لم أكن أتصور مطلقاً أن النظرة قصيرة جداً ، ودون تحت الأقدام ، أسمع كثيراً عن أن بعضهم أسير شهوتي البطن والفرج ، ولكني الآن أسمع لمن تنطبق عليهم هذه المقولة ، وإلا في زمان الرقي والتقدم في مختلف مجالات الحياة هذه ، مالذي يحدث أو بالأحرى ، مالذي يصدر من تصريحات شاذة وغريبة ، تنسال من الألسن ، لتصطدم بالكروش ، دون حتى أن تصل إلى الجزئية الثانية من المقولة آنفة الذكر . تردد كثيراً في مجتمعنا مقولة (الفيك بدِر بيه) ، وهذا يوافق العلم الذي يقول أن أول ما يصدر منك هو ما يدور بتفكيرك ، فإذا سلمنا أن خطابات الجماعة معادة ومكرورة ، بالتالي لا جديد فيها اللهم إلا تلك العبارات والكلمات النشاز ، التي هي أشد خطراً من الغاز المسيل للدموع ، والرصاص المسيل للدماء ، لأنها بالضرورة تمس أشياء أُخرى أكثر حساسية ، هي (كرامة وكبرياء) شعب بحاله على طول وعرض البلاد من الجنينة إلى بورتسودان ، ومن وادي حلفا إلى جنوب كردفان . هل ننحاز إلى المثل القائل (حلم الجيعان عيش) ، وبالتالي نٌسلّم أن هذا النظام رغم فساده وحمايته المتورطين في أكل المال العام ، لم يشبع بعد ، ام ننحاز إلى أن الناس دائما ، تفضحهم ألسنتهم بمستجدات الأحداث لديهم ، لذلك تأتت النقلة كمخاض عسير ، من الكسرة إلى البيتزا من جانب ، ومن مائدتنا السودانية العادية التي نعتز بها ، رغم أن إختلافها لدينا ولدى قادة النظام إختلاف (نوع) ، أو كما نتوهم ، إلى الهوت دوق .. بربكم لا تفترضوا بهذا الشعب الغباء ، هذا الشعب أذكى مما تظنون ، ولديه ذاكرة قوية جعلتم ذكرياته مريرة ، وحاضره بائس ، و قيل أن أكثر الناس شقاوة ، من كانت لديه ذاكرة قوية ، وذكريات مريرة ، ويؤسفنا شفقة يشعبنا أن نقول هذا هو الحال . إن كانت قد أكلت عقولكم سوء تقديراتكم ومكائد السياسة ، فطوبى لكم ، ولكن إلى حين سقوط الأقنعة . الغريبة أن دولتنا زراعية من الدرجة الأٌولى ، فبدلاً من الركون إلى النهضة الزراعية بعيداً عن المفسدين ، وحماية وتطوير الصمغ العربي ، ورعاية مشاريع القطن من الجزيرة إلى أقطان جبال النوبة ، تم تدمير كل هذه المشاريع وغيرها ، ليأتي السيد الرئيس ويسوق المبررات لرفع الدعم في مؤتمره الصحفي الأخير 2013/09/22م بقوله نحن (بنستورد أكثر مما نصدر ، وبنستهلك أكثر مما ننتج) . لماذا نستهلك أكثر مما ننتج ؟ ، أين نأكل مما نزع ؟ ولماذا ندعم القمح المستورد ب400 مليون دولار في السنة ؟ على حد قول الرئيس ، أيهما أصدق قولاً ؟ من يقول بإستيراد القمح بمئات مليونات الدولارات ، في ظل شعار نأكل مما نزرع ؟ أم شاعرنا عاطف خيري القائل ﻟﻮ ﻧﺎﻣﺖ ﻗﻤﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺇﺗﺸﺮﺕ ﺯﻳﻮ ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻰ ﻏﻴﻮ ﻭﻣﺪﺩ ﺭﺟﻠﻮ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺴﺮﺓ ﺟﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﺑﺮﺓ ﺻﻔﺮﺍ ﻭﻣﻨﻜﺴﺮﺓ دعونا من مثل هذه المسميات الدخيلة ، المخلة بالتصريحات ، أنتم ونحن وكلنا يعلم أن نهضة هذه البلاد في الزراعة . خالد دودة قمرالدين [email protected]