نظام الحكم الإتحادي ..اللامركزي ..هو واحد من الأنظمة المثالية المُجربة في كثير من دول العالم ..لا سيما الكبيرة المساحة منها والكثيفة السكان ! فهو يكفل للمواطن إختيار حاكم ولا يته بالإنتخاب الحر المباشر ويقرّب لمسافة الحكم منه وكذلك توفير محلية الخدمات بكل أنواعها ومن ثم هو نظام تكافلي من حيث تقاسم مسئؤلية الإنتاج القومي من خلال رفد الصادرللخارج بعد إلإكتفاء الداخلي في الولاية والمركز على حدٍ سواء ! ولكن ذلك النظام في سوداننا الحبيب وبعد وصول الإنقاذ تسميماً لكل مسامات الوطن بترياقات معالجاتها التي أثبتت التجربة أنها فاقدة لصلاحيتها وبما لا يدع مجالاً لحك الرأس ! فالوالي هنا يتم إنتخابه ..نعم بواسطة جماهير الولاية ..ولكن تنتهي علاقته بمن إنتخبوه مباشرة بعد أداء القسم أمام الولي المشير ..فيصبح موظفاً عنده ..مثلما تكون الولايات قطعة خبز في يده يرمي منها نتفة في كل الإتجاهات متى ما رفعت إحدى القبائل أو الجهويات عصا التمرد أو حدرت إحداها للحكومة المركزية في ظلام ليلها الطويل ، فيتكرم عليهم السيد الرئيس بولاية جديدة مقتطعة من أرض ورثه الشخصي الواسعة دون دراسة أو حتى مشورة من أهل الحل والعقد في هذا الشأن إن هم وُجدوا! والرئيس يمكن أن يقيل الوالي أو يلزمه بالإستقالة دون الرجوع للمجالس وهي يفترض أنها السلطة التشريعية المنتخبة ولائياً التي من مهامها المفقودة أن توصي بإقالة الوالي أو تتمسك به حماية له في حالة تغول المركز على سلطاته الجماهيرية ! حدث ذلك مع الوالي كرم الله عباس في القضارف الذي دُفع الى بوابة الخروج بعد ان لوّح بأن يلحق متمرداً أو منفصلاً بمالك عقار والي النيل الأزرق الذي أقاله الرئيس هو الآخر رغم دور المؤتمر الوطني في قصة توسيع ممرات إنتخابه المعروفة..حينما قال إن في الإبريق بقلة وفيلين ! ثم تكرر الأمر مع الوالي عبد الحميد كاشا..فهو دخل منتخاً وخرج كما قيل مستقيلاً وعاد بقدرة قادر مسترضياً بالتعيين في مكان مستحدثٍ آخر ! بالأمس إضيفت ولاية جديدة في غرب كردفان.. وأقيل أو إستقال إثنان من الولاة المنتخبين كما يفترض .. أحمد هارون من جنوب كردفان ومعتصم زاكي الدين من شمال كردفان.. وهو أمر ليس له تفسير الا أنهما فشلا في مهامهما الأمنية على خلفية سقوط أجزاء من ولايتيهما في يد الجبهة الثورية بعد ضربة ..أمروابة وأبو كرشولة ! ثم صدر قرارٌ في ذات الوقت بتكليف إثنين من الولاة الجدد للولايتين أعلاه.. وثالث هو ذات أحمد هارون على الولاية الجديدة،.. وكأن الرئيس يريد وبتحدٍ سافر إعادة إنتاج فشل الرجل في حقل تجاربٍ جديد ليس له مقومات المحلية دعك عن حجم الولاية ..اللهم الإ إذا كان ذلك..تكريساً لمبدأ فرّق وتشتت ربما تسُد !! حقاً إنها الولايات السودانية .. ( المختلفة جداً ) في نظام سياسي فريد.. هو الأكثر إختلافاً..! [email protected]