تتأثر الفنون فى اى بلد بتأثر المتغيرات حولها ، تنحسر وتتلاشي الى العدم عند تفشي عدم التطور الفكري والفنون فى بلدي تسير نحو هاوية مؤكدة ان لم يتداركها مهتمو الشأن الفنى، وبما ان الاحوال فى بلاد فى السودان لا تسر صديقا ولا عدوا فالفن كذلك ، اهتمامنا من الفنون ينبع من انه مرأة الشعوب ومصدر تأثيرها الفكري على البقية. هذه المقدمة الموجزة دفعتنى الا ان اتطرق الى شأن مطربة ظهرت الى العلن عن طريق برنامج يقال انه شهير يُسمي (أغاني واغاني) ، وهى المطربة صباح عبدالله ، وما دفعنى للكتابة عنها هو ظهورها فى قناة الشروق فى العيد الماضي ، وبما ان اذني الموسيقية التهبت بسماع الاف المغنيين والمغنيات السودانيين فقد احست (اعني اذني) بنشاز غريب وطنين لم يصل الى درجة الازعاج حين سمعتها تغنى ، هذه الفتاة لا تملك المقومات الرئيسية التى تساعد على ثبات الفنان على عرشه ، وربما يكون انحسارها ناتج من تسيّد رصيفاتها اللائي ظهرن معها فى البرنامج للساحة الغنائية المُغتري عليها من قبل اصحاب الضجيج هؤلاء. وفى نفس الحلقة كان هنالك شخص يدعي قرض الشعر وقد اكال المديح والثناء عليها لدرجة اننى اعتقدت انه يتكلم عن ام كلثوم وليس صباح عبدالله . صوت هذه الفنانة ضعيف وحضورها فى التلفزيون شابه الكثير من التكلف وعدم التلقائية رغم المجهود الكبير فى المحافظة على المظهر الذى كان بدرجة ما غطي على الوهن الذى تميز بها اداءها. نصيحتى للمطربة صباح عبدالله ان تحاول دراسة الفن كدراسة اول الامر ثم تطبيقه على الواقع دون توقع نجاح له ومن ثم محاولة الظهور بمظهر يمثل شخصيتها كفنانة ومطربة دون تكلف ويا صباح التلقائية تمثل تسعين فى المائة من دخول الشخص للقلوب. احمد ابنعوف [email protected]