لا يستطيع أحد أن ينكر مقدر قام به عدد من شرفاء وأحرار كثر حاولوا اسقاط النظام الذى ظهر فشله ومتاجرته بالدين منذ اول يوم انقلب فيه على السلطه وعلى النظام الديمقراطى فى 30 يونيو 1989 ، بعضهم جاد بروحه ونفسه وبعض واجه المعنقلات والتعذيب والتشريد من الوظيفه وحتى الأغتراب عن ارض الوطن، لكن الحق يقول بأننا لم نشهد فى السودان خاصة فى العواصم مظاهرات أو مواجهات أو حشد جماهيرى ضخم ومؤثر يمكن ان يحقق ذلك التغير أو يساهم فيه رغم مرور احداث جسام تسبب فيها النظام كل حادثه كانت تكفى لأحداث ثوره أو انتفاضه ولقد ذكرت تلك الأحداث فى أكثر من مرة اهمها تسبب النظام ومسوؤليته فى انفصال الجنوب العزيز بتبنى مشروع الدوله (الدينيه) الكافره، أعنى الكافره بالحريه والديمقراطيه والمساواة وحقوق الأنسان ومن عجب أن تصبح الصحيفه الصفراء التى يكتب فيها (قبحاء) السودان واشراره الجهلاء، والتى كان له دور كبير فى ذلك (الأنفصال)، هى الأعلى توزيعا وتحقيقا للارباح قبل الأنفصال وبعده! وللاسف بدلا من أن نرى مسيرات وحشود ومظاهرات (ضخمه) تهتف بسقوط النظام الذى ثبت فشله وفساده، كانت الرجوله عند البعض والتعبير عن الوطنيه تعنى أن يخرج (اشباه الرجال) مظهرين تأييدهم للنظام ومهللين له و(مكبرين) معه، بعد كل اخفاق وفشل من اجل تحقيق مصلحه ومنفعه شخصيه، بل كانت الرجوله والوطنيه تعنى المشاركه فى حماس فى مظاهرات دوله أجنبيه، مثلما شاهدنا بعض السودانيين المؤيدين لنظام (الأخوان) فى السودان وهم يشاركون فى ثوره 25 يناير المصريه فى وقت كانت فيه الشوارع والأزقه فى السودان تشكو من الفراغ. وكانت الأعتصامات والأحتجاجات العنيفه ليست ضد (النظام) الفاسد والمستبد وأنما فى دور اندية كرة القدم من أجل أن يسقط هذا الرئيس أو ان يأتى غيره مع انه لا فرق بين (أحمد) أو (حاج أحمد) منهم، ففى النهايه هم من كوادر النظام ومن أرزقيته ومأجوريه. ومعلوم لدينا أن الأحزاب التقليديه التى توصف (بالكبيره) والتاريخيه، لعبت دورا سالبا فى احباط شعبها وفى انصرافه عن النضال والعمل من اجل التغيير، لتحقيق مصالحهم الشخصيه والأسريه، طالما قادة تلك الأحزاب ورموزها يفكرون بذات الطريقه، وكان يكفى الشعب فقط أن يشعر بأن اؤلئك القاده معهم ويقفون الى جانبهم وأن يقاطعوا النظام ولا يتعاملوا معه ومع انتخاباته واستفتاءاته حتى ينزعوا عنه (شرعيه) مدعاة ، حتى لو بقى النظام للألف عام. ومن سخرية القدر أن نتابع بالأمس القريب الأرهابى القاتل المجرم مؤسس بيوت الأشباح (نافع على نافع) الذى وصل للسلطه عنة طريق انقلاب عسكرى عقائدى، يترأس امانة (الأحزاب) الأفريقيه وهو قيادى فى (عصابه) لا حزب، ويصدر قرار ا باسم تلك الأحزاب يعلق عضوية مصر بعد ثوره (مبهره) قوامها 30 مليون مصرى .. ولو قام قادة الأحزاب التقليديه بدورهم لما كان لتلك العصابه دور فى تجمع الأحزاب الأفريقيه ولأصبحوا معزولين وغير معترف بهم منذ يونيو 89 وحتى اليوم. ومعلوم لدينا كذلك أن النظام (ادلج) وسيس جميع المؤسسات السودانيه وفى مقدمتها المؤسسه العسكريه وعملت يد النظام المجرم في بابعاد أى ضابط غير منتم (ايدلوجيا) للنظام أو كان مشكوك في انتمائه أو حتى لو كان ضابطا مهنيا محترفا لا علاقة له بالسياسه. لذلك فقد الثوار الذين يسعون لأسقاط النظام وتغييره أهم مكون عادة ينحاز لمطالب شعبه ورغباته كما شاهدنا فى مصر فى انتفاضة 25 يناير وفى ثورة 30 يونيو ومن قبل عندنا فى ثورة 12 أكتوبر 1964 وانتفاضة ابريل 1985 وهو الجيش الذى اصبح ناطقه الرسمى (الصوارمى)! ذلك كله كان له تاثير سلبى على الثوره وعلى قضية التغيير، لكن هذا لا يمنع اذا ادرك الشباب مسوؤلياته وواجباته تجاه الوطن فى أن يتجمع ويتكاتف مثلما فعلوا فى حملة (نفير) وغيرها من حملات، وأن يبدعوا سبل مناسبه لظروف (السودان) لتحريك الشارع بعيدا عن الوسائل التقليديه