تناقلت وسائل الإعلام ذلك البيان الذى أصدره الناطق الرسمى بإسم القوات المسلحه والذى كان مضمونه إحالة بعضا من هيئة الأركان المشتركه للتقاعد بالمعاش وعلى رأسهم رئيس تلك الهيئه وترقية وتعيين رئيس جديد لتلك الهيئه وهو أمر عادى (جدا) يحدث فى كافة جيوش العالم من حولنا ولكنه فى السودان وهذه الفتره بالذات حمل العديد من التساؤلات وخاصة تلك الوجوه التى أطلت .ونحن نتناول هذا الأمر من منطلق مصلحه وطنيه وتوثيق للإجيال حتى تجد شيئا ولو يسيرا من الحقيقه ولها مطلق الحريه فى الأخذ به أو تركه .فالبعض إعتاد أن يقرأ كل مايكتب بعين المعارضه (مع أو ضد) ولكنى أعتقد إن الكتابه فى أمور كهذه يجب أن تأخذ جانب الحيده والتوثيق .ومانكتبه ليس بأسرار فالأسرار تكون لدى تلك الدوائر من المقربين من متخذى القرار ولا نميل لكتابة أقوال سماعيه إلا بصياغة قيل أو يقال .وفيما يختص بالقوات المسلحه يصر البعض على الهجوم عليها وكأنها على قلب رجل واحد وهى إن كنا نبحث عن الواقعيه يجب أن تمثل كل شرائح المجتمع فبالتنوع والتعدد تكون وبدونه لاتقوم لها قائمه وأتمنى أن يطلع القارئ على المقال (1) من سلسلة مقالات نشرت بأجراس الحريه والراكوبه وعددها (4)ولا نمل تكرار القول إن العيش فى هذه القاره وهذا الكوكب من المستحيل أن تكون هنالك دوله بلا جيش ولو دخلت الجبهه الثوريه الخرطوم وأقامت نظاما فلابد من إعادة صياغة مقاتليها وصهرهم فى بوتقة الجيوش النظاميه وفق المنظور العالمى وسيكون ذلك مكلفا ويحتاج وقتا وجهدا والكثير جدا. ويكفينا مثالان ماثلان اليوم ليبيا التى قضى القذافى على جيشها وجعله جيشا لحماية نظامه فاليوم تحتل المليشيات وزارة الداخليه ولاسلطان لأحد فى ليبيا وفى مصر ماضيا وحاضرا شاهدنا كيف أستطاع الجيش وضع حد لتلك الملهاه وأعاد الأمور لنصابها !!غض النظر عن مواقفنا من تأييد أو رفض لتلك الخطوه ولكنها أعادت الأمن والإستقرار ومهدت لفتره جديده. نعود لهيئة أركان قواتنا المسلحه المشتركه كما يطلق عليها وعن الواقعيه نتحدث , هل هذه الهيئة حقا تشبه ذلك التكوين لقواتنا المسلحه ؟وبعيدا عن الدخول فى تفاصيل صغيره أو دقيقه نتحدث عما هو متاح من معلومات على وسائل الإعلام ولكن قبل ذلك لابد من إلقاء نظره سريعه على ماضى هذه الهيئه ونعود لفترة (المشير)سوار الدهب فقد كان تحت القائد العام رئبس هيئة الأركان والتى تتكون من نوابه الثلاثه (1)نائب رئيس الأركان للعمليات والتدريب (2)نائب رئيس هيئة الأركان للإداره (3) نائب رئيس هيئة الأركان للأمداد ولكنا اليوم وجدنا تحت رئيس هيئة الأركان المشتركه رؤساء أركان على النحو التالى (1) رئيس هيئة الأركان للقوات البريه (2)رئيس هيئة الأركان للقوات البحريه (3)رئيس هيئة الأركان للقوات الجويه ولا أدرى إن كان هنالك رئيس هيئة أركان لقوات الدفاع الجوى ففى العالم المتحضر هنالك هيئات ركن لحرب الفضاء وتلك لن نصلها حتى قيام الساعه .نعود ونقول لو تم وضع رئيس أركان لقوات الدفاع الجوى فيكون رؤساء الأركان وعددهم (4) ولكل رئيس أركان ثلاثه نواب على أقل تقدير لواجبات العمليات والإداره والأمداد وعلى رأسهم جميعا رئيس هيئة الأركان المشتركه !!!