كبرنا وهرمنا سيدي المشير..لم نعد ضغاراً وماعاد يمكنكم غشنا ولذلك نعيد عليكم طلبنا (جادين شديد) بعتق رقابنا..فنحن لا نريد تغيرحكمكم لانكم سيئون ، وإنما لأانكم ظالمون وفاسدون وفاشلون وخائنون ولصوص لا تخافون الله.. وإذا ظننتم في أنفسكم خيرا فقولو أنه لم يعد هناك توافقاً بيننا.. عندما كنا أطفالاً لم نكن نفهم ماتقولون..حفظنا شعاراتكم الكاذبة غصباً عن براءتنا..غنينا لكم ولكن لم نصدقكم لحظة واحدة.. كنا نلبس الجبة التي تصنعونها(مما نزرع) في سكوت..وماتصنعونه بات ضيقا علينا..أبداً لم يعد يناسبنا.. أربع وعشرون عاما وأكثر قتلت فينا كل شيء جميل..أصبحنا بوراً وبقايا أجساد خربة..نهرب من بعضنا..نفضل رفقة أصدقاء الطفولة لانهم خالين من عفن الإنقاذ.. حاولنا جاهدين نسيان مافعلتموه وتفعلونه بنا..لكن أبداً لم نجد سبيلاً لذلك..لانه يعيش فينا ويقتلنا كل يوم..صور بطشكم وتجبركم وطغيانكم الكثيرة التصقت بقاع ذاكرتنا..شكل الرئيس الظالم يسترخي في عقولنا..ينام ويصحو معنا.. نسمع صوتك وأنت تحلف بالطلاق زورا آلاف المرات وتكذب مذ كنا صغاراً (تلاتة وعشرين سنة..حصل يوم كذبتا عليكم؟) ونحن نلعن الشيطان الرجيم..هكذا بكل بساطة.. نحاول معرفة أشياء كثيرة محرم السؤال عنها، أموالنا، حريتنا، مستقبلنا وحقوقنا في التعليم والعلاج من الأمراض التي كثُرت علينا بسببكم.. حتى خريطة بلادنا لم يعد بامكان أحدنا تذكُر شكلها.. فقط وعن ظهر قلب نعرف كيف يرقص الرئيس.. حتى ابتساماتنا الصغيرة التي ورثناها ونحن صغاراً أصبحت عجوزاً..فاترة الوجود..لا أحد يستمتع بها..تراودنا بغباء..تستفز رجولتنا..تمشي محنية الظهر.. تعلوها التجاعيد و صرة وش قاسية تستند عليها كي لا تقع من شفاهنا فيقبض علينا العسكر بتهمة إزعاج السلطات وتضيع هي إلى الأبد.. أيها المشير..أين ذهبتم بالصبية الذين كانوا يتسامرون أمام بيوتنا.. علي الطلاق ماكم رجال..!! محمد العمري [email protected]