نحن أبناء وبنات وأطفال السودان الذين يعيشون في الخارج والذين يتابعون بقلق شديد تصاعد المأساة السودانية التي تتفاقم الان في بلادهم والناجمة عن الأمطار والسيول والتي يتزايد ضحاياها كل لحظة والتي يظل النظام الحاكم من مواجهة أخطارها نناشد الضمير العالمي ان يهب لنصرة هؤلاء المنكوبين. وهكذا الحال وفي كل لحظة تتحول حالة المواطنين السودانيين المتضررين من السيول والأمطار الى مأساة إنسانية أكبر. إذ بقدر ما تأثرت منازلهم وممتلكاتهم وأرواح بعضهم من السيول الجارفة وما ترتب على تواصل هطول الأمطار فقد اصبح من الصعب عليهم حتى البقاء في العراء نسبة لكميات المياه التي غمرت تلك المناطق بأكملها. وبنظرة سريعة على حجم المأساة نجد ان المناطق المتضررة بالأمطار والسيول تشمل مناطق واسعة من السودان تضم منطقة الخرطوم الكبرى والجزيرة وشمال كردفان ومناطق شرق النيل ودارفور. وعلى الرغم من ضعف إمكانيات حصر الأضرار وعدم وجود جهة رسمية يمكن الاعتماد على المعلومات التي يمكن الاطمئنان الى تقديراتها إلا ان حجم الكارثة والتي هي في تصاعد كل لحظة يتجاوز العدد المتضرر مباشرة ربع مليون شخص. كما ان عدد المنزل التي آلت للسقوط او جرفتها السيول يتجوز مائة الف منزل. ومع تصاعد الأزمة الإنسانية تتصاعد أعداد وأشكال المأساة الطبية من جراء تراكم المياه وتتوالد الحشرات. من الواضح ان الحكومة لم تعطِ الأمر الاهتمام الكافي فبدلا من إعلان المناطق المتضررة بانها مناطق كوارث واستنفار الجهد الحكومي والشعبي والدولي من اجل إغاثة المتضررين انبرت قوات الأمن بتوجيه حملات عنيفة ضد الشباب السودانيين المتطوعين الذين هبوا لإغاثة المتضررين وذلك بتسخير إمكانيتهم المتواضعة ووجهت عليهم عنف قوات الأمن واتهامهم بانهم ينتمون للحزب الشيوعي السوداني. ان المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية هم من فقراء المدن والأرياف ومن المهمشين من السودانيين الهاربين من ويلات الحروب والكوارث المصاحبة لها والتي عمت مناطق الهامش السوداني كلها في دار فور وكردفان وشرق السودان. ولعل ذلك احد العوامل التي جعلت النظام القائم يتباطأ في الاهتمام بأمر هؤلاء المواطنين الذين يعانون الأمرين ويجاذون بالشكوى من تضاعف هذه المصائب. بذا فنحن أبناء وبنات وأطفال هؤلاء السودانيين الذين يعيشون في الخارج نناشد الضمير الإنساني ان ينظر لهذه المأساة الإنسانية بما تتطلب من مسؤولية وذلك بان يعتبر تلك الأجزاء من السودان مناطق كوارث وان يهب لمساعدة وإغاثة هؤلاء المنكوبين اذ ان كل لحظة بلا شك تزيد من تفاقم هذه المأساة الإنسانية. اللجنة الإعلامية للحملة القومية لإسقاط النظام