أخي عثمان شبونة.. كل عام وأنتم بخير. اسمح لي أن أستعير زاويتكم بالرغم من أنني ضد ذلك؛ باعتبار أن فيه استعارة لمكانة كاتب..! وهذا ما قصدته لأول مرة حتى تصل هذه الرسالة التي أرّقتني؛ وأنا أتابع الزملاء من الإعلاميين وهم ينتقلون من مائدة إفطار إلى أخرى طوال شهر رمضان الكريم..! والمشكلة أنها موائد تقيمها جهات من صميم عمل هؤلاء الإعلاميين أن يوجهوا لها النقد مقومين. قرأت تصريحاً منذ سنوات لأستاذنا البروف (شمو) يحذِّر فيه من أن يصبح الإعلامي انتهازياً.. فما خطورة الدعوة الخاصة بالإعلاميين؟ وقبل ذلك لماذا لا تُنظَّم هذه الإفطارات للشرطة أو الأطباء أو المهندسين أو لغيرهم؟! إن خطورة أن تجلس إلى إفطار جهة ما، هو وقوع (الاستمالة)؛ وفي ذلك عزف على وتر الاستعطاف.. هذا إذا ما وضعنا في الاعتبار أن بعض الجهات الداعية قد دجَّنت الصحفي بإعلاناتها المُهَدِّدة أصلاً لحرية الصحافة من خلال سحبها حال توجيه نقد قاسٍ لها.. فالإعلانات تنتقل إلى خانة التأثير على الأفراد كما ثبت..! الإعلامي قائد رأي؛ وبالتالي لابد له من هيبة تفرض مساحة بينه وبين من يمارس عليهم سلطته الرابعة والتي بلا شك تتأثر بهدية الإفطار وما يتبعها من امتيازات من شاكلة التخفيض والخدمات وغيرها. إن العلاقة بين الإعلام والمؤسسات تقوم على إعلان رسمي لمواقف أو توضيح في هيئة مؤتمر صحفي أو بيان أو لقاء إعلامي.. أما أن تتركّز العلاقة في مائدة فهذا بلا شك لا يذهب في اتجاه توطيد علاقة إنما اختراق لوصف وظيفي للإعلامي، يبدأ بالابتسامة وينتهي بالعلاقة الخاصة جداً على مستوى الأفراد في زمن (الظروف)..! لم أسمع طيلة دراستي بمصر ومسيرتي المهنية بجهة تجمع الإعلاميين حتى وإن كانت رقابية على الإعلام لأن السؤال: لماذا أصلاً الدعوة؟ قد يقول قائل لمكانة الإعلاميين.. وهنا إجابة أعمق تقدير للإعلامي من خلال أمرين اثنين: الأول: الشفافية وتدفق المعلومات. الثاني: تعظيم دور المؤسسات الإعلامية دون التأثير عليها. ختاماً.. لست ضد العلاقات الإنسانية؛ إلاّ أن الأطر المهنية لغتها مختلفة ولابد من رأي واضح للمؤسسات في هكذا مسلك ومسار، حتى نرى هيبة الإعلامي تسير على قدمين. مع حبي. أخوك: د. حمزة عوض الله 8 أغسطس 2013م عثمان شبونة [email protected] الأهرم اليوم.