ومن البدع المستحدثه كان هنالك نائب للتوجيه !! هل هذا التكوين يمت لواقعنا بصله ؟؟وبالتأكيد نقول كلا فنحن من الناحيه الإقتصاديه يقتلنا الفقر والحجم الحقيقى لجيشنا ومن واقع تصريحات كبار الساسه ونواب رئيس الجمهوريه نجدهم يكذبون حقيقة أن يكون جيشنا بهذا الحجم الذى يتطلب هيئة للأركان المشتركه بهذا الكم!! كان من الصواب أن يتم وضع تصور أو هيكل لهيئة أركان مشتركه قد تشمل أكثر من هذه الوظائف وتوضع قيد التنفيذ عندما نبلغ مرحله معينه وفق رؤية إستراتيجيه قد يقوم بتنفيذها جيل يأت بعد خمسون عاما !! هكذا يفكر (الكفار) فى العالم الغربى ومن حولنا بعيدا عن الأنانيه يحسبون مستقبل أجيالهم ويضعون له الخطط ونحن دعاة (الحق)زورا لاننظر إلا فى أرنبة أنوفنا !! هنا تحقق لبعض الناس بلوغ مناصب كان من المستحيل بلوغها لو عملنا بواقعيه ولكن البعض يسمى مايحصل عليه نتيجة مجامله مكتسبات!!!وفى وضع كوضعنا أعتقد أن رتبة فريق يمكن أن يكون أعلى رتبه وأن يكون البقاء فى الرتبه لفترة زمنيه أطول معمول به عالميا فالضابط من رتبة العقيد فمافوق قد تكون واجباته أغلبها لاتحتاج مجهودا بدنيا مضنيا فبدعة الستين هذه أظنها أسندت لحديث الرسول(ص)ثم إن التأهيل الذى بلغه بخبره تراكميه يجب ألا يضيع هدرا !!وأنا أكتب هذه الجزئيه أجد لزاما علي أن أوضح حقيقه بأننى تقدمت طالبا الإحاله للمعاش حتى لايفهم قولى بأننى أتحدث عن أمر يخصنى ....ولكن لماذا فعلت فتلك شأن آخر. أما فيما يختص بالقوميه والكل يستحضر ماجرى بمصر أمس فقد كان الجيش حكما وكان بوسعه أن يسعى ليكون حاكما !!ولكن المهنيه وإحتراف الجنديه ظلا كابحا ومانعا بجانب تلك التجارب التاريخيه العديده .فهل هيئة أركان جيشنا بذات الصفات التى تجعلها قوميه حقا وصدقا ؟ وللإجابه على هذا السؤال كان لزاما علينا إستدعاء ذاكرة التاريخ قريبا وبعيدا فعسكر نوفمبر لم نعاشرهم وكنا صغار ولكن آثارهم ظلت باقيه غض النظر عن موقفنا مما قاموا به سلبا أو إيجابا ومايو أيضا ولكنها فى أواخر عهدها تقربت لكيان سياسى (الجبهه) وبدأ حينها إختراق الجيش وأولى لبنات ذلك النشاط الهدام بدأت بالمركز الإسلامى الأفريقى إن لم تخنى الذاكره الذى تحور وتطور ليصبح جامعة أفريقيا العالميه وتم تخصيص خانات للدراسه ونيل درجه علميه فى علوم الدين خصصت لضباط وصف وجنود القوات المسلحه وكانت تلك بداية التجنيد !!وعندما تمت الإطاحه بنظام مايو كان لذلك التيار عضويه لايستهان بها ولكنها كانت فى سرية تامه .وهذا لايعنى عدم وجود كوادر لهذا التنظيم كما سنسرد لاحقا ولكن تكاثرت الإعداد بهذه الخطه بالغة الذكاء والخبث معا. وعندما قامت الإنقاذ كانت صحيفة القوات المسلحه أول من طرح ذلك السؤال الجرئ ,هل هؤلاء الرجال جبهه ؟ وكان بقلم العقيد أو العميد (قلندر) على ماأظن !!وللذين يدعون أن القوات المسلحه تبعية عمياء أقول نعم ولكنها فى الميدان فقط لدواعى علميه مدروسه ولكنها فيما عدا ذلك تمثل كل شرائح الشرح وتحس بنبض الشارع فهم حسب شرائح المجتمع يعيشون مع الشعب فمنهم من يجاوز الوزير ومنهم من يجاوز الخفير !!