(عيد بأية حال عدت يا عيد / بما مضى أم بأمر فيك تجديد) . بيت الشعر هذا من دالية المتنبي والتي إشتهر مطلعها الذي يحفظه الجميع ويرددونه ولربما ولقول الحق أكثر ، لا يتم ترديد إلا الشطر الأول والذي لا يكاد يوجد إلا من يحفظه عن ظهر قلب ، ثم بالكاد يتدرج الحفظ للشطر الثاني ثم البيت الذي يليه (أما الأحبة فالبيداء دونهم / فليت دونك بيدا دونهم بيد). والعيد من العودة وللمسلمين عيدان يعودان بإنتظام وتعم فيهما البهجة والسرور ويتم الاستعداد لمقدمهما بما لكل منهما من نكهة خاصة . عيد الفطر بعد شهر الصيام والقيام والجرعات العالية من الروحانيات وتكثيف العبادة والعودة إلى فعل الطاعات والتقرب إلى المولى بمختلف الواجبات والمستحبات والأدعية وقراءة القرآن وقيام الليل. وبعد شد المئزر لشهر كامل وخاصة العشر الأواخر يترقب جميع المسلمين هلال شهر شوال وقد قال في ذلك إبن الرومي ( ولما انقضى شهر الصيام بفضله / تجلى هلال العيد من جانب الغرب) ( كحاجب شيخ شاب من طول عمره / يشير لنا بالرمز للأكل والشرب ) فهنيئاً للجميع بعيد الفطر وخاصة في بلدنا الحبيب السودان وكأني به قد أبى إلا أن تأتي أيامه ليسعد بها الجميع ثم وهو يلملم أطرافه إعلاناً للمغادرة وقبل أن يعطى ظهره مودعاً الجميع وواعدا لقدوم أحلى بعد عام كامل ، ما أن أعطى ظهره إلا وقد كشفت السماء عن غضبة متوارية وربما ألم مكتوم وربما وجع مختبىء وجد متنفساً بعد طول كبت وحرمان لإظهار حال قوم طال بهم بؤس الحياة وهم متحملون للأذى وصابرون على البلاء ليفضح آخرين تأتي تفسيراتهم وتبريراتهم أن ما هو حادث ليس إلا إبتلاء - سبحان الله- إبتلاء لن يصيب إلا فئة فقراء منتقاة ومختارة وعلى الجميع الصبر علي هذا الإبتلاء!!! ، ويحثونهم على الرضا بما حكم به الله لأن في عرفهم أن الإبتلاءات ليست لمثلهم ولن تصيبهم كما هو ظاهر الحال من قريب أو من بعيد . طالعت في منتدى بركات التي نسأل الله أن تعود إليها البركات كما كانت، طالعت أحدهم وهو يحكي طرفة مقارنة بين ساكني (الما عمارات) وساكني العمارات حيث يقول الأول ما معناه أن الامطار قد هدمت سقف المنزل ودمرت الممتلكات بينما يقول الثاني أن الأمطار قد غسلت فناء الدار عندها عاد الأول وتمنى للثاني أن تأتي صاعقة وتكوي لهم الدار. أبي العيد إلا أن يدعنا نستمتع بفرحته بكل ما فيها من عبق وشذى وتمتع بجديد الملبس وحلو (الخبيز والكعك والبسكويت) ونسأل الله أن يعود أعواماً عديدة والجميع في هناء وسرور مع كل الأمل والعشم والرجاء والامنيات بأن يأتي العيد القادم ويكون فيه (((تجديد))). [email protected]