ربما كانت جماعة الاخوان المسلمين " حزب التحرير والعدالة" هى أكبر الاحزاب المصرية ، هذا اذا استبعدنا تقارير حديثة تفيد بان حزب الوفد هو الاكبر من الناحية الجماهيرية ، والجماعة بلا شك هى الاكثر تنظيما والاوفر مالا ، فقد جاء صعود الدكتور محمد مرسى لسدة الرئاسة مستندآعلى دعم الجماعة وتنظيمها الدولى ، الذى وفر له كل الموارد ليصبح رئيسا ، ساعد على ذلك دعم بعض قوى الثورة ممن وجدوا انفسهم اسرى معادلة " شفيق – مرسى " أصبح مرسى رئيسا لمصر برضى انتخابى ساهمت جهات عديدة وموارد كبيرة ليكون هو الرئيس وفقا لتفاهمات وترتيبات مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوربى سبقت سقوط نظام مبارك ، ساعد على ذلك ايضا صفقات مع المجلس العسكرى الذى اعقب ثورة 25 يناير، الا ان الجماعة وحزبها على عكس ما وعدوا سرعان ما تخلوا عن تعهداتهم وتحللوا من التزاماتهم ، فدفعوا بمرشيحهم فى كل الدوائر بعد ان اعلنوا انهم لن يرشحوا الا فى "40%" من الدوائر ورشحوا للرئاسة بعد ان كانوا ينادون برئيس متفق عليه من الجميع ، كان لنتائج انتخابات مجلس الشعب ومجلس الشورى فعل السحر ليغير الاخوان استراتيجيتهم ، وبعد فوزهم بالرئاسة فى ضوء المدخلات التى ذكرنا ، اقبلوا على ارتكاب اخطاء استراتيجية ، كان اولها بلا منازع فقدانهم لثقة قوى الثورة ، اخطاء فى مقدمتها الاعلان الدستورى ، و احتكار السلطة و الاحتكاك بالقضاء و المحكمة الدستورية ، و الاصرار على تمرير الدستور دون اجماع و بالاغلبية الانتخابية ،و النص فى الدستور على عدم جواز الطعن على المراسيم الرئاسية و هى كانت سابقة للدستور، الا ان اكبر اخطاء الجماعة و حزبها على الاطلاق ربما كان استهانتها بالجيش و استضعافها لقوى الثورة الاخرى ، و توهمها انها اكبر القوى و اكثرها تنظيمآ و الاوفر مالآ و الاعز نفرا ، ليس من المعروف كيف تجاهلت الجماعة ان الجيش يحوز على 40% من الثروة فى مصر ومعظم مساهمات القطاع العام فى الدخل القومى مصدرها الجيش و مؤسساته الانتاجية ، و كيف ان السيد مرسى و حكومته اجازوا ميزانية الجيش حتى دون مناقشة ، لقد انجرت الجماعة الى فخ التمكين وسال لعابها للسلطة واغفلت كل هذه الحقائق ، وتجاهلت ان المجتمع المصرى يعيش حالة ثورة و لم تنقطع المليونيات(24 مليونية ) طيلة العام الذى امضاه مرسى رئيسآ بواقع مليونية كل اسبوعين، اخطأت الجماعة وحزبها تقديراتها تجاه حساسية الجيش بخصوص الاوضاع فى سيناء فأوقف الرئيس مرسى بأمر مباشر خطط الجيش لمطاردة المتشددين، و حتى بعد اختطاف (7) مجندين لم تفصح الحكومة عن صفقة اطلاق سراحهم وهو ما اعتبره الجيش و القوى السياسية الليبرالية المعارضة مساومة لتوطين ( القاعدة و الجماعات المتشددة فى سيناء) ، بدون مقدمات يقطع الرئيس مرسى علاقات بلاده مع سوريا بعد ان كان يقود مبادرة اللجنة الرباعية للوساطة ، وقبلها بيومين تدعوا الجماعات الاسلامية للجهاد فى سوريا فى حضرة سيادته ، ما حدث فى 30 يونيو يؤكد