كما تعلمون ان تنظيم القاعدة قد أراق العديد من دماء الأبرياء الذين لا علاقة لهم من قريب اوبعيد مع طبيعة الصراع بينهم وبين الولاياتالمتحدةالامريكية, ولكن العالم بأثره قد تفاجأ بالاحداث الدامية في برجي البنتاغون والتجارة الدوليه وفقدنا فيهما نسبه كبيرة من الأرواح والمجتمع الدولي برمته ادان السلوك البربري الغاشم ماعدا فلول من الأخوان المجرمون ظلوا يحتفلون هنا وهنالك بالإنتصار الذي حققوه علي الانسانية وضربوا الطبول في بؤرهم بهجة وفرحا علي هزيمة الكفر في معقله الأكبر, وفي ذات الأجواء المغمورة بنشوة الانتصار حشدوا مزيدا من انصارهم واعلنوا استنفارهم وتحدثوا بملء الفم انهم ماضون الي الامام بنسبة عالية من الصرامة والثبات علي المباديء التي انطلقوا منها وهم علي قلب رجل واحد.في الوقت الذي عاود امطار الحزن الهطول علي الإنسانية جمعاء مجددا عذبات الأرصفة ولن يبرح الحزن النبيل قلبا انسانيا قط, فتعالت الأصوات في كل مكان استنكارا للوحشية القذرة, فإتفقت معظم الشعوب علي محاربة الإرهاب وكنسه بشكل نهائي من بؤره النته, وحينها نتج مفهوم الضربة الإستباقية للإرهاب وإستئصاله من جذوره اينما وجد الي ان تم القضاء علي زعيمها الماكر اسامه بن لادن قبل عامين ونيف, بالإضافه الي تضيق الخناق لهم عبر الاممالمتحدة وأبرمت العديد من الإتفاقيات في هذا المضمار, وفوق هذا فرضت عقوبات صارمه للدول التي تأوي الإرهاب والإرهابيين, ولقيت بعض الدول نصيبها من العقوبات إزاء تعنتها في تنفيذ المراسيم العالمية. بيد ان الأخوان المجرمون ظلوا يخططون بشكل استراتيجي للعودة للساحة العالمية من جديد بوجه مختلف, فطاب بهم المقام في المعاهد الدينية وتتلمذوا بشكل سري عند الأئمه ذو الوازع الإجتماعي الكبير بالأتباع والحوار, ولكن الادهي والأمر انهم بثوا فيروس العنف في هذا المجتمع المسالم بإمكانياتهم الماديه المهوله فإستطاعوا تلويث البعض وحرفوه عن مساره الصحيح, في محاولة اخري لإنتاج ارهابيين جدد لمواصلة المسيرة الجهادية الدامغه واعلاء صوت تيار الفداء, اما التيار السياسي تفرغ للمكوث في المساجد والجامعات من اجل صبغها دينيا واستغلال الدين ذريعة لنيل مطالبهم وتحقيق مأربهم, وعبر هذا المنهاج انخرطوا بشدة في صفوف الثورات الشعبية حتي يتثني لهم الوصول للحكم في معظم بلدان الشرق الاوسط, وقد حالفهم الحظ اكثر من مره دون عناء يذكر في مصر, تونس, ليبيا وقطر بالإضافة لنجاحهم المسبق في السودان لربع قرن من الزمان, حيث ان امريكيا الشرق الأوسط ظلت تدعمهم بمليارات الدولارات لترسيخ قواعدهم وتمكينهم في الحكومات الجديدة! في محاولة يائسه لخلق قطب اخواني يسيطر علي العالم ويكون دولة الخلافة الراشدة من جديد التي بدورها تكافح المفاهيم الشيطانيه كالديمقراطية, العلمانية, اللبرالية واخماد مشاعلهم نهائيا كي لا يبقي اي كافر في العالم. وعلي هكذا منهج هم ماضون في الاقطار التي يحكمونها مثل قطر والسودان في فصيلين اساسين هما فصيل الحكومة والمعارضه وعندما ترحل الحكومه بعد نصف قرن يرثه فصيله الاخر من المعارضه كي لايتركوا مساحة للعلمانيين وعلي هذا النحو ظلت ساقيتهم مدوره في السودان مخلفين حروب لاتبقي ولاتذر في دارفور, جبال النوبه, النيل الأزرق وجنوب السودان الي ان اضطر للإنفصال عن ربوع الوطن الكبير في الوقت الذي تعالت فيه بعض اصوات الشازه واكدوا ضرورة