* استضيف اليوم الكاتب المعروف الاستاذ على الكنزى الذى تفضل مشكورا بالتعقيب على مقالى ( الملالى والزعيم الطوالى): * لمناظير وكاتبها قدر عظيم في نفس كل قارئ، وفي نفسى اعظم، صرتُ لها قارئاً راتباً منذ عقد أو يزيد، وخلال تلك الفترة رسخ في عقلي أن قلم دكتور زهير يكتب بمنظار دقيق للوطن وانسانه المسحوق. والكل يعلمُ أن قلم مناظير قد تعرض لصنوف من التشريد والترويع ودخول الحراسات والتهديد بالموت بقدر لم يتعرض له إلا القليل من كتاب الرأي والعمود، لكن رغم ذلك لم يكن مهادناً ولا منحنياً، وبقى كشجرة النخيل مرتفع الهامة، تؤتي أكلها حتى لمن رماها بالنبال. * ما حثني على الكتابة هو مقاله عن (الملالي والزعيم الطوالي) وأحسبه لا ينسجم مطلقاً مع كتاباته التي لا تنطلق إلا بمنظار دقيق، وكأني به قد دفع قلمه دفعاً ليكتب بعض ما جاء في المقال، لا أقول عنه مدفوعاً من احد، لأني قد خبرته صاحب قلم لا يكتب لرضا أحد غير ضميره الملئ بحبه للسودان ولاهله المسحوقين. * من حق كاتبنا العزيز أن يأخذ موقفاً مناوئاً للثورة الإيرانية، ولكن ليس من حقه أن يروج ما يروج له الناس في زماننا هذا. الحقيقة لا تملكها جهة واحدة في هذا الكون، فمن يقول أنه يرى النور فهذه حقيقة، ومن يقول أنه يرى الظلام فتلك حقيقة أخرى. فنهارنا ليل في بلاد اخر، وليلنا نهار في غيرها. ولكن مأخذي عليه أنه ركب موجة هذه الأيام التي تروج لفرية دعم ايران للاعنى الصحابة الكرام فهذا بهتان مبين أتى به بعض أهل السنة الخائفين على عروشهم، وتكتيك سياسي للحماية المبكرة من خطر الثورات الشعبية التي تهدم الطغيان. * نفس الانظمة التي تعادي إيران اليوم كانت حليفة لها بل تابعة لشاه ايران. يومها لم نسمع بأحد يهاجم امبراطورية لاعني الصحابة. أما قولك أنهم احتلوا (جزر الامارات العربية المتحدة) فهذا قول مردود لأن من أحتل جزر (طنب الكبرى والصغرى وابي موسى) هو شاهنشاه، أي ملك الملوك. يومها لم يقل أحد (بغم) دعك من أن يصف إيران بالدولة المجوسية، الشيعية لاعنة الصحابة وامهات المؤمنين. * لعلي أختم تعقيبي ببعض الاسئلة لك ولقرائك الكرام: "من الذي أخرج القوات الامريكية والفرنسية والاسرائيلية من لبنان، هل هي الجيوش العربية؟ ومن الذي قام بإلغاء كل عقود الاسلحة النووية التي وقعها شاه إيران مع فرنسا وأمريكيا لأنها استنزاف لثروة إيران؟ ومن الذي نادى بأن يكون سعر البترول مائة دولار أو يبقى تحت أقدام أهله لتستفيد منه الأجيال القادمة، بدلاً من أن تكون عوائده أرصدة في بنوك الغرب؟ ومن أي أرض أنطلقت عاصفة الصحراء في حربها الأولى والثانية لتدمر العراق، أمن إيران إنطلقت أم من بعض دول العرب؟ أو لم تكن سوريا وبعثها العلوي حليفا وشريكا في حرب عاصفة الصحراء الأولى؟ ما لكم كيف تحكمون". * دمتَ أخي زهير كاتبا حرا طليقا ودامت مناظيرك مصطحبة نظرة أعمق واصدق. " ربِ بما انعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين". صحيفة (الجريدة) السياسية اليومية sd.net/en/day/-www.aljareeda [email protected]