ظلت قضايا شرق السودان منسية ومهمله فى كل المجالات إبتدأ من اتفاقيته التى لم تنفذ منها الكثير من البنود وأصبحت حديث الساحة السياسية التى طالبت فيها مركزية (مؤتمر البجا) الانسحاب من الحكومة فى الوقت الذى كان من المفترض ان تكافىء الحكومة المركزية أهل الشرق بكل احترام وتقدير,لأنهم ظلوا أوفياء فى اتفاقيتهم ووعدهم الصادق فى كل العهود ولم يسببوا إى تهديدات أو اخروقات لاتفاقيتهم السهلة المستقرة التى ترجع لطبيعة أهل الشرق المحبين للسلام خاصة مع اخوتهم من المسلمين لتمسكهم بتراب الوطن السودان الذى لا يعرفون وطنا غيره,فلا سودان بدون الشرق بل لم يرموا أنفسهم فى احضان الأجنبى والمعروف عنهم عبر تاريخهم عدم قبولهم للكافر أو التعامل معه أوقبول اى عطية منه, الأمر الذى قوى تمسكهم بأرضهم وعقيدتهم وبالتالى أصبح الشرق صمام الأمان لكل السودان عبر كل العهود وقد اشتهرت مقولتهم فى رفض التعامل مع الكافر " كيفريب الله هباهون" اى الله يحمينا من شر الكفار الملحد ين فى كل زمان ومكان كأنهم كانوا يتوقعون ما يحدث للعالم الإسلامى من المأسى التى نشاهدها اليوم . تجىء هذه الرمية على رأى أخونا دكتور البونى للتعليق على مداولات المحلس الوطنى حول القرض الكويتى لتمويل بعض المشاريع الخدمية والتنموية فى شرق السودان قبل إجازته بالأغلبية وليس بالاجماع حيث انقسم المجلس الى كتلتين, بعد أن طالب البعض عدم الموافقة علية لأنه يشتمل على فوائد ربوية ومخالفة للشريعة الإسلامية وكأن القرض الصينى الذى سبق أن اجازه المجلس وقروض أخرى روبوية تحت مبدأ (الضرورات تبيح المحظورات) وهومبدأ لا يطبق على المشاريع التى تخص الشرق وكأن مبدأ الضرورات التى تبيح المحظورات مثل الفاصل المدارى لا يمتد الى الشرق ! مما يؤكد قاعدة الكيل بمكيالين بين أهل السودان فى الشرق والغرب مما يرفع حاجب الدهشة للكيفية التى تدار يها شئون البلاد والعباد , وقبل أن يرتد إلينا البصر وهو حسير,نطلع على الخبر الذى جاء على الصفحة الأولى ل"صحيفة الاسواق" بتاريخ الثلاثاء 16/7/2013 يفيد بتحصل الحكومة على قرض بمبلغ 600 مليون يورور من بنكالتجارة التفضلية لشراء قمح ومواد بيترولية للمخزون الإستراتيجى بفائدة 6% وتم هذا القرض ذو الفائدة المذكورة بدون موافقة البرلمان بالرغم من ربويته الواضحة لمدة عام واحد قابل للتجديد بينما القرض الكويتى لعشرين عاما بفائدة 1%, أذن هنالك عقود تمر بدعوى الضرورات وأخرى تتم (ام غمتى) فى سوق المال وبنوك زمؤسسات التمويل الربيوية تحت -تحت وكل شىء جائز ومسموح فيما يتعلق لباقى اهل السودان فى الإدارة والسياسة والتمويل والقروض واعفاء الولاة المنتخبين ونقلهم من ولاية لأخرى, وثم منح سلطة الحكم الاقليمى لدارفور وربما كردفان عما قريب بعد إعلان ولاية (غرب كردفان) اما الشرق بالرغم من مطلبات ومظالم مواطنيه وفشل التجربة الفيدرالية الماثلة فى الولايات والفساد المستشرى فيه وتعمق القبلية الكريهة التى اضرت بالنسيج الاجتماعى المتجانس فى شرق السودان إلا أنه لا التفاته إليه أو حديث عن مشاكله حتى القرض الخاص به أصبح ربوى مادون القروض الأخرى التى سبق أن اجازها البرلمان , بل تم قفل بلمف انبوب (مياه بورتسودان) وهوأصلا لم ينفذ وتم قفله على الورق أمام البرلمان بمقترح جاء فى خطة وبيان وزارة السدود؟! بما أن مجرد الحديث بمطالبة البعض عن عدم إجازة القرض الكويتى يعطى إشارات سالبة لأهل الشرق,خاصة رفض الست الفاضلة "د/سعاد الفاتح " له باعتباره قرض ربوى بل وبخت السادة النواب بقولها "يخس " وبناء على السوابق التى ذكرنها نطالب السيدة د/ سعاد بعادة توبيخها مرة أخرى بأثر رجعى لتلغى كل قروض (الضرورات) التى تبيح (المحظورات) لان شرق السودان لا بواكى له بالرغم من معاناة أهله من الدرن والفقر والتخلف فى كل ربوعه,وبالرغم من تاريخه البازغ والحافل فى نيل شرف الدفاع عن السودان حتى نساء الشرق شاركوا فى المعارك وقتلوا قائد فرسان الجيش الفكتورى (فلنتاين بيكر) فى سفوح جبال البحر الأحمر الحدث الذى هز عرش الملكة فيكتوريا فى لندن عندما نشرت الصحف البريطانية الخبرعلى صفحاتها الأولى . والجديربنا أن نتعرف ولو على جزء يسيرعن (الجندرة) فى الشرق السودان خاصة مزيا المرأة البجاوية وهى مشهورة بمساندتها للرجل والوقوف الى جانبه عندما يحتدم الوغى وقد سجل الأدب والشعر فى الشرق الكثير من الحوادث والوقائع التى تضىء تاريخ المرأة البجاوية خاصة عندما تتحزم وتلبس درع أبيها أوشقيقها أو زوجها وتحمل سيفه وترتدى عمامته وسديريته وتكشف رأسها أمام الملأ لأول مرة وذلك عند موت أحداهم لتعرض فى "الكبور" وهى مناحة معروفة فى مجتمع الشرق لتثبت لأبنائه واحفاده وعشرته شجاعة الفارس البجاوى لكى تزرع فى نفوسهم حب الجهاد والموت فى سبيل الأرض والعرض على نهج "عرس الشهيد" المستحدث بينما تاريخنا حافل بألكثير من ذلك الإرث المجيد والتليد حتى يعلم الجميع إن للشرق بواكى فى الحرب والأزمات التى مازال أبنائه يشاركون فيها قديما وحديثا00 ليفتدوا السودان حتى لا نجحد حقوقهم المشروعة فى البرلمان وغيرها من مؤسسات الدولة 00ورمضان كريم00 د/عثمان احمد فقراى [email protected]