الحرية قيمة إنسانية رفيعة عرفها الإنسان منذ نشأته الاولي و حقا أصيلا للفرد وللجماعة في الاعتقاد والحركة والكسب والرسالات السماوية كلها أكدت علي ذلك والإسلام عندما جاء وجد عبودية الرق وعبودية التار وعبودية الربا وعبودية الميسر وغيرها من أشكال العبوديات التي هيمنت علي حياة العرب وحولت حياتهم لجحيم لا يطاق. فحرر الإنسان من كافة أشكال العبودية وسن من القوانين والنظم ما أفضي إلي حرية الانسان وتحرره . حيث لا إكراه في الدين . ومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر .ولا أعبد ما تعبدون.وكذلك ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولكم دينكم ولي دين .إذاًً هذه هي رسالة الإسلام حرية في الاعتقاد وحرية في التفكير وحرية في السلوك وحرية في القول والفعل . وعندما قدم ربعي بن عامر من المدينةالمنورة لنصرة جيش المسلمين أرسله سيدنا سعد بن أبي وقاص قائد جيوش المسلمين لمحاورة رستم ملك الفرس فقال له رستم: ما جاء بكم؟ فقال له: لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة (هذا هو المفهوم عند ربعي بن عامر، وعند الجيش المسلم في معظم الأحاديث التي دارت: أن الله قد إبتعث هذه الطائفة؛ لتقوم بمهمة وليست للبحث عن الغنائم، أو الطغيان في البلاد)، إذاً الإسلام في أصله رسالة حرية و تحرير. تحرير للإنسان في أي مكان و في أي زمان من ظلم أخيه الإنسان الذي إستعلي عليه بكنز الثروة وإمتلاك السلطة . ولئن كان الاسلام كذلك فإنه يتحتم علي الذين يعملون في الحق الاسلامي ويدعون أنهم تيارا إسلاميا او أنهم يمثلون حركة الإسلام إستنادا علي نظرية المهدية او نظرية الفرقة الناجية (لا تزال طائفة من أمتي قائمين علي أمر الحق لا يضرهم من خالفهم ) يتحتم علي هؤلاء القوم تجديد أصل فكرهم و مفاهيمهم عن الإسلام .لأن في الاسلام الفرد حر وقيم علي نفسه إن شاء آمن وإن شاء كفر وكذلك الجماعة حرة ورأينا عقب صلح الحديبية كيف دخلت العرب في أحلاف أقرّها الرسول صلي الله عليه وسلم فمنهم من دخل في حلف المدينة ومنهم من دخل في حلف قريش. بل عليهم تجديد روح الإنسانية في نفوسهم حيث الشاهد في زمانا هذا يجد من ينتظمون في جماعات إسلامية أو تيارات او أحزاب هم الأكثر رفضا للأخر و الأكثر عنفاً ضده والأكثر سفكا للدماء والأكثر بعدا عن مفاهيم الإسلام ومقاصد الشريعة الإسلامية . لذلك كلما ظهرت جماعة متطرفة خرجت من رحمها جماعة أكثر منها تطرفا وتشددا.وإستعلاءاً علي الأخر وهذا الأخر مسلما يتألم لما يتألمون له. والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول: كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه. واليوم نكتب في مواقع التواصل الإجتماعي والصحافة الإلكترونية لأننا نجد صعوبة ومضايقة في النشر في الصحف اليومية أو ربما نسبب بعض الإزعاج للمحررين والناشرين بإيقاف إصداراتهم لكن يبدوا أن المضايقات تلاحقنا أين ما ذهبنا وفي ذلك لا نمل إلا أن نقول (حسبنا الله ونعم الوكيل ) لذلك نثبت هنا بعض الحقائق: أولاً: أننا نكتب ما نؤمن به وما نبتغيه الإصلاح وإحقاق الحق ولا تأخنا في ذلك لومة لائم. ثانيا : نهدف للتغيير لأننا أكثر إيمانا من أي وقت مضي أن هذا النظام هو أس الفساد وسببا رئيسيا في تأخر البلاد وتفككها. ثالثا: نحارب سياسة الكبت والإقصاء ونتحمل في ذلك العنت والمشقة ولا تخيفنا تهديدات ولا ترهبنا تحريات رابعا : نؤمن بأن المستقبل لإنسان السودان الحر الكريم الذكي سيأتي يوما مستردا لحقوقه المسلوبة في أن يحيا حرا ويموت حرا ويختار ما يناسبه من أنظمة حكم . خامسا : في سبيل إعادة دولة الحرية والقانون مستعدون أن نقدم أنفسنا فداءاً للوطن ونصرة للحق المسلوب من عصابة ظلت لأكثر من عقدين من الزمان تعيس في الارض الفساد. والله أكبر من كيدهم ومن مكرهم ولا نامت أعين الجبناء. أحمد بطران عبد القادر [email protected]