فشل الاخوان فى قراءة المشهد السياسي و انكارهم لحقائق يعلمونها جيدآ تتعلق بفسفياء المجتمع المصرى و تراكم معرفى هائل ظل كامنآ لعقود طويلة ، فهم قبل غيرهم يعلمون ان نتيجة الانتخابات لم تكن تعبيرآ عن قاعدة اجتماعية حقيقية ذات ثقل ووزن نوعى و معرفى، و هم يدركون ان حضورهم كان ضعيفآ فى المناطق الحضرية فى القاهرة الكبرى و الاسكندرية و الشرقية ،و فوق هذا فقد شغلتهم السلطة ففقدوا تأييد من صوتوا لهم تحت لافتة (رد الجميل ) بعد تراجع برامجهم الطوعية و زيادة الضرائب و الاستعداد و التخطيط لرفع ( الدعم ) فى عيد الجلوس الاول للرئيس مرسى ، لا بد انهم الان يعلمون ان تفريطهم فى دورهم الاجتماعى و التسابق نحو مغانم السلطة كان اكبر خطاياهم ، انه لمن سوء طالع الرئيس مرسى انه اتى فى وقت استحقاقاته الداخلية و الخارجية ضخمة و متداخلة و معقدة ، و كان من اوجب واجباته و اكثرها الحاحآ و قد اصبح رئيسآ ان يعمل على وحدة الجبهة الداخلية ، و لكنه بدلآ من ذلك و خلفه الجماعة تعامل بغرور و استهتار مع مطالب المعارضة و شباب الثورة وقرب اليه اكثر الجماعات الاسلامية تشددآ ، كان خطئآ استراتيجيآ ان يقدم الاخوان علاقتهم بحماس على مصالح مصر الاستراتيجية ، فيحولوا مصر من دولة راعية للمفاوضات الى ضامن لتصرفات ووجود حركة حماس ، ما حدث فى 30 يونيو سيعيد خلط الاوراق و سيغير اولويات اللاعبين الاساسيين فى المنطقة برمتها ، فهو من ناحية سيحدث زلزالآ لن يتوقف تحت اقدام كل الجماعات الاسلامية فى المنطقة و بالذات التنظيم (الام ) الدولى للاخوان المسلمين ، و هومن ناحية اخرى ربما كان البداية لانهيار حلمهم و زوال مجدهم ، ما حدث سيربك خططآ كان يجرى تنفيذها بهدوء لاستبدال حماس بالسلطة الفلسطينية و توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل برعاية و ضمان الاخوان فى مصر ، خطط تتعلق بالاردن و العراق و الشمال الافريقى ، خطط تتعلق بضرب ايران و قصف منشآتها النووية بعد التدخل المباشر فى سورية و لبنان ، الحسابات الدولية وضعت مصر تحت قيادة و حكم الاخوان جزء من استراتيجياتها لاعادة رسم خارطة المنطقة ، ما حدث سيعيد الاعتبار لتنظيم القاعدة و الجماعات المتشددة ،بعد 30 يونيو تحتاج الجماعة الى 50 عامآ لتعويض ما فقدت حسب تحليلات المراقبين و المختصين ، المحزن فى الامر ان الاخوان فى مصر استمعموا لنصائح السفيرةالامريكية فى القاهرة و عولوا على العامل الخارجى فى مواجهة مشهد داخلى لا قبل لهم به ، كذلك فعلت السفيرة الامريكية فى العراق حيث قادت تلميحاتها القيادة العراقية لغزو الكويت و احتلال العراق فيما بعد ، المحزن ان العقل العربى و ( الاسلامى )لا يزال يتعامل ببداوة ، و بفقه تعدد الزوجات فى مسائل ذات طبيعة استراتيجية و يغرق فى تفاصيل عاطفة مشبوبة تجاه الجنس اللطيف ،،استيفى ليفنى اعترفت بأنها عاشرت قيادات عربية و فلسطينية لمصلحة بلدها ، ليفنى كانت فى ذلك الوقت وزير خارجية اسرائيل [email protected]