الأستاذ / فتحى الضوء لم يقصر حيث أورد فى كتابه (الخندق) الكثير من الأسرار والخفايا عن محاولة أغتيال مبارك فى أديس ابابا عاصمة اثيوبيا فى مثل هذا التاريخ 26/6/1995 الذى صادف يوم الأثنين، لا يوم 25 /6/ 1995كما ذكر الكاتب المحترم (بكرى الصائغ)، ولقد أراحنى فتحى الضوء بتأكيده لتلك المعلومات التى كنت ملم بطرف منها دون توثيق وكان بعضها يتم تداوله مثل الأشاعات التى نادرا ما تنفى ولا تثبت حقيقتها فى السودان .. ولأن تلك القضيه تهمنى شخصيا وبما انى كنت ذلك (المعتقل) فقد اصبح كتاب (الخندق)، يمثل عندى وثيقة اثبات هامه، فى قضيتى ضد النظام، اذا شاء الله أن تنظر أمام محاكم سودانيه أو غير سودانيه . ولذلك أعتذر لكل من يطلب منى تسليفه ذلك الكتاب لكنى لا أرفض أن يقرأه فى وجودى فى أى مكان اتواجد فيه. واذا كان الأستاذ /فتحى الضوء، قد ذكر معلوماته تلك من الزاويه (الصحفيه) فقط، ومن خلال مصادر كانت مقربه من النظام أو كانت لاعب اساسى فيه، فمعلوماتى و(خواطرى) وأنطباعاتى تصدر من شخص جاء به القدر للبحث عن لقمة عيش شريف الى اثيوبيا فى ذات اليوم وبعد ساعات قليله من الوقت الذى نفذت فيه محاولة الأغتيال الفاشله والتى كان لها صدى ضخم والعديد من التداعيات التى أثرت على الوطن السودان وشعبه ومستقبله وكادت أن تتسبب فى تدميره بالكامل وسوف يبقى اثرها ممتدا لسنوات عديده قادمه، ودفع ثمن تلك المحاوله الطائشه جيل الحاضر وسوف تدفعه أجيال المستقبل، وهل ضياع مثلث (حلائب) بسبب تلك المحاوله، أمر هين يمكن الصمت عليه ؟؟ .. لذلك السبب وغيره تقدمت ببلاغ للنيابة العامه المصريه رقمه 20958 بتاريخ 13/12/2010 أى قبيل اندلاع الثوره المصريه وفى زمن (مبارك) الشخص الذى كان مستهدفا، فى تلك المحاوله، لكن النيابه المصريه لم تهتم بالقضيه ولم تواصل فيها وهذا امر يستحق وقفة تأمل وسؤال، لماذا لم يحدث ذلك؟ وقبل أن اواصل ذكر بعض الاسرار والخواطر عن تلك الحادثه أستعرض جزء مما جاء فى ذلك البلاغ مع التحفظ على بعض المعلومات والأماكن والأسماء من أجل الحفاظ على أمن بعض الاشخاص خاصة بعد تغير الأحوال فى مصر ووصول جزء من اؤلئك الأرهابين والقتله الذين شاركوا فى نلك المحاوله الى مواقع قياديه وتنفيذيه وحزبيه مرموقه فى النظام المصرى الحالى. بلاغ للنائب العام المصرى ضد على عثمان محمد طه – نائب رئيس جمهوريه السودان الحالى ووزير الخارجيه الأسبق. و نافع على نافع – مستشار رئيس الجمهورية ومسوؤل جهاز الأمن الأسبق. وآخرين. ملخص البلاغ: أنه فى يوم الأثنين الموافق 26/6/ 1995 قام المدعى عليهم أعلاه بالتخطيط والمشاركه فى محاولة أغتيال فاشله أستهدفت حياة الرئيس المصرى الحالى محمد حسنى مبارك، فى أديس ابابا حاضرة أثيوبيا تضررت منها شخصيا ضررا بالغا و((تضرر)) منها ((وطنى السودان)) فيما بعد حتى وصل الأمر أن ينفصل جنوبه عن شماله كما هو واضح فى تفاصيل الدعوى أدناه. وأستعرضت فى الدعوى تفاصيل دقيقه حتى وصلت الى: ((اتفق معى رجال أعمال من دولة الأمارات للأشراف على عمل تجارى فى دولة اثيوبيا