ظللت ولشهور طوال اتابع عدد من الصحف السيارة السياسية ولكن كنت اتوق كثيرا لصحيفة اعتبرها ذات مهنية وموضوعية وجاذبية سياسية واجتماعية واقتصادية فى طريقة التناول واهمية عرض الخبر بمكوناته والحوار والاستطلاع والتحقيق الصحفى ,,ولكن وللامانة القصوى اكثر ما كنت انجذب نحوه هو الكوكبة من الاقلام التى تكتب الراى الصحفى بطريقة تدخلك فى عالم تحليل الاحداث الحالية وربطها بمستقبل السودان ... لا اكاد اكون مقربا من الاحداث الحالية فى صحيفة الصحافة بصفتى قارئ عادى ولكن كل المجالس والاوساط تتحدث عن التغير الذى حدث ويحدث فى تلك المطبوعة وقد بدانا نلمس هذا الشئ عندما غادرها رئيس تحريرها وربانها الاستاذ النور احمد النور الذى ظل يخطط ويخطط من اجل ان تظهر هذه المطبوعة بالكيفية التى ظلت تظهر بها للقارئ فى المكتبات العامة لم اكترس ولم يكترس غيرى بتغيير رئيس التحرير لان البديل ربما يكون مثله او افضل منه وبالفعل لم نلحظ تغيير يذكر لان المتواجدين فى الصحيفة شربوا سياسته وعرفوا طريقه وسلكوا منهجه المهنى ولكن بعد ايام قلائل بدانا نحس التغيير ,...لتختفى فجاة كوكبة من الاقلام كنا نقرا لها ...اصوات جهيرة تتحدث عن الواقع السودانى بكل جراة وموضوعية وثقة وقوة فى التناول لكل الاحداث من حولنا ..ونحن نتساءل هل نفذ المداد من اقلامهم ام هنالك قوة عصفت بهم من غير رجعة ,,,هذه التساؤلات طرحتها على شلة من الاصدقاء كنت اجالسهم فى منتدى مصغر للمثقفاتية فى احدى الكافتيريات خارج وطنى وهنا تعالت الاصوات حينما حدثنا احدهم قائلا ان الصحيفة قد تقلد سفينتها رئيس تحرير جديد يدعى الكرنكى وهنا صمت الجميع فكان الجواب ظاهرا للعيان... بدات وبحرقة اتساءل عن من هو هذا الكرنكى وكانت هنالك اجابت مختلفة ومتباينة من اصدقاء المدمنين على قراءة الصحف اخبرنى احدهم ان كان رئيسا للتحرير بعض الصحف مثل الانباء والرائد اضافة الى عمله خارج السودان فى المملكة المتحدة فى سفاراتنا هنا ولكن كل هذه الاخبار لا تهمنا فى شئ كل الذى نعلمه ونعرفه هذه الكوكبة الرائدة فى عالم الراى الصحفى امثال بركات موسى الحواتى وايضا الاستاذة اخلاص نمر صاحبة الراى الصائب والقلم الجسور والراى السديد فى عمودها المعروف نمريات وايضا محمد وداعة ساخن بارد كحال بلدنا هذه الايام بل الحقبة التاريخية وايضا مريم تكس صادق القول والفعل وادريس حسن صاحب الخبرة الصحفية الطويلة ومحمد كامل فى الجوس بكلاماته والدكتور العلامة فى التاريخ والاجتماع عبد الله ادم خاطر وغيرهم من الاقلام ان سياسة التغيير التى ينادى به اى رئيس تحرير لا تنال الثوابت التى تجذب القراء ولا تنال الاعمدة الاساسية فى اى صحيفة ناجحة ولا اكذب عليك اخى الكرنكى ولا اذيعك سرا ان قلت لك ان صحيفة الصحافة قد لاقت كل هذا الصيت الذى وجدته كان من خلال تلك الاقلام التى تم حجبها الان فعادت بلا طعم ولا رائحة ...اذا فانا كقارئ عادى متابع اكد لك ان التغيير يمكن ان يطال بعض المحررين الذين يقصرون فى واجبهم المهنى وطريقة تناولهم للاحداث ولكن يجب ان تترك كتاب الراى يواصلون رسالتهم التى برعوا فيها ونحن الان اكثر حاجة لهم الان وثق بان تلك الاقلام لن لم تعد الى صدر صفحاتها لن يعود اليها امثالى من تعودوا القراءة والمتابعة لهؤلاء... اخيرا اخى الكرنكى هذه الرسالة ابعثها لك لكى تستمع الى كلماتها فبعض من تحدثوا عنك قالوا انك ديمقراطيا فى الاستماع الى قراءك فترجمها فعليا فليعد كتاب الاعمدة الى اماكنهم الشاغرة وستظل ان لم يعودوا ..هذه الرسالة الى الكرنكى وامثاله من يتقلدون ادارة الصحيفة والا هل بلغت اللهم فاشهد,,, يوسف مختار دفع الله جنيف – سويسرا [email protected]