إن كان إعتراف الرئيس بالظلم والندم ، والقنوط حتى من رحمة ربنا !! في قوله صراحة (كيف نسأل الرحمة وأيدينا ملطخة بالدماء؟) ، بخصوص الجفاف وتأخر نزول الأمطار في عموم البلاد ،يعني الإستغفار ، فسبحانه وتعالى القائل منذ الأزل ، ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا...)) ، وإن لم يكن ما تقدم يعني الإستغفار فرسالة السماء واضحة ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)) وكان أن منّ المولى في الأيام القليلة الماضية ، بعد إبداء الندم والإعتراف بالظلم ، على المستضعفين في معظم أنحاء أرض السودان بماء مدرارا ، ألم يكن هؤلاء المستضعفين يرفعون أكفهم إلى السماء في دبر كل صلاة مرددين:( اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) ،والعبرة بجانب نزول الأمطار ، أجلّ وأعظم ب(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ، وإلا إن كان الناس هنا في بلادي يؤخذون بما كسبت أيدي العصبة الحاكمة ، منذ العام 89 وحتى تاريخ اللحظة ، من فظائع مهولة يشيب لها الولدان ، إنتهاءاً بالدماء ، وماذا بعد الدماء؟، التي يحدثنا بها الرئيس ، ولا ندري عن ماذا تُحدثنا غداً بقية الأيدي الآثمة التي يعرفها ويتحدث عنها المواطن ،وليست اليد الثالثة التي يتحدث عنها ويخشاها عمر،وأن الخليفة عمر لم يكن بينه ورعيته يد ثالثة، لأنه حكم وعدل وأمن ونام تحت الشجرة ، تلك التي جعلتموها في مرحلة من مراحل إنتخاباتكم (المضروبة) رمزاً لكم ،ولم تأخذ بياقة قميصكم جرأة النوم تحتها لتمدوا للآخرين بمن فيهم (اليد الثالثة) لسان عدلكم ، تظل رحمة الله تتنزل على عباده لأن منهم الشيوخ والاطفال والبهائم ،وإلا لصب الله العذاب صباً. خالد دودة قمرالدين [email protected]