بعض القوي الغربية ودولة الكيان الاسرائيلي . وقد انطلت تلك الخدعة علي اغلبية قطاعات الشعب التي تقول بوجود مخطط خارجي يسعي الي زعزعة امن البلاد بل وتقسيمه الي اكثر من دولة .لذلك تجد ذات القطاعات تساند دون وعي منها كثير من سياسيات النظام حتي لو كانت تستهدفه هو في المقام الاول . ثانيا: اطلاق تصريحات تشير الي وجود انتهاكات انسانية : صوبت حكومة الجبهة في الاونة الاخيرة انظارها صوب المناطق التي تسيطر عليها القوي المناهضة لها . واصبحت تستغل كل الفرص من اجل اثبات وجود انتهاكات واسعة في مجال حقوق الانسان .بجانب وجود استهداف لاعراق واثتيات ثقافية بعينها حتي ان كثير من المنتميين للثقافتين العربية والاسلامية اصبحوا يصورون الامر وكانه " صراع هويات " او "انتفاضة عبيد " . نظام الجبهة في طريقه الي الانهيار .كما انه يعاني من عدة ازمات ؛ منها علي سبيل المثال وجود صراعات داخلية حادة بين اعضائه .فهنالك مجموعة السائحون التي ترفع شعار الاصلاح . وهنالك غازي ومجموعته ،كما ان قائد جهاز الامن والمخابرات الوطني السابق الفريق صلاح قوش يهدد بفضح بعض وثائق النظام للحد الذي جعل هذا الاخير يطالب باعدامه . مقابل تلك الصراعات تزاداد يوميا نبرة السخط الشعبي ،والمظاهرات تتواصل في انحاء متفرقة من البلاد ،وفي احداها اطلقت الشرطة النار علي طفل لم يبلغ سن الرشد بعد ،كما ان الهزائم تتوالي عليه باستمرار .ورغم تلك الازمات ،ومع اداركه المطلق لاحتماليه انهياره خرج علينا نظام الجبهة بتقليعات جديدة تتمثل حسب ما اشرت سابقا في محاولة كسب تعاطف الراي العام العالمي والاقليمي . بل ان تلك المحاولات قد نجحت بصورة كبيرة في تحقيق اهداف النظام حتي ان بعض المنظمات الاقليمية والعالمية ادانت عملية الاقتحام التي نفذتها قوات الجبهة الثورية ضد منقطتي ابو كرشولا وام روابة الواقعتيين باقليم كردفان غربي السودان . ومع ان تلك المحاولات حققت نجاحا كبيرا فانه لا يستبعد ان تتحول القوي المناهضة للنظام من "ضحية " الي "مذنب" .بل وقد تصنف بعض المؤسسات العالمية ذات القوي بذات التصنيفات التي صنفت بها النظام في وقت سابق . علي القوي المناهضة ان تاخذ "تقليعات " النظام علي محمل الجد وتعمل الاتي : *تكثيف العمل الاعلامي والدبلوماسي : ففي الوقت الذي ظلت فيه اجهزة النظام الاعلامية والدبلوماسية تلعب دورا بارزا في تجريم وتاثيم القوي المناهضة فان تلك الخاصة بهذه الاخيرة ظلت هي الاخري تمارس عملية التغاضي والتجاهل .ومالم تكثف تلك الاجهزة من نشاطها فانها بالتأكيد قد تمنح صورة سيئة عن ذاتها وعن القوي التي تتحدث باسمها . *تسليط الضوء علي كافة ممارسات النظام ؛فهو مازال يغتال الطلاب والابرياء ،ويواصل عملياته العسكرية ضد المدنيين العزل في اقليم كردفان وولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان . وينهب في ذات الوقت موراد البلاد ويضيق الخناق علي قادة المعارضة السلمية والناشطيين الحقوقيين ،ويستنزف المال العام في شراء المعدات العسكرية والصرف الباذخ علي مناصريه ومؤيديه .ويصادر الحقوق والحريات الاساسية التي تقرها كافة المواثيق الانسانية ،ويغلق الصحف والوسائل الاعلامية المناهضة له ،ويعتقل الصحفيين والكتاب وقادة المجتمع ،وحسب ما تشير بعض المصادر فانه امر بقتل مواطنين ينتمون لعرقيات بعينها في اقليم كردفان حتي يلصق تهمة الاستهداف العرقي علي قوات الجبهة الثورية . *الاسراع في انزال مشروع الاسقاط علي ارض الواقع : قوي الاجماع التي تعارض من الخرطوم سلميا اعلنت بانها ستسقط النظام في غضون المائة يوم . ورغم استهزاء البعض بتلك الخطوة الا انها تعتبر ايجابية في اعتقادي .وعلي القوي المسلحة التي تقاتل النظام في الهامش ان تؤيد تلك الخطوة .بل وتعمل علي تنفيذها علي ارض الواقع . فالشعب مل كثيرا من استمرار حكم الانقاذ .ويحدوه الامل في التغيير .غير انه في اشد الحوجة لمن يدعمه ويستنهض همته .وعلي كافة القوي المناهضة استثمار هذه الفرصة لاكمال عملية الاسقاط في غضون المائة يوم. [email protected]