اعلن الامين العام لديوان الزكاة ان موارد الديوان لهذا العام بلغت تريليون جنيه , وقال ان مشروعات الزكاة تستهدف اخراج الناس من دائرة الفقر ....ديوان الزكاة يتباهى بدوره فى مناهضة الفقر لكن الوقائع تقول غير ذلك . الوقائع تشير لحقائق وردت على لسان المسئولين انفسهم :فقد اقرت وزيرة الرعاية الاجتماعية بعدم توفر بيانات وحصر للارقام الحقيقية لعدد الفقراء فى السودان , يعضد حديث الوزيرة ما ذكره الامين العام لديوان الزكاة حيث اوضح ان الديوان يقوم الان بحصر كل مشروعات الديوان منذ العام 2008 والعائد الفعلى من تلك المشاريع وعدد الاسر التى خرجت من دائرة الفقر , ويوضح ذلك ان الديوان نفسه يشعر بالحرج من تواضع انجازته مقارنه بحجم موارده فقد ذكرت الوزيرة ان مشروعات دعم الاسر الفقيرة نفذت بنسبة اقل من 1% لضعف مردود المشاريع . وزيرة الرعاية الاجتماعية قالت ان الديوان يستهدف دعم 20 ألف اسرة خلال هذا الشهر , لكن استطيع ان اقول للسيدة الوزيرة ان ديوان الزكاة بموارده الضخمة لن يتسنى له ان يقف فى مواجهة الفقر لاسباب واضحة لاتحتاج لذكاء . ان القضاء على الفقر رهين بتنمية اقتصادية واجتماعية وارادة سياسية واهداف ذات صلة وثيقة بالعدالة الاجتماعية وديمقراطية وشفافية فى ادارة الاموال العامة . الامر غير مرهون بمعايير غير واضحة للفقر ولا عمل فى ظل غياب للمعلومات او رهين بمعالجات فردية او اسرية , انه امر رهين بتنمية متكاملة اقتصادية واجتماعية وثقافية , وديوان الزكاة قد يفلح ان يدخل البهجة فى نفوس افراد او بضع اسر مسكت يدها قليل من المال مع امل كبير فى تجاوز الفقر وملامسة السوق .. الاموال الوافرة بيد ديوان الزكاة كان يمكن ان تسهم فى خلق فرص للعمل اذا كانت الحكومة تدرك تماما مسئولياتها تجاه مواطنيها ..وقامت بتنمية حقيقية تعود فوائدها لكل اهل السودان ..وذلك مفهوم يقف على النقيض من مفهوم الراعى والرعية الذى يعمل بموجبه الديوان الان ويجعله صاحب فضل على المتلقين لدعمه ويخضعون لشروطه . الميدان