للأستفاده من ميزات منحها النظام الأثيوبى للسودانيين بأن يعاملوا مثل الأثيوبيين تماما فى ذلك الوقت، وتلخصت الفكره فى دراسة الوضع على الطبيعه وتأسيس شركة صغيره اقوم بادارتها ثم تتوسع وتكبر وتعمل فى العديد من المجالات .. وبالصدفه وحدها تزامن وصولى لمطار أديس أبابا عقب ساعات قلائل من الزمن الذى تعرض فيه رئيس جمهورية مصر الحالى لمحاولة أغتيال فى أديس ابابا وهو يوم الأثنين 26/6/ 1995 )). وهنا اتوقف عن المواصله فيما ورد فى الدعوى لأسباب عديده منها مصلحة (القضيه) التى لم تعرض بعد أمام (محكمه) فى زمن غاب فيه (العدل)، لاستعرض ما حدث بعد ذلك وما لدى من معلومات على قلتها وقبل ذلك كله لابد من الأجابه على سؤال مشروع طرح فى متن الدعوى وهو لماذا أقيمت الدعوى فى مصر دون غيرها من اماكن ؟ والأجابه ببساطة شديده لأن القضاء فى السودان غير حر وغير مستقل عن النظام الذىيهيمن عليه مثل باقى مؤسسات الدوله السودانيه بل أن رئيس النظام هو الرئيس الأعلى للقضاء وهو ليس بعيدا عن الأتهام فى المشاركه فى تلك المحاوله على الرغم من شهادة د. (حسن الترابى) التى برأته مثلما برأ نفسه .. السبب الثانى ان رئيس النظام جاء قبل تلك الفتره التى رفعت فيها الدعوى الى مصر مروجا لنفسه فى انتخابات رئاسة الجمهوريه ونظم له لقاء جماهيرى فى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر بالقاهره، قال فيه: (نحن ملتزمون بتطبيق اتفاقية الحريات الأربع من جانب واحد وحتى اذا لم تلتزم بها مصر)، وهذا يعنى أن الرئيس الزم نفسه بالوقوف امام القضاء المصرى مثل أى مواطن مصرى .. السبب الثالث أن تلك الجريمه التى تضرر منها الكثيرون كما سوف اذكر لاحقا، جريمه جنائيه لا تسقط بالتقادم والشخص المستهدف (مصرى) الجنسيه والشخص المتصرر (الشاكى) هو شخصى الضعيف وكنت وقتها مقيما فى مصر. السبب الرايع ودون ادعاء شجاعة، فقد ذكرت أن وطنى قد تضرر من تلك الجريمه، وذكرت مثلا واضحا هو أن النظام ما كان بمقدوره أن يعمل (للوحده) الجاذبه بالقبول بدولة (المواطنه) وأن يتنازل عن مشروعه (الحضارى) الفاشل الذى يتطابق مع طموحات المتآمرين على السودان فى (الخارج) حتى لو كان الثمن انفصال الجنوب العزيز ، اما ما هو غير واضح وما لم يكن بمقدورى الأفصاح عنه بصوره واضحه، هو أن ثمن الصمت عن تلك الجريمه التى لم تنظرها محكمه حتى اليوم اغتصاب (حلائب) بواسطة نظام مبارك الذى منع النظام من دخولها بصورة كامله منذ عام 2005. والسبب الأخير والأهم عندى هو أن يعرف العالم كله وخاصة شعب السودان (حقيقة) هذا النظام الذى يخدع فيه الكثيرون ويظنون بأنه نظام (دين) و(اسلام) قبل أن يوثق للقضيه الاستاذ/ فتحى الضوء، ويكشف الكثير من خباياها وبالتفصيل فى كتابه (الخندق). اضافة الى ذلك كله وكما ذكرت لم تنظرها محكمه حتى ذلك الوقت والى الآن، وكلما أخشاه أن يغيب الموت أحد المجرمين الذين شاركوا فيها أو أن يغيب أحد الأطراف المهمه فيها بعد أن بلغوا أرزل العمر وأولهم الرئيس المصرى السابق (حسنى مبارك) والدكتور/ حسن عبد الله الترابى الذى