وقال البشير فى كلمته امام المؤتمر العام السادس لإتحاد الشباب الوطني : "نحن نؤمن بأن الجلوس في الحكم للعبادة وليس للغش والخداع والتدليس" !!! الناظر الى الجملة من ذوي الدراية والإلمام بالشأن السوداني منذ أن غش البشير وخدع الشعب وسرق سلطته وأعتدى على عليها بالقوة في 30يونيو 1989م يصاب بالذهول والدهشة .. الجلوس في الحُكم للعبادة !!! (ياراجل بالغت) ربع قرن من الزمان ونحن نشاهد ونرى والعالم حولنا يرى تلك السلطة العابدة تمارس القتل والفصل والتشريد والتعذيب والاعتقال والاغتصاب والسرقة والنهب والسلب والاختلاس واحاكة المؤامرات وتختلق اسباب الفتنة والنعرات القبلية والحروب والفساد الذي طال حتى مؤسساتهم التربوية والشعائرية (الزكاة والحج والعمرة والشئون الدينية) كل هذا جلوس للعبادة ؟؟ لم يكن في الاسلام رهبانيةًَ تحتكر اسرار الغيب في الصوامع ولا كهنوتاُ هيكلياً يزعم أنه ظل الله في الأرض ولا محاكم تفتيش تمنح تشاء الغفران وتشوي جلود من تشاء على جحيم النيران .. العبادة تعني اقامة العدل وليس محاكم التفتيش العبادة في رحمة الناس وليس في الإنتقام منهم العبادة في المساواة والأخوة وليس الوصاية العبادة تسليم لله وليس إستسلام لحكم وخنوع لحاكم العبادة اصلاح للحياة وليس سلماً لمشنقة أو سيفاً لمقصلة أما عبادة هؤلاء فرأينا منها مايكفينا وحاشا لله أن تكون عبادته هكذا هؤلاء يقتلوا ويكبروا ويسرقوا ويهللوا ويفسدو ويحمدون الله .. جالسون في الحكم للعبادة وكبار رجالهم يزنون في نهار رمضان (بالأربعة) وشيوخهم يغتصبون حتى القُصّر !! نظام يغتال حتى الأطفال بلا رحمة ولا شفقة ويحرق قرى بأكملها بكهولها ويُفّعها ونسائها لأجل مكاسب رخيصة .. نظام رأسه متهم بجرائم ابادة وحرب .. يمارسون الحكم كعبادة تفتح لها جيوبهم ليغتنوا ويستبيحوا اموال الشعب الذي أفقروه حد الجوع ولازالوا .. الغِش معناه الخداع والمراوغة لتحقيق هدف شخصي بغير استحقاق .. وأي خدعة لم يستخدمها هؤلاء لتحقيق أهدافهم الدنيئة !!؟ وصل بهم الأمر درجة استخدام الدين وإقحامه وتطويع نصوصه لتواكب متطلباتهم (فقه الضرورة وفقه السترة وتحسين الحال وغروضهم الحسنة (السرقة المشروعة عندهم) الغِش عندهم سلعة رائجة تباع وتشترى ويتم تداولها في كل دقيقة وساعة ويوم...{يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ }البقرة9 أما التدليس فيعني التزوير وتزييف الحقائق وتغطيتها ..لعمري أنهم الأبرع في ذلك بشهادة الشعب كله حيث أنهم في على درب عبادتهم هذي زوروا وزيفوا وغطوا خيبتهم بقتل 28 ظابط صبيحة العيد ولم يسلموا جثامينهم لذويهم بل وأخفوا عنهم حتى مدافنهم .. وليس ببعيد عنا تزيفهم وتغطيتهم للحقائق باغتيالهم لقائمة طويلة من الطلاب وأخرهم طلاب جامعة الجزيرة الذين تم إغراقهم بعد قتلهم لإخفاء حقيقة اغتيالهم والأمثلة على تدليسهم لا تحصى ولا تعُد وفي كل المناحي وكل المجالات .. جلوسهم في الحُكم للعبادة يكفينا منه شهادة المرحوم يس عمر الإمام حين قال (زارني بعض الأخوان بالمنزل وكان من ضمنهم حسن الترابي وقلت لهم : أنني أخجل أن أحدث الناس الناس عن الإسلام في المسجد الذي يجاورني بسبب الظلم والفساد الذي أراه وقلت لهم بأنني لا استطيع أن أقول لأحفادي انضموا للإخوان المسلمين لأنهم يرون الظلم الواقع على أهلهم ) هذه شهادة شاهد من أهلهم تؤكد مدى جلوسهم للعبادة ..!! وبلغوا من التدين مبلغاً أن قامت امراءة من الحضور في ذلك المحفل الكذوب(اللقاء الذي قيلت فيه الجملة موضوع المقال) لتستنجد بعد ان وصلت بها الحالة المعيشية والضائقة بسبب هؤلاء العابدون أسوأ حالاتها : يا السيد الرئيس أنا عايزة لى مية متر بس عشان تلمني أنا وأولادي وما عايزة أي حاجة تاني. ) وهي لا تدري أن هناك الاف بل ملايين شردهم هذا الرجل نفسه من مساكنهم وقراهم ومدنهم فمنهم من يتخذون من الكهفوف مسكناً في جبال النوبة (خوفاً من قصف طائرات (العبادة) ومنهم من وجدوا انفسهم بين عشية وضحاها في معسكرات النزوح في حدود وداخل تشاد وأثيوبيا ومنهم من أُخرجوا من ديارهم بالقوة ليشيدوا على أنقاضهم سدود لا تسد حاجتهم ولا حاجة الوطن بل تثقل كاهل الوطن بمزيد الديون ...ومنهم من أزيلت وهدمت مساكنهم فوق رؤوسهم في بورتسودان وضواحي الخرطوم لبيع أراضيها للمستثمرين في رحلة بيع ماتبقى من الوطن .. وحَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ... [email protected]