الأنظمة الشمولية معروفة من أجل إطالة عمرها أنها تدعي الحرية الإعلامية وهي لا تؤمن بها أساساً وإن سمحت بها ففي حدود السقف الذي لا يؤذي رأسها وإنما فقط يفلق الذين يعتقدون من المخدوعين أنه عالٍ بالقدر الذي يسمح لهم بمد رقاب أقلامهم أوإعلاء أصوات حناجرهم ! وهناك كتّاب و إعلاميون من هم حول هذه الأنظمة يتسقطون الفرص للدخول من خلال فجوات الشقاق التي تنتهي بمفاصلات ، تطيح ببعض رموز النظام ، فتجدهم يمسكون العصا من نصفها خلال الفترات الرمادية لتنزلق ناحية الجناح المنتصر حينما تتضح الصورة ! الفخ الأخير الذي نصبه النائب الأول الأستاذ على عثمان من خلال نعته لبعض الصحفيين بأنهم دون مستوى إنفتاح النظام المزعوم ، قد يدفع الكثيرين من صحفي الغفلة الى بلع الطعم فيحاولوا الإندفاع في النقد لفريق ومسح الجوخ لفريق آخر، فيكتشف النظام مع أى فريق هم وقد بدأت مرحلة جديدة من المفاصلة التي با تت تعلو فيها أصوات بعض أهل الحكم والحزب منتقدة التجربة ومحذرة من السقطة المدوية التي تنتظر النظام إذا لم ينتبه الى نفسه بإجراء تعديلات تمسح الكثير من تشوهات وجهه الذي لم يعد فيه مليمتراً واحدة للمزيد! الأستاذ عادل الباز في مقاله اليوم بدأ يلمح الى ضرورة إزالة بعض تلك الندوب الشائهة عن وجه النظام مع إنه لم يجد الجرأة على تسمية تلك الشخوص التي دار حولها ولم يطرق بابها مباشرة، وتلك كتابات من قبيل الصيد في ماء المرحلة الحرجة التي يعيش فيها نظام الإنقاذ عكراً بائناً لاسيما بعد ضربة إخوان مصر القاضية ! والباز معروف إنه كان أزيح إبان الغضبة التي كنست رئيسه في جهاز الأمن الفريق قوش ، لذا فليس من المستغرب أن يكون أول الذين ظهروا فرحين عند بوابة قصر الرجل يوم الإفراج عنه ليعود ساناً قلمه في ظل مايتردد من أن قوش يتم إعداد إنتاجه في موقع جديد هام ! والباز من خلال برنامج الوجه الآخرالذي يقدمه بالتلفزيون ، إستضاف . أسوأ رجلين في النظام نافع وقوش كلٍ على حده..ليظهر أنه يقف بينهما في المنطقة الوسطى الفاصلة مع علمه أنهما كالشحمة والنار ! ولكنّه سيقف وعيناه في حالة إحولال منتظراً نتيجة المفاصلة الجديدة التي لامحالة سيقط من سرجها فريق ، ويصعد فريق ! فلمصلحة أى فريق كتب الباز مقال اليوم الذي إستنكرمن خلاله على بعض أهل الحكم تشويه وجه النظام الذي يرى فيه بعين الإسترضاء بعض من بقايا جمال .. والكل يعلم أنه لم يكن جميلاً في يومٍ من الأيام! فالرجل يبدو انه يريد أن يرتاح طويلاً في مكان بعينه بعد أن أتعبه جهاز الأمن الذي يعمل معه من كثرة التنقل في الصحف و أحيانا ًالإزاحات المؤقتة ! أما نحن فنقول له .. لايهمنا أن يصعد فريق فلان أو تسقط عصابة علان عن سرج النظام المقلوب..طالما أن حوافر جواده العجوز تزيد من تشوهات ارضنا بعربدته التي طالت فيها ، حتى وهو ماثل للنفوق .. فقد مللنا قبحكم كلكم ..فكيف لك ان تجّمل وجه القرد حينما تستبدله بوجه الشمبانزي..؟ والعياذ بالله ! [email protected]