كثر الحديث عن اللقاء المرتقب بين شيخ حسن الترابي والرئيس البشير .. التحليلات كثيرة ومثيرة .. البعض قريب من المؤتمر الوطني ولكن توقعاته أقرب الي السطحية .. حتي الاستاذ اسحاق يشرق ويغرب .. وقربه من الطيب مصطفي لا يسعفه .. حيث الطيب مصطفي أختار مسلكا مختلفا من البشير وذهب الي طموح ان يكون حاكما .. وهو الوحيد المسموح له بأن يسب رجال البشير .. وقد شهدنا خلافه مع الخطيب فى التليفزيون .. وهو يري أن هناك جماعه قادت البشير الي دهاليز الخطأ .. ولكن لا يدري أن البشير يمارس شيئا آخر مختلفا .. ولا يعطيه كل الحقيقة .. كون الطيب مصطفي خلية موضعية واكتسب زخما اعلاميا .. واستفاد دون غيره بمظلة البشير .. والبشير نفسه يري فى هذه الخلية خطورة ربما تحولت الي ورما .. هاجم الطيب شيخ الترابي وتهكم علي قربه من اليسار .. بعد المفاصلة .. الشامتين علي الترابي ومشروعه كثر .. تلقى البشير الدعم من الخارج حيث ارتبط الاسلام السياسي بطموحات الترابي التي تناطح الثريا .. ولكن البشير كان يطمح الى المزيد .. تقرب الي البشير .. صادق عبدالله عبدالماجد والحبر نورالدائم .. وانصار السنة .. وانضم بعد ذلك مجموعة جعفر شيخ ادريس الذى عاد الي جلبابه السوداني بعد عودته من أمريكا بعد أحداث سبتمبر .. وبدأ فى مناطحة الترابي ظل الترابي فى المؤتمر الشعبي .. يتلقي الضربات والسجن من حين الي آخر .. منقبا ومؤلفا للكتب ومراجعا المواقف السابقة .. واكتشف كثيرا من الشوائب دخلت الي الحركة الاسلامية . وشرع فى تكوين فريق شبابي جديد ..ومتواصلا اليكترونيا فى الداخل والخارج .. البشير هدد مرات عديدة .. وخاطب أنصار الشيخ بنفس اسلوب حسني مبارك .. وقال لهم مستعد لاستيعابهم وارجاع الدار ولكن بدون الترابي .. تحمل الترابي وحده عثرات المسيرة والنقد للاسلام السياسي .. حيث إعتبروا مجموعة علي عثمان تلاميذا وما زالوا قصرا .. والترابي وحدة يتحمل هندسة الانقلاب .. وتكرار عبارة اذهب الي القصر وانا للسجن .. ولكن اتخذ الترابي من هذه المفاصلة والجفاء موقفا .. ولم يفقد بريقه كمفكر فى الدوائر الخارجية والمؤتمرات .. اكثر من ذلك بعد انفصال الجنوب .. اصبح أكثر اتصالا بالجنوب وله قواعد وخلايا .. بينما دخل البشير فى مشاكسة ومناوشات حادة .. الترابي كان سريع الرد والتعليق فى كل المواقف الاسلامية العالمية .. خرج من السجن واستنكر مقتل بن لادن بهذه الطريقة واستثماره للفوز فى الانتخابات الامريكية .. وكان سريعا للتعاضد مع النصرة السورية .. ووجه النقد اللاذع لايران و طريقة المذهب التى شبهها بالبابا .. ردة كان سريعا لانقلاب السيسي .. بينما ظل البشير يردد هذا امر يخص مصر وحدها .. بينما تكاتفت تركيا وماليزيا وباكستان وتونس .. .. حيرت مواقف البشير العالم .. حيث افتضح أمره داخل طائرة مجهولة تتجة الي ايران فى مثل هذه الظروف .. كذلك وصول وزير خارجية السيسي .. واحزاب الوفد .. وهدأت حملات نظام السيسي على البشير .. حاول امير قطر التوسط لدي اوباما ولكن مذكرة الجنائية تعوق الحركة .. بينما يمكنها أن تعمل على تفكيكها .. تري امريكيا ان البشير يمكن استثماره لتنفيذ الكثير حيث لا اسنان حادة لديه .. الاحداث فى القطر المصري هل تدفع لقاء الترابي والبشير والوحدة من جديد ؟؟ لا اعتقد ذلك .. الترابي ظل أقرب الي الجبهة الثورية ومنظمات دارفور واليسار .. وقد ظل ناصحا البشير ان يتخلي طواعية عن التمسك بالسلطة .. وتجنب ان يدخل الوطن فى صدام لا يطيقه .. وتدمير البنية التحتية التي دمرت الامطار هذه الايام أكثر من ثلاثة الاف كيلومتر .. ربما قدم الترابي النصح للبشير مرة ثانية للتخلي عن السلطة والاتجاه الي المؤتمر الجامع .. هناك طريق أكثر وعورة .. درب الاربعين الي السيسي .. أمريكيا أرسلت رسائل متناقضة الى السيسي .. لا تستطيع ان تجهر بقبول انقلاب كامل الدسم .. وفي قرارة نفسها لا تهضم أن يكون التيار الاسلامي حاكما فى مصر .. وربما شجعت البشير أن يكون ظهيرا للسيسي ليتسع الفضاء الافريقي حتى جنوب السودان وتفكيكك الحلف الافريقي ضد الانقلاب .. وهذه الخطوة الشرسة ربما طالت علي عثمان و ساعدت الي تفريق الاسلاميين أكثر .. اكثر الذين يشجعون هذه الخطوة جماعة الميرغني .. تتطلب ضخ اموال طائلة ومساعدة البشير من امريكيا واوربا وسائر دول العالم .. ولكن هذه الخطوة جربها النميري حينما وقف مع السادات فى كامب ديفيد ولم تسعفه من الانتفاضة .. [email protected]