قال بعظمة لسانه ذات يوم أنه سوف يشهد ويكشف كل الحقائق عن تلك القضيه اذا طلبته محكمه، ولا أدرى هل ما ذكره دكتور الترابى للصحفى فتحى الضوء هو كلما يتعلق بتلك القضيه ام لا زال فى جعبته الكثير، وهنا لابد من طرح سؤال مهم لماذا لم يذكر صلاح قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق شيئا عن هذه القضيه على الرغم من انه معتقل الآن فى قضية تآمر على النظام وربما تم اعدامه، وعلى الرغم من ورود اسمه كمساعد قوى (لنافع على نافع) فى تنفيذ تلك المحاوله الأجراميه الفاشله؟ على كل حال وبالعوده لأحدات تلك القضيه مع عدم تكرار ما ذكره الاستاذ/ فتحى الضوء فى كتابه (الخندق)، الا ما أشعر اهمية لذكره . فقد وصلت مطار أديس أبابا فى ذلك اليوم حوالى الساعه 10 ونصف صباحا بتوقيت اثيوبيا أى قبيل تنفيذ المحاوله بساعتين تقريبا وكانت الأمطار تهطل على نحو غير غزير، وقبل أن أهبط من سلم الطائره الأثيوبيه التى أتت بى من (دبى) لاحظت على البعد طائرتين للخطوط الجويه السودانيه جاثمتين على ارض المطار، الأولى طائرة ركاب عاديه والثانيه هى التى حملت الوفد السودانى المشارك فى مؤتمر القمه بقيادة رئيس النظام (عمر البشير). وفور خروجنا من ساحة المطار التى لا تبعد كثيرا عن بداية مدخل المدينه والمناطق السكنيه، لاحظت لسلطات المرور تجبر سائقى السيارات للسير فى اتجاه واحد، اذا كانت خارجه من المطار أو متجهة اليه، والجانب المغلق تحديدا هو الأيمن الذى من المفترض أن نسير فيه، وأتضح لاحقا ان المكان الذى وقع فيه اطلاق النار والبيت الذى كان يسكن فيه المنفذين للجريمه وعددهم 11 فردا كان يقع على ذلك الجانب من الطريق القريب جدا من المطار. حتى تلك اللحظه وبعد انتهاء العمليه وعودة مبارك للمطار ومنه الى بلده ، لم نكن نعرف ما يدور والشعب الأثيوبى بطبيعته غير ثرثار ولا يمكن أن يتطوع أحد من نفسه ليحدثك عن واقعه مهما كانت جسيمه الا نادرا وبعد أن يطمئن اليك وتربطه بك صلة معرفه وصداقه قويه. فى حقيقة الأمر حتى السودانيين الذين وجدتهم فى (الفلا) التى رتب لسكنى فيها قبل وصولى، مع أحد الأصدقاء لم يكونوا ملمين بما حدث، وكانت الأمور تسير على نحو عادى حتى استمعنا للخبر على نشرة الأخبار فى التلفزيون الأثيوبى التى كانت تبث فى تمام العاشرة مساء باللغة الأنجليزيه ومنذ البدايه كان واضحا اتجاه السلطات الأثيوبيه فى تبرئة ساحة الجانب السودانى بل الدفاع عنه بقوة ومواجهة الأدعاءات المصريه كما تابعنا بعد ذلك فى الصحف التى تصدر فى أديس ابابا وكانت تصر على أن المنفذين للعمليه ملامحهم عربيه ولا يوجد بينهم أفارقه، تقصد انهم يميلون للون الأبيض. لذلك واصلنا اعمالنا وتحركاتنا اليوميه العاديه فى اثيوبيا لمدة شهرين تقريبا بعد تلك الحادثه دون أدنى شعور بهاجس أو قلق أو تغير فى المعامله وأعتبرنا الموضوع عمل أرهابى قامت به التنظيمات الجهاديه المصريه، لا علاقة للسودان به وحتى ذلك الوقت ورغم دموية النظام وقمعه لشعبه والأعدامات التى نفذت فى عدد من الشباب فى قضايا (عمله) ومن بعدها اعدام 28 