ورد في أخبار الأيام الفائتة أن الفريق أمن يوسف عبدالقادر تبرع بمبلغ من المال لصالح صندوق العاملين في التلفزيون والأذاعة. قبل مايقارب العامين قام فريق الأمن نفسه بالتبرع بمبلغ مائة مليون جنيه لصالح فريق كورة في مدينة الخرطوم، كانت مبلغا كبيرا في ظل قوة الجنيه وقتها. هذا الحدث يستدعي بعض الملاحظات والتعليق. أولا في شخص المتبرع: الفريق عبد القادر مسئول عن العلاقات العامة في الجهاز. هذه المسئولية مثلا في وزارة الداخلية يتولاها ضباط في رتبة نقيب أو رائد، وفي الوزارات موظفون شباب في الدرجة الثامنة أو السابعة وكذلك الحال في الشركات الكبري. من الواضح أن الجهاز مترع بالرتب الكبيرة حتي يتولي علاقاته العامة فريق بحاله، من صوره في التلفزيون واضح أنه قارب سن المعاش إن لم يكن قد تجاوزها. ثانيا في مصدر المكرمة: هل هناك بند صرف في ميزانية الجهاز لهذه المنح والمكارم؟ وخصوصا في ظل سياسة التقشف وبرنامج الأنقاذ الأقتصادي الثلاثي المعمول به منذ عامين. ولو وجدت مثل هذه البنود أما كان أولي بها وزارة الشئون الأجتماعية مثلا؟ من الواضح أن المصدر هو الأيرادات المجنبة من شركات الجهاز التي لا تخضع لأية رقابة أو مراجعة، لا من المراجع العام أو حتي رئاسة الجمهورية، ودعك من المجلس الوطني. ثالثا في مصارف المكرمة: هل هناك لجنة خدمات إجتماعية في الجهاز تقوم بعمل دراسة حالة للجهات المستحقة للمساعدة مثلما هو متبع في وزارة الشئون الأجتماعية أو ديوان الزكاة، رغم مثالبهما. من الواضح أن الأجابة لا، لأن التبرع ذهب لصالح الفريق حاتم – مدير التلفزيون – وعملائه نظير السمع والطاعة فائق الحد، والألتزام الصارم بموجهات وتعليمات الجهاز. أما كان من الأولي مساعدة أسر شهداء الجهاز نفسه والذين فاق عددهم هذا العام لوحده المأئة. نحن لانستخف بدور ومهام الفريق يوسف عبدالقادر وكرمه الفياض، فالراصد لنشاطه المحموم وعموم نشاط الجهاز يري الخيط الذي يجمع كل حبات العقد. فمن إنشاء وكالة أنباء وخدمات إعلامية، والسيطرة علي التلفزيون القومي، وشراء أو المساهمة في قنوات فضائية مثل الخرطوم والشروق، ونفس الشئ في ما يخص الصحف والقنوات الأذاعية، مرورا بتجنيد الفنانين والشعراء وبعض شيوخ الطرق الصوفية، وخروج منسوبيه في زي مدني في مظاهرات مطبوخة مثل عودة أبكرشولا، ...إلخ، لايري غير شئ واحد وهو أن الجهاز يريد أن يقلب رأسا علي عقب واحد من أهم شعارات الربيع العربي: "فالجهاز يريد تغيير الشعب"وأن يحل محله. Email: [email protected]