اني استسمح أولا كلا من يمرمن هنا ياسادتي : فقبل الحديث عن ( فضيحة اخوان رابعة العدوية ) المدوية وغيرالأخلاقية - وما أكثر فضائحهم - لابد من الحديث أولا عن مأساة بلادنا التي لا يمكن لصحافي أو كاتب سوداني هذه الأيام أن يتجاوزها حتى لو كان يكتب عن حبيبة عمره . انها تلك المأساة الكبرى التي عاشها أهلنا الكرام في الداخل .. مأساة خلفتها فيضانات هذا العام ( مطرا ونيلا ) من رحيل أرواح وهدم منازل وتشرد أحياء .. مأساة كانت وحدها كفيلة باسقاط عشرين نظام ناهيك عن نظام أخطبوطي/ انقلابي/ اسلاموي/ فاقد للشرعية السياسية أو الأخلاقية رغم استماتته من أجل الحصول عليها على مدى ربع قرن من الزمان . نظام فاقد للشرعية السياسية لأنه ليس هناك سوداني واحد اختاره ليحكمه.. وفاقد للشرعية الأخلاقية لأنه يكذب حتى على الله ناهيك عن شعبه ولأنه يكابر في لبوس انكار مقيت قائلا ( ان ماجرى من فيضانات وسيول وما تبعهما من أضرار لم يصل مرحلة الكارثة بعد وانما مجرد ( أزمة عابرة) .. ولا يعد (كارثة) الا اذا مات نصف سكان البلد !!!) .. هذه هي عقلية من يحكموننا اليوم باسم الاسلام وتحت راية ( لا اله الا الله ) .. انهم يبرئؤون أنفسهم من مسؤولية كل ما جرى كسلطة حاكمة ويرمون باللوم – وكأنهم بلا نعمة لعقل أو منطق - على خالق الكون حينما يصرحون ( انه ابتلاء من رب العالمين ) .. وكأن الله ليس لديه في هذا الوجود من شعوب يبتليها الا السودانيين والسودانيين فقط . اذن - وبهذا المنطق الملتوي/ الغبي / الأبله - كان عليهم ان يترجلوا من سدة الحكم و يتركوننا للمولى عزوجل ليتولى امرنا ونرفل وحدنا في نعيم ابتلاءاته ونحن نقبل – بكل رضا وارتياح - بأي ابتلاء يرسله لنا جلته قدرته تعالى لأنه لا يظلم انسانا الا من خلال امثال تجارالدين هؤلاء بأفعالهم الرديئة وأقوالهم القبيحة وفسادهم الذي يزكم الأنوف !!. أما عن (فضائح اخوان رابعة العدوية) المعتصمين هناك فحدث ولا حرج : جلب لأطفال الملاجئ , إلباس اليافعين أكفانا ومكتوب على ظهورهم ( مشروع شهيد ) , وضع النساء في المقدمة , عدم السماح لأي شاب أو شابة يشكون فيه/ فيها بالخروج من محيط ميدان اعتصامهم , تعذيب أو حتى قتل من يشكون في نواياه أو من لايطيع أوامرهم , استغلال أطفال الشوارع والفقراء من سكان المقابروالمشردين وخدم البيوت والمتسولين لتضخيم حجم اعتصاماتهم حيث خلقوا دولة متكاملة الأركان وسط عاصمة الدولة المصرية ( القاهرة ) وجعلوا من تلك (الدولة) مخبأ لقياداتهم المعتوهة والتي قال عنها شقيق مؤسس حركتهم المقبور ( حسن البنا ) أنها ( جماعة تعبد نفسها ولا تعبد الله ) .. انهم يختبئؤون وسط المعتصمين لأنهم ملاحقون عدليا بجرائم يعرفها الجميع والتي ظلت مستمرة لأكثر من ثمانين عاما ( جرائم منع الناس من الحق في الحياة ). كل ذلك ربما يكون معلوما لدى الكثيرين .. ولكن الفضحية الأخطر والتي يندي لها الجبين خجلا .. هي ماجاء على لسان ( هناء محمد) أمينة المرأة في حركة ( أخوان بلا عنف ) وهي الجسم الشبابي المنشق والرافض لسلوك وتصرفات الاخوان المسلمين .. قالت الأخت ( هناء ) لبرنامج ( الحدث المصري ) بقناة العربية بأن مرشد الاخوان الهارب ( الدكتور محمد بديع ) أصدرفتوى طلب فيها من ( الأخوات المتعصمات) ضرورة الامتثال لما يمسى ب ( نكاح الجهاد ) لأنهم في حالة جهاد معلوم ضد سلطة غاشمة وعليه - وامتثالا لهذه الفتوى- استطاع ( اخوان بلا عنف) رصد 76 حالة (نكاح جهادي) بينهم شابة مصرية تبلغ من العمر 14 عاما نحتفظ باسمها كاملا- تواصل هناء - وكذلك أسماء كل اللائي تعرضن لهذا النوع من ( النكاح ) وعناوينهن وتفاصيل إجبارهن على هذه الفعلة المشينة .. واننا سنتقدم ببلاغ للنائب العام لكشف كامل تفاصيل ( احتقار المرأة من جانب قيادات الاخوان والتمتع بجسدها واشباع نزواتهم الحيوانية داخل ميدان رابعة العدوية ) . انتهى حديث الأخت الفاضلة ( هناء محمد ) التي لا أملك الا أن أنحني لها تقديرا واحتراما على شجاعتها وقول الحق وفضح هؤلاء الموتورين/ المعتوهين/ سارقي ثورات الشعوب/ تجار الدين / ومشوهي الاسلام السمح . تلك هي حقيقة ( اخواننا المسلمين !!!) وذلكم هو ( دينهم !!) .. وتلكم هي أخلاقهم ياسادتي . هاهم يتعرون أمام الملأ وعلى لسان من كانوا جزءا منهم حتى الأمس القريب . انهم (جماعة) بلا وازع من ضمير أو مخافة من رب العالمين . [email protected]