ضابطا فى شهر رمضان خلال ساعات معدودات وما تم من اعتقالات وتعذيب للنشطاء السياسيين، لكن لم يعرف السودان بعد، كفاعل رئيس فى الأرهاب الدولى. ثم توالت الأحداث والمعلومات وبدأ رويدا رويدا يتضح دور النظام فى تلك العمليه، وما اذكره أن أحد السودانيين الذين كانوا يعملون فى جيش ابوظبى واسمه (م) وهو من اقارب سفير النظام وقتها فى اثيوبيا (عثمان السيد)، وكان من ضمن الذين تم الأستغناء عن خدماتهم بعد حرب الخليج وبسبب موقف نظام السودان المنحاز للعراق فى ذلك الوقت، فجاء (م) الى اثيوبيا التى كانت أفضل موقع للسودانيين عامة ولرجال الأعمال الذين ضائقهم النظام داخل السودان. الشاهد فى الأمر أن (م) الحقه قريبه السفير فى وظيفه (هامشيه) غير دبلومسايه فى السفارة، مثل أن يقوم بتصوير الأوراق واداء بعض المهام، فحكى ذلك الشخص لرفيقى فى السكن بأن (على عثمان محمد طه) الذى يشغل منصب وزير الخارجيه وقتها ، كان يأتى الى اثيوبيا ويغادرها خلال تلك الفتره فى زيارات سريه لكنه أخيرا بدأ يظهر عليه بعض الأضطراب والقلق! ووقتها فسرنا ذلك بوجود ادله دامغه تدين النظام وتثبت تورطه فى المحاوله .. وقد كان. الشاهد فى الأمر وبعد مضى شهرين تقريبا، وتأكد السلطات الأثيوبيه من خلال تحرياتها ومساعدة اجهزة الأستخبارات الدوليه خاصة (امريكا) التى احتفظت بالملف الى يوم تستغله فيه وقد كان .. اعلنت اثيوبيا قرارا يقول (على المنظمات السودانيه أو التى لها صلة بالسودان على نحو مباشر غير مباشر مغادرة اثيوبيا خلال 72 ساعة تقريبا)! فاذا كانت المنظمات السودانيه معروفه ومفهوم سبب طلب اغلاقها وطرد المسوؤلين فيها فى مثل هذه الظروف، فماذا يقصدون بالمنظمات ذات الصله بالسودان على نحو غير مباشر؟ كان المقصود من ذلك المنظمات (الأسلاميه) التى كان يهيمن عليها السودانيون من خلال منظمة (الدعوة ألأسلاميه) ونادرا ما تجد مديرا لمنظمه غير سودانى. ولقد فهم (الأثيوبيون) لا أدرى ما هو السبب، على أن المقصود من ذلك القرار، أن أى سودانى يجب أن يغادر الأراضى الأثيوبيه خلال 72 ساعه، ولذلك عانى الكثيرون ، وبعضهم فقد روحه وبعض آخر فقد امواله واملاكه. ومن الطرائف كان لنا جار (مهندس) اثيوبى قال لنا ذات صباح لماذا انتم هنا حتى الان؟ وحينما سألناه لماذا قلت ذلك، اجاب : الم تسمعوا القرار الذى صدر من الحكومه بأن يغادر السودانيين جميعا خلال 72 ساعه؟؟ تلك اثيوبيا التى استضاف السودانيون شعبها لمدة تزيد عن الثلاثين سنه وقتها، جعلهم النظام يقولون مثل ذلك الكلام، ووصل الأمر درجة أن قبض (شرطى) على سودانى فى الطريق دون أى ذنب جناه وجاء به الى (ضابط) عاقل، قال الجندى للضابط هذا سودانى! فسأله الضابط ما له ماذا فعل؟ فرد عليه الجندى غاضبا : اقول لك سودانى فتقول لى ماذا فعل؟ أما ما هو محير ومثير للدهشة والأستغراب أن عددا من السودانيين المنتمين (للنظام) وكانوا مقربين منه للغايه، قد اغلقوا مكاتبهم وشركاتبهم و(هربوا) الى الخرطوم قبل ايام معدوده من بداية قيام النظام الأثيوبى باعتقال السودانيين فى اى مكان يجدونهم، مما يدل على انهم كانوا على علم بما سوف يحدث .. وكنت ضمن مجموعه من اؤلئك (المعتقلين) أخذنا من منزلنا وكنا وقتها اربعة، الى منزل مجاور لنا فيه عدد آخر أكبر .. جمعونا في ذلك المنزل وأفترشنا ألأرض حيث بقينا فيه منذ العصر وحتى منتصف الليل وكنا نذهب لقضاء الحاجه تحت حراسه مشدد وبنادق موجهة نحو باب (الحمام)، ثم تم نقلنا فى منتصف تلك الليله ذاتها على سيارات شبه مصفحه، لمعتقل شبيه بنادى (للضباط) قضيت فيه شخصيا حوالى 3 اسابيع ذكرتها فى تلك الدعوى وقضى البعض منا فترة أطول أمتدت لعدد من الشهور وكنا حوالى 16 سودانيا وأرترى واحد، وجميع السودانيين الذين اعتقلوا فى ذلك اليوم مجموعتنا وغيرها ودون استثناء اما سودانيين عاديين أم هم ينتمون لقوى المعارضه ومن بينهم شخصيات معروفه من حزب (الأمه ) و(الأتحادى) و(لشيوعي) وجنوبى فى (الحركه شعبيه) وذلك الأرترى الذى كان له عمل مع أحد السودانيين وتم أستخدامه كمترجم فى بعض المواقف، ومن اهمها وأكثرها طرافة حينمل تلى وكيل (النيابه) الأتهام الموجه لنا باللغه الأمهريه والذى ترجمه الأخ الأرترى وقال (القاضى لا يتهمكم بشئ فقط، بالمشاركه فى محاولة اغتيال وبالتخابر والبقاء فى الدوله بدون اقامات)، بالطبع لم تكن تلك التهم تنطبق كلها على الجميع، اذا اعتبرنا أن المشاركه فى محاولة (الأغتيال) جائزه حتى ذلك الوقت. فبعضنا له اقامات على جواز سفره وبالتسبة لى شخصيا لم أكمل مدة 6 اشهر أعطيت لى فى السفاره الأثيوبيه رغم انهم قالوا لى السودانى لا يحتاج تاشيره اصريت على الحصول عليها (متعدده) والأخ الجنوبى فى الحركه الشعبيه كان ضابك شرطه سابق فى السودان ووصل رتبة (عقيد) وكان ومعه احد اقطاب حزب الأمه قد جاء الى أديس من اسمرا قبل يوم من اعتقاله معنا وحينما جرت محاولة اغتيال (مبارك) لم يكن موجودا فى اثيوبيا، وحينما دفع بذلك اجابه القاضى : (التخابر يمكن أن يتم عن طريق التلفون)! اما ما يبعث أكثر على الحيره والدهشه، فان تلك الأعتقالات التى طالت سودانيين كثر حتى من كان بسيطا يسير على الطريق ولا علاقة له بالسياسة وربما لم يسمع عن الحادثه، وتضرر منها كثيرون نهبت اموالهم وممتلكاتهم كما ذكرت وأعرف شخصيا شابين شقيق أحدهما صديق عزيز جاء معهما (نصاب) سودانى من الفلبين فى عماية تجاره وهميه، فنصب عليهما واستولى على ما لديهم من مال وهرب الى احدى الدول فى وقت تم فيه اعتقالهما ولم يخرجا من الأعتقال الا بعد شهر .. كل ذلك حدث ولم يعتقل شخص واحد ينتمى (للنظام) أو (للأخوان المسلمين) ومن بينهم من كان يقيم فى مكان خطر أى بالقرب من السفارات ومن بينهم من كانت له علاقه (بالسفير) وكانت اقامته منتهيه!! فى الحقيقه هنالك الكثير من الخفايا حول هذه القضيه لم تكشف بعد بخلاف ما ورد ذكره فى كتاب (الخندق) وقد استوقفتنى معلومه ذكرها احد المقبوض عليهم فى اثيوبيا حتى الآن ولم تتم محاكمتهم اجاب فيها على سؤال من المحقق: السؤال: هل تستطيع أن تصف لنا مدى الدعم الذى تلقيته من الحكومه السودانيه ودوائر الأمن السودانيه؟ الجواب: عندما قررت الجماعة الأسلاميه – وهى تنظيم مصرى – أغتيال الرئيس حسنى مبارك، قامت اللجنه المختصه فى هذا التنظيم بعرض الفكره على الجبهة الأسلاميه القوميه بالسودان والحكومه السودانيه ودوائر الأمن السودانيه حيث وافقت على هذه الفكره والدليل على ذلك أنها قدمت اسلحه وتغطيات أمنيه ومن خلال توفير مزرعة وتيسير استئجار مسكان وشراء سيارات ونحن نشعر بالأمتنان ازاء كل ما قدمته. هذا جزء يسير جدا مما حدث وقتها وتورط النظام السودانى واضحا وبعض الذين شاركوا فى تلك الجريمه التى اضرت بلوطن وبمواطنيه لا زالوا يعملون ويسئيون الأدب، وقد سئل قبل عدة اشهر السفير المصرى السابق فى اثيوبيا عن تلك القضيه فاجابه فى اقتضاب، قائلا (( أن احد كبار المشاركين فيها كان يشغل منصب رئيس جهاز الأمن السودانى وتم تحويله لوزارة الزراعة وأنتهى الأمر))! وهو لا يعلم ذان ذلك الفاسق الفاجر الضار كاره نفسه لا زال يعبث بالسودان ويضمر الشر لشعبه. وكما تبين لنا من بعد أن النظام قصد من تلك العمليه الغبيه بناء على ثقافته ونهجه الدموى التكفيرى وكراهيته للجنس البشرى كله، أمرين الأول تصفية حسنى مبارك تآمرا واتفاقا مع الجماعات الأسلاميه من أجل اقامة دولة (الخلافه) كما يتوهم العديد من الأسلاميين فى اقامة تلك الدوله فى العصر الحديث، والهدف الثانى هو التضييق على السودانيين فى اى مكان يجدون فيه منفذا للعمل احرارا حتى يبقوا (عبيدا) فى حاجه دائمه للنظام، كما تحقق له ما اراد برضوخ الكثيرين الذين باعوا ضمائرهم وتنصلوا عن قضيتهم من احزاب مختلفه نشاهدهم الآن ونستمع اليهم يتصدرون المشهد الآن وينافحون عن النظام ويدافعون عنه بعد أن كانوا فى السابق فى طليعة المعارضين، والنظام لا زال ينتهج ذلك السلوك العدوانى التآمرى مع اى دوله لا تبيع مواقفها المبدئيه يرتاح فيها السودانيون ويجدون فرصة للعيش الكريم، ولهذا يعادى دولة الجنوب الآن كما نرى ويعمل على ارغامها على تنفيذ طلباته بكل الوسائل غير الأخلاقيه، ولا زال المجتمع الدولى صامتا ياعمل مع مثل هذا النظام الفاقد لأدنى القيم الأنسانيه وبعد كل ما ارتكبه من جرائم. تبقت مسأله واحده فى تلك القضيه لازال البعض يتداولها كاشاعه اقرب للحقيقه لم يؤكدها الاستاذ/ فتحى الضوء فى كتابه ولم ينفها وهى واقعة اغتيال الفنان الخلوق (خوجلى عثمان) التى يقال لها علاقه بتلك القضيه، بسبب تعرفه عن طريق (الصدفه) على مجموعه من اؤلئك الأرهابيين الذين كانوا مخبئين فى احدى المزارع فى ضواحى الخرطوم.. وتمتد الأشاعه لتقول أن صديقه الراحل الدكتور (عوض دكام) تم قتله كذلك عن طريق السم فى احدى الفنادق المصريه، لأن (خوجلى) رحمه الله كان صديقا مقربا منه وحكى له عن تلك القصه، وما يؤكد تلك (الأشاعه) أو يجعلها اقرب للحقيقه أن جميع من كانت لهم صله بتلك القضيه من اعوان النظام ورجال امنه تمت تصفيتهم واحدا تلو الآخر وباساليب مختلفه وقد أشار الى ذلك كتاب (الخندق) وأكد لى تلك المعلومات من قبل وبصورة دامغه أحد المنتمين للنظام فى السابق وقبل المفاصله. تاج السر حسين – [email protected]