بتر هذا الجزء المتسرطن من السودان والاتحاد مرة اخري مع ابناء جلدتهم البيض شعب وادي النيل! وعندما دنت قضية دارفور من الحل الجذري علي الصعيد الأفريقي في طرابلس بمجهودات جباره من العقيد المرحوم معمر القذافي وتفاعل الجميع بوقف نزيف جرح الإنسانية المشروخ في دارفور, كما سبق واوقف مثيلتها في جنوب السودان اطول حرب في القرن الإفريقي بإتفاقية نيفاشا الافريقية والمدعومه عالميا. الا ان المفاجأة غير المتوقعه هي ظهور دولة الاخوان الاسويه وخطف بساط المفاوضات من طرابلس للدوحة, من ثم عملت علي احتضان التفاوض بإغراءات الضيافة المثالية, وعندما فشلت في توفيق الرؤي بين الحكومه وجناحه في المعارضة إزاء تعنت زعيم حركة العدل والمساواة, فعلت نظرية المؤامرة واغتالت الدكتور خليل ابراهيم كي تنجح في احتواء ملف دارفور وتتمكن من صناعة حراكات اسطورية لا تجهد الحكومة في التفاوض ونحجت في صناعة حركة التحرير والعدالة ذو الوجه الاخوانى لتنفيذ مشروعاتها المفبركة فى دارفورالا ان الواقع غيب اعمالهم وفضحهم وسط الملأ. وعندما تولى الاخوان المجرمون زمام السلطة فى مصر ذات الموقع المحورى فى افريقيا والعالم العربي، هرعت دولة الاخوان فى دعمهم بصورة مهولة ولكنها تفجأت بصحوة الشعب المصري التي لم تكن في حساباتها, عندما استخدموا اكثر اليات الديمقراطيه فتكا وهي الشرعية الثورية واطاحوا برئيسهم الأخواني وركلوه الي مزبلة التاريخ عندما رفض الأنصياع لصوت الشعب الذي اتي به من العدم ! فاعادوه الي ذات العدم, فاكدوا للعالم انهم المانحيين للشرعية ولهم القدرة علي سحبها متي ماشاءوا اوتوفرت الظروف الموضوعية لها! الا ان الأخوان انفسهم قد تفاجوا بالشرعية الثورية وهي آلية من ضمن آليات الديمقراطية التي اتت بهم للسلطة, فكفروا بها وتجمعوا في الميادين لكسر إرادة الشعب واستعادة نعيمهم المفقود الذي يحسبونه كليلة القدر التي لا تأتي الا للمتقين, فوجدوا الدعم من اخوتهم في الدول الأخري ولكن سرعان ما برز الشعب من جديد قائلا: (منو البقدر بيمنع ارادة شعب؟) ورفض الاخوان الإنصياع للشعب ورددوا ماكرين انهم لن ولم يتركوا السلطة وان كان الثمن جماجمهم فأثروا موجة من العنف في مصر لم تعرفها منذ عهد جدهم فرعون فراح نفر كريم في صدامهم المتعمد مع اجهزة الدوله,ومازالوا يحتمون ببيوت الله في محاولة اخري لجر الصراع لداخل حلبة المقدسات لكسب التعاطف العالمي وخداع الأخرين بأنهم ضربوا في المسجد وهم يصلون ,!وهذا ما يؤكد مدي خباثة الأخوان المجرمون,والأخبث مايفعلونه في سوريا,لبنان,والسودان وفي تقديري ان هذه السلوكيات سوف تخرجهم من فضاء السياسه مع انهم خارجون منها اصلا! ولكنهم زادوا الخطي دفعة اضافية,والاغرب في الأمر انهم يصرون علي خوض المعارك الخاسره وان ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء.!وهذا ما لا ينفعهم في دنياهم واخرتهم والافضل المصالحة مع النفس من ثم التوبة لله وامام الشعب ومطالبته بالصفح والعفو ولعل الشعب المصري العظيم لا يحرمهم من ذلك ,كما سامح بعض من الشعب السوداني المؤتمر الشعبي عندما اعلن توبته بشكل ما وخرج من الحكومة!فهذا هو ديدن الشعوب العظيمة وعندها قفوا صفا واحدا مع الشعب وكافحوا كل اشكال الارهاب حتي تنعم الأمم بالسلام والوئام من ثم تسود التنمية. بقلم/صالح مهاجر خلف الستار جوبا 18اغسطس2013 [email protected]