بسم الله الرحمن الرحيم لعلي هنا استعرض فصلا مؤسفا سود وجه الحركة الرياضية ببورتسودان واغتال مبدأ أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية إذ ذهب خليل عثمان عن دنيانا وسهم ذلك الاغتيال مغروس على ظهره وهو الذي نافح عبر مسيرته الزاخرة بالعطاء عن هذه القيمة التي رواها بفكره الثاقب وببصيرته النافذة وبعمق إدراكه لمسيرة الحركة الرياضية . لذا لم يكن غريبا أن ينال ثقة الرياضيين ببورتسودان ليتبوأ مقعد رئاسة الاتحاد المحلي لكرة القدم قائداً وحادياً لركبه الى أن حل ميقات انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد العام ليقرر مجلس الاتحاد المحلي ببورتسودان في اجتماع له وفي غيبة سكرتيره مؤازرة قائمة شداد وايفاد رئيس الاتحاد خليل عثمان ممثلا له في الجمعية العمومية للاتحاد العام . وكان ان جاءت رياح الجمعية العمومية بما لا تشتهي سفينة الاتحاد المحلي بفوز قائمة معتصم جعفر وكان فوز خليل عثمان باحد مقاعد مجلس ادارة الاتحاد العام ولكنه قدر بان قناعاته لن تمكنه من العمل في ظل قيادة الاتحاد المنتخب لذا آثر خيار الاستقالة من رئاسة الاتحاد المحلي وعضوية مجلس ادارة الاتحاد العام وحينها تمكن سكرتير الاتحاد المحلي ( بعد عودته) من قلب طاولة المؤازرة لتصبح في صالح قائمة معتصم جعفر المنتخبة ( هكذا غير الاتحاد المحلي جلده عقب فوز قائمة معتصم جعفر ) دون ان يرمش له جفن . بل وسارع بتسمية سكرتيره ممثلا له بديلا عن خليل عثمان قبل ان يجف مداد استقالته وقبل ان تنقضي المهلة المقدرة للرجوع عنها في خطوة حملت بين طياتها المتسارعة رسالة تفيد تصحيح الاتحاد المحلي لمسار سفينته وامتلاء اشرعتها برياح قائمة معتصم جعفر المنتخبة . لقد تقدم خليل عثمان باستقالته لكل من المفوض الاتحادي بشأن عضوية مجلس ادارة الاتحاد العام والمفوض الولائي يشأن رئاسته للاتحاد المحلي ببورتسودان وكان ذلك بتاريخ 30/7/2013 وبعد 48 ساعة أي بتاريخ 1/8/2013 تقدم خليل عثمان للمفوضين بما يفيد سحب الاستقالتين استجابة لتدخل إخوة كرام من الوسط الرياضي بالمدينة وعلى امتداد البلاد حسبما جاء في خطابي سحب الاستقالة . وفي ذات اليوم استجاب السيد المفوض الولائي للطلب بأن ذكر الآتي ( استلمت سحب الاستقالة من السيد خليل عثمان ليعود لمواصلة نشاطه رئيسا لاتحاد منطقة بورتسودان لكرة القدم – توقيع السيد شرف الدين عبدالحي رئيس الهيئات الشبابية والرياضية ولاية البحر الأحمر بتاريخ 1/8/2013م ) . هكذا ُقدمت الاستقالة وهكذا تم قبول سحبها (من الجهة المختصة) ومن ثم عاد خليل أو بالأحرى كان يفترض أن يعود رئيسا للاتحاد المحلي لكرة القدم. ولكن انظروا ماذا حدث بعد ذلك . بتاريخ 5/8/20013م اي بعد أربعة أيام من قبول سحب الاستقالة تقدم أعضاء مجلس الاتحاد المحلي فيما عدا العضو علاء الدين حسان بطلب للسيد مفوض الهيئات الشبابية والرياضية بولاية البحر الأحمر لقبول استقالة خليل عثمان وافادوا في خطابهم أن ذلك جاء ( ارتكاز على اجتماعهم مع السيد مستشار الوالي للثقافة والاعلام والشباب والرياضة بالولاية ولاستحالة العمل كمجموعة واحدة متجانسة لما فيه مصلحة هذه الولاية والمدينة ولانهم مقبلون على مرحلة هامة ) هكذا جاء طلب مجلس ادارة الاتحاد المحلي للمفوض الولائي لقبول الاستقالة ( التي اصبحت منعدمة) وهكذا يرى الاتحاد المحلي ان رئاسة خليل عثمان لمجلسه سوف تؤدي لاستحالة العمل كمجموعة واحدة متجانسة وانها سوف تلحق ضررا فادحا بمصلحة الولاية والمدينة . وفي ذات اليوم اي بتاريخ 5/8/2013م ودون الحاجة لانتظار قرار السيد المفوض الولائي حول الطلب المقدم من مجلس ادارة الاتحاد المحلي بقبول استقالة خليل على النحو الذي اوردناه . اصدر السيد مستشار الوالي للثقافة والاعلام والشباب والرياضة قراراً بقبول استقالة خليل وجاء منطوق القرار على النحو التالي :- ( بما ان الاخ رئيس الاتحاد المحلي تقدم باستقالته بتاريخ 30/7 أوجه بقبولها للمصلحة العامة للولاية دون النظر الى الطلب الثاني بسحبها حيث لا يوجد مبرر لسحب الاستقالة ولم يطرأ ما يستوجب ذلك ) هكذا جاء قرار السيد المستشار وقد ارتكز في اسباب قراره بان الولاية تشهد استقرارا على كافة الاصعدة في الجوانب المختلفة اجتماعيا وثقافيا وسياسيا ولابد ان يشمل هذا الاستقرار الجانب الرياضي الذي نحتاجه في هذه الفترة حتى تعود الولاية لسيرتها الاولى بقيادة الدكتور محمد طاهر ايلا . واشار السيد المستشار بان قراره ارتكز على الاختصاصات الممنوحة له في قانون هيئات الشباب والرياضة لسنة 2003 المادة ( 7 – 1 – أ ) مقروءة مع المادة (7 – 4 ) هكذا جاءت الوقائع وهكذا جاءت الاسباب ونرد على ذلك بالآتي :- أولاً / من اين لمجلس الاتحاد المحلي لكرة القدم الحق في ملاحقة طلب الاستقالة التي تقدم بها رئيسه للمفوض الولائي والسعي لقبولها بعد ان ادرك ان مقدمها قد قام بسحبها وتم قبول سحبها وان توجيهاً قد صدر بمعاودة نشاطه . وما هو أوجه التجانس المفقود في ظل رئاسة خليل واي مصلحة خاصة بالولاية والمدينة يسعى مجلس ادارة الاتحاد المحلي لصونها بقبول استقالة خليل . ان المسالة كما يقولون لا تحتاج لدرس عصر لان مجلس ادارة الاتحاد المحلي يود ان يوجه الرسالة التالية :- ( عزيزنا معتصم جعفر ومجموعته نعتذر لكم عن قرارنا السابق بمؤازرة شداد ومجموعته وها نحن قد تخلصنا من السيد خليل عثمان رئيس الاتحاد المحلي لانه قادنا لمؤازرة شداد ومجموعته ونقدم إبعاده قربانا لذلك ولان مصلحة الولاية والمدينة تستوجب رضاكم عنا حتى يتواصل تدفق عطائكم لنا فمالنا بشداد سوى كثافة شعره (بفتح الشين) وكثافة علمه الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ) ثانياً/ ارتكز السيد/ مستشار الوالي للثقافة والاعلام والشباب والرياضة في قراره بقبول استقالة خليل (المنعدمة أصلا بسحبها) على المادة (7– 1– أ) مقروءة مع المادة (7 – 4) من قانون هيئات الشباب والرياضة لسنة 2003 وفي هذا الخصوص أشير للأتي :- 1. إن إقدام المفوض الولائي (جهة الاختصاص ) على قبول سحب الاستقالة بتاريخ 1/8/2013 يعني بالضرورة انتفاء واقعة تقديم الاستقالة وسريان المركز القانوني لخليل كرئيس للاتحاد . ومن ثم فان قرار قبول الاستقالة من قبل السيد المستشار بتاريخ 5/8/2013 لاسند له قانونا . اذ كيف يطالب السيد المستشار بعدم النظر الى ( طلب سحب الاستقالة ) وقد قضي امرها قبل اربعة أيام من قراره . ثم من الذي يملك مبرر سحب الاستقالة هل هو مقدم الاستقالة أم السيد المستشار ؟! ومن الذي يقرر ان موجبات سحبها قد طرأت هل هو مقدم الاستقالة أم السيد المستشار ؟! كيف للسيد المستشار ان يقرر بانه لا يوجد مبرر لسحب الاستقالة ولم يطرأ ما يستوجب ذلك ؟! أي اعتداء على الحق الخاص أفدح من ذلك ؟! 2. ان المعني بالوزير في قانون هيئات الشباب والرياضة لسنة 2003 