لهذا كان ذلك السؤال من العقيد بالقاعده الجويه والذى يتبع لسلاح الطيران موجها لرئيس مجلس قيادة الثوره آنذاك اللواء عمر حسن أحمد البشير قال العقيد :ياسيادتك الملكيه بقول إن رئيس مجلس قيادة الثوره جيم ثلاثه ..وأردف بقول عليك جيم ثلاثه جيم جعلى وجيم جياشى وجيم جبهجى !!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟ وكان رد الرئيس بأنه يمكن أن يكون جعلى وجياشى ولكنه ليس بجبهجى!!!وتمر الأيام عاصفة وتحدث المفاصله بين الشيخ الترابى وجماعته والرئيس وجماعته ويتبادل القوم الإتهامات فينفى الترابى تبعية الرئيس لتنظيم الأخوان أو الإسلاميين كما يحلو للبعض القول وقول الترابى كان جميلا ويصب فى مصلحة القوات المسلحه ولو بدافع الإنتقام ولكن الرئيس يقول أنه كان فى التنظيم منذ مرحلة الدراسه الثانويه !!!!! وكان واضحا ومعلوما بأن أعضاء مجلس قيادة الثوره منهم (أصلاء) ومنهم (دخلاء) لتمثيل أقاليم السودان وكانت هنالك رعايه خاصه لبعض الكوادر !! وهذه الكوادر التى كانت موضع الرعايه منهم من يحاول إظهار تلك الرعايه ومنهم من يحاول عدم إظهارها !!ومن الأصلاء من قضى نحبه ومنهم من بقى يرتدى البزه العسكريه ليومنا هذا أما البقيه الباقيه وتمومة الجرتق فقد ذهبت !!ومادام قمة الهرم ينتمى لتيار سياسى بل وأصبح رئيسا لحزب ذلك التيار فهل من حق الأصلاء الذين معه شق الصف وتأسيس حزب آخر أو الإنتماء لأى حزب ؟؟بقرائن الأحوال نقول أنهم يتبعون لذات التيار أو الحزب وبالتالى فلايمكن أن يقوموا برعاية أى ضابط لاينتمى لذات الحزب إلا إن كان ذلك لذر الرماد على العيون أو إتقاء عين الحسود !! وحتى عند إعلان تلك القرارات والتى تم بموجبها عزل الدكتور الترابى تقول العديد من الجهات إن هنالك ضباطا ذهبوا إليه وقالوا إنهم على إستعداد لجعل عاليها سافلها !!ولا أستبعد حدوث هذا مادام هنالك تحزب داخل المؤسسه العسكريه ..ويقول عقلاء القاده للضباط الأصاغر( إن أظهار التعصب فى تشجيع إى فريق رياضى هو خصما من رصيد القائد بين جنوده ؟؟؟!!!!) فمابالك بتبعية القائد لزعيم سياسى أو شيخ ؟؟ لن أكون حكما وللقارئ التقييم فمن القراء قامات تتقاصر دونها القامات والمقامات ولكن أود تكرار قول كتبته على صحيفة ألوان وآخر على صحيفة أجراس الحريه ..واليوم أعيد كتابته للتذكير وللذين يمسكون بزمام الأمر ومن يأتون بعدهم بمشيئة الله الذى يهب الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء :أقول : مشاركة ضباط وصف وجنود القوات المسلحه فى الإدلاء بأصواتهم فى الإنتخابات كلمة حق أريد بها باطل !! نعم شاهدنا بعضهم يفوز فى تلك الإنتخابات ويدخلون البرلمانات فى عهد الإنقاذ وهذا لعمرى (كفر ثم شرك ) هى محاوله لطمس هوية قومية القوات المسلحه وحياديتها !!وأرى القوم فى مصر صاروا على ذات النهج فهم من منبع واحد يشربون ولكنهم بهذا يوردون الشعوب موارد المهالك ويسقونها فى المستقبل كدرا وطينا ...هل نحن حقا لنا من القوات المسلحه هيئكلا قوامه كل هذا الكم من رؤساء هيئة الأركان وهل تلك الهيئة قومية حقا وحقيقه ؟؟؟ عقيد ركن (م) إسماعيل البشارى زين العابدين حسين [email protected]