التى لم تحقق نجاحا ولم تساهم فى اسقاط النظام. وبحمد الله فقد جلب النظام لنفسه ما يهدد عرشه ويجعل الخروج عليه بكآفة الوسائل مشروعا، فمن خلال (ايدلوجيته) ومشروع دولته الدينيه (الكافره)، انحاز لنظام (الأخوان الشياطين) فى مصر ورفض الأعتراف بثورة الشعب المصرى الرائعه وقابل وزير خارجية الثوره المصريه على نحو غير لائق أو مهذب أومحترم ولا يتماشى مع الأخلاق والأعراف السودانيه، مبررا ذلك باعتبار ما حدث فى مصر (انقلاب) وهو نظام جاء عن طريق انقلاب، والمبرر الاخر الذى ساقوه، رفض النظام للطرقة التى فض بها اعتصام (رابعه العدويه) بعد صبر زاد عن اربعين يوما مارست فيه حكومة (الثوره) جميع وسائل ضبط النفس، بينما مارس فيه الأرهابيون (أخوان الشيطان) جميع اشكال الأرهاب والعنف وقتل الأبرياء ودفنهم تحت منصة رابعة العدويه وتعذيب للصحفيين وضباط الشرطه والجيش الذين يقبض عليهم بالقرب من ذلك الميدان والأساءات والأستفزازات والعبارات البذئيه والأشارات التى لا يمنكن أن تخرج من مسلم. فطالما ذلك موقف النظام (الأخلاقى) فى السودان، فهل هذا يعنى أن النظام لا يمانع فى تسيير المظاهرات السلميه والأعتصامات فى اى ىمكان ودون حاجه لأخذ أذن مسبق ودون تحديد لمدة تلك الأعتصامات، واذا تم مواجهتها بالقوه والعنف يصبح النظام مسوؤل ومن حق الشعب السودانى أن يواجهه بالسلاح؟ أما اذا عجز الشباب والرجال من القيام بذلك الدور وتقاعسوا، والوطن يذهب فى كل يوم نحو الهاويه، فهل يتخلى الرجال عن ذلك الدور للنساء السودانيات وأن يسمعوا منهن المقوله المشهوره التى تقال فى مثل هذه الظروف للرجال حينما يتحولوا الى اشباه رجال: (ادونا السيوف وهاكم رحاطتنا). وهذا الرأى غير مبنى على التقليل من قامة وشموخ ودور نساء السودان، ولا يبنى على أن دورهن يأتى بعد تخاذل الرجال وتقاعسهم وأنما تقديرا حقيقيا للمرأة السودانيه ولدورها على مر العصور والأزمان، فالتاريخ يذكر فى العهد المروى (امنرديس) ابنة الملك كاشتا، وفى ذلك العصر المروى الذى عرف (الحضاره) قبل العالم كله، كانت الملكات اللواتى حكمن أكثر عددا من الرجال، بل أن الملك المصرى (انملوت) حينما سعى لجهة تتوسط له عند الأمبرطوار السودانى (بعانخى) الذى حكم السودان ومصر وأحتل مصر بسبب اهنة شعبها (للخيول)، أرسل ذلك (النملوت) زوجته وبنته للنساء (الملكات) فى بلاط (بعانخى) لكى يطلبن رضاء (بعانخى) عنه، وفعلا استجاب (بعانخى) لنسائه، رغم ضيقه، مما يدل على مكانة المرأة الرفيعة عند ذلك الأمبراطور السودانى قبل 3000 سنه من ميلاد المسيح والذى حكم واسرته مصر لنصف قرن من الزمان. وفى بداية فترة الممالك المسيحيه كان الملوك يقولون: (أن امرنا بايدى نسائنا). بالطبع تراجع دور المرأة السودانيه وفى العديد من الدول العربيه أو التى تسمى (اسلاميه) بعد الفتوحات الأسلاميه والوضع الذى وضعتها فيه شريعة (القرن السابع) وهذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها غير مكابر، حيث جعلت منها وعاء للأستمتاع ولأشباع الرجل جنسيا ومن أجل الأنجاب حتى وصل المر مداه فرأينا اخيرا انواع جديده من (النكاح) مثل نكاح الجهاد فى سوريا وحتى فى اعتصام رابعه العدويه الذى كان المجاهدون فيه يسعون لأستعادة (الشرعيه) كما يدعون وهم يستغلون المدارس من اجل النكاح والخلوه الشرعيه فى وقت يقدمون الشباب والأطفال والنساء لمواجهة الجيش وقوات الشرطه. رغم كل ذلك ظهرت نساء سودانيات (نخلات) فارسات من مختلف القبائل والجهات والأحزاب والتنظيمات، لا تشرفهن ولا تؤثر على دورهن مواقف (اخوات) نسيبه للواتى يهتفن ويصرخن ويدعمن ويساندن فى جهل، نظاما منهجه وتعامله المعروف مع المرأة، يجعل منها (جاريه) و(سبيه) مهما نافق وكذب (النظام) وكلف بعضهن بمناصب وزاريه أو ادخل أخواتهن فى مجالس برلمانيه (صوريه)! تاج السر حسين - [email protected]