* الحرية هبة الله للخلق، وليست ملكا لشخص، مهما بلغت قوته وسلطته، كى يمنحها او يمنعها !! * ورغم كونها هبة الخالق، فلم يستكثرها على خلقه، بل خيرهم بين الايمان أو الكفر.. "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" الكهف (29) …. !! * فكيف لمخلوق لا يساوى شيئا فى ملكوت الله أن يستعبد الناس، ويصادر حريتهم .. هل هنالك إفتئات على المولى أكثر من ذلك؟! * فى ايام الاسلام الخالص لوجه الله، عندما سأل "رستم" كبير الفرس "ربعى بن عامر" رئيس وفد المسلمين لماذا جاءوا اليه، أجاب: " لقد إبتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ". * أى أن الدين جاء لتحرير الناس، لا لاستعبادهم واسترقاقهم ..!! * فهم ذلك عمر بن الخطاب قبل (1500 عام) فزجر واليه على مصر عمرو بن العاص قائلا .."متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟" * هكذا يكون الفهم الصحيح للدين والعدالة والامامة والحكم ..!! * لا أن يتسلط من يتسلط ويفسد من يفسد ثم يمنع الناس عن قول الحق وكتمان الشهادة .. " ومن يكتمها فانه آثم قلبه، والله بما تعملون عليم" البقرة، 283 . .. !! * وهكذا يكون احترام الرأى الآخر وإنصاف الآخرين والاستماع اليهم مهما صغر شأنهم، والا لاستحقرسيدنا عمر المواطن البسيط امام الوالى ..!! * لا أن يرهب القوى الضعيف ليصبح "لسان سيده" .. "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" هود، 18. * وهكذا يكون احترام الأقليات والديانات الأخرى، وإلا لدافع ابن الخطاب عن الوالى المسلم فى مواجهة المصرى القبطى ..!! * ولكن فى زمن السحت، يريدوننا أن نتخلى عن هذا الإرث العظيم ونكون عبيدا لهم .. إذا احسنوا أحسنا وإذا أساءوا أسأنا، بينما يعلمنا الرسول الكريم :"لاتكونوا إمعة تقولون إذا أحسن الناس أحسنا وإذا أساءوا أسأنا، ولكن وطئوا أنفسكم، إذا أحسن الناس أن تحسنوا وإذا أساءوا فلا تظلموا" رواه حذيفة. * فى زمن السحت، يريدون تجريدنا مما خصنا به المولى عز وجل من حرية التعبير .." والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" التوبة، 71 . * ولكن هيهات .. فالعبودية الى زوال .. "ولا بد لليل أن ينجلى ولا بد للقيد أن ينكسر" .. كما ينشد الشابى !! * ومن التاريخ يستلهم المفكر إسبينوزا مقولته الشهيرة .. "القوانين التى تلجم الأفواه وتكسر الاقلام تدمر نفسها بنفسها " .. ولكن من يفهم؟! * ولمن لا يفهم ف "النفوس لا تُستعبد والارواح لا تُسجن" .. كما يصدح الشاعر السورى المخضرم بدوى الجبل: وما ضرنى أسرٌ ونفسى طليقة ** مجنحةٌ ما كف من شأوها أسرُ * ويصرخ "شوقى" : وللحرية الحمراء باب ** بكل يد مضرجة يدقٌ * ويكتب نزار قصيدته الشهيرة "تزوجتك ايتها الحرية" التى اخترت عنوانها عنوانا لهذا المقال. * غدا ان شاء الله يعود هذا القلم الذى غاب أكثر من عام ليواصل المسيرة ، انتظرونى ..!!