اذا قارنا ثورات الربيع العربى فى تونس وليبيا ومصر وسوريا والثورة فى السودان لنجد هنالك اختلاف كبير جدآ لان معظم هذه الثورات قامن من مرتكزات ووفق قضايا ومطالب معدلية وان منفذى هذه الثورات شباب كبرت جواهم روح الثورة لانهم مؤمنيين تمامآ بقضاياهم ومهتمين بشكل الحراك السياسى والتحول الديمقراطى من بطش الانظمة الشمولية والديكتاتورية فى تلك البلدان العربية فإذا ضربنا مثلآ بتونس بوصفها هى التى اندلعت منها شرارة الثورات العربية ان السبب الرئيسى لقيام هذه الثورة هو موظف البلدية الذى احرق نفسه جراء الاجراء الذى اتخذ ضده ظلمآ لذلك خرج الآلأف الى شوارع العاصمة التونسية منددين بسياسات الحكومة واقصائها لحقوق المواطنة وفعلآ نجحت الثورة فى تونس وهى توصيل راى واضح وهى تغيير نظام الحكم فى تونس وهذا ما حدث بالفعل اذا ثورة تونس حققت هدفها وهى تغيير الحكم .. اذا جميع الثورات العربية فى تونس وليبيا ومصر حققت اهادافها وهى تغيير النظم الديكتاتورية التى كانت قابضة على زمام الحكم سنوات عديدة وظلت تسيطر على الحكم برغم انف الشعوب العربية لهذه الدول .... اذا عقدنا وجه مقارنة بين ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وليبيا والثورة فى السودان نجد ان هنالك اختلاف كبير جدآ اولها ان هذه الشعوب تهوى الديمقراطية ولن حكوماتهم تحترم راى الآخر برغم كل شئ يعنى هنالك توجد حرية تعبير مثل ما يحدث الآن فى مصر وقبله فى تونس ... ان الشعب السودانى محروم من كل شئ من ان يوصل رايه او يعبر عن سخطه او عدم رضائه من سياسات هذه الحكومة او غيره .. نحن فى السودان لا توجد لدينا حرية صحافة ولا احترام آخر او حفظ حقوق المواطنة او عدالة او مساواة لذا من الطبيعى تفشل لدينا الثورة لانو لاتوجد لدينا خطط او أطر ومقترحات لانجاح تلك الثورة ولا يوجد تنظيم لانجاح اى انتفاضة او مسيرة او ثورة .. وهناك عدة أسباب لموت الشعور الثورى للشعب السودانى :- انعدام وجود نقابات حقيقية فى كل المؤسسات الحكومية الفاعلة ... ومن ثم تشرذم اﻷحزاب السودانية فى خلال 24 عامآ حيث اصبح الحزب الواحد مجموعة احزاب ينتمى بعضها الى النظام لعنصر مخابرات على احزاب الواقع المعارض ... وبالتالى تضعف قوى المعارضة خلال وجود غواصات فى عمق المعارضة ...تأسيس ما يعرف باللجان الشعبية فى الاحياء ... ساعد فى معرفة وجبات كل منزل فى كل احياء الخرطوم ...ما يعرف بالمبايعات القبلية الاقليمية ووﻻء المواطن للناظر والعمدة والامام ورجال الدين فطرة لم نتخلص منها بعد .... مساهمة الدول العربية فى تقوية نظام الخرطوم مقابل تسهيلات فى المنح الاستثمارية بالسودان والتنازﻻت الكبيرة فى شتى المناحى .. يعتبر احد الاسباب ... غياب الاعلام المؤسس للمعارضة الثورية والحزبية سبب اساسى يفسر عدم دراية الرأى العام العالمى حول ما يدور فى الواقع السياسى السودانى ... هذه الاسباب التى أدت الى فشل الثورة فى السودان ... .. النضال السلمي ليس محصورا في الخروج في مظاهرات وانما هنالك وسائل عديدة وفعالة يمكن ان تؤدي الي سقوط الحكومة. من وسائل النضال التي يمكن استخدامها على سبيل المثال توزيع المنشورات والاعتصامات واهمها وانجحها هو العصيان المدني فاذا وجد النظام وسيلة لفض المظاهرات فانة حتما سيقف عاجزا اذا اعتصم كلنا منا في منزلة واصبحت الطرقات ومؤسسات الدولة خالية من الناس فلن يصمد النظام طويلا امام ارادة الجماهير المعتصمة. لذا يجب ان ندرك انة ليست كل دعوة للنضال السلمي تعني بالضرورة الخروج في مظاهرات. لا يمكن لنا ان نتوقع الحصول على نتائج مختلفة اذا كنا نكرر افعالنا. فالتغيير ليس شيئ تلقائي يمكن ان نقوم بة من غير وعي او تفكير وانما علينا باجبار انفسنا على تبنية وذلك بتغيير طريقة تفكيرنا وردودنا. فكل ما كنا نقوم بة حتى الان لم ينجح في اسقاط النظام فاما ان نغير اساليبنا او نظل هكذا نعاني كل يوم. لايمكننا الوثوق بكل الناس ولكن من المستحيل ان لا نثق باى احد. فالنترك شكوكنا وترددنا جانبا ونثق ببعضنا البعض. فليس من باب العقل او المنطق ان لا نقوم باى عمل لاسقاط النظام لمجرد اننا لانثق باي شخص يدعوا الى اسقاط النظام. خلاصة القول اننا لن نخرج من نفق الانقاذ المظلم مالم نثق في بعضنا البعض. كلنا نتمنى رحيل نظام البشير اليوم قبل الغد ولكن يجب ان لانجعل الرغبة في استعجال رحيلة تعمينا من التخطيط السليم و الصحيح. فالنجاح لاياتي بالعجالة وانما بتحسبنا وتنظيمنا لانفسنا بصورة متأنية حتى يكون اسقاط هذا النظام امرا واقعيا. يتعجل الكثير من قادة الاحزاب السياسية للدعوة للتظاهرات وهذا شئ جيد ولكن هنالك فرقا بين ان تدعوا لمظاهرة غدا يخرج فيها 100 شخص ومظاهرة بعد اسبوع ويخرج فيها 10 الف شخص فلا شك ان المظاهرة الاخيرة ستحدث اثرا كبيرا. النضال لايبداء بالخروج الى الشارع وانما بالتعبئة وتنظيم انفسنا قبل كل شئ.... اسماعيل احمد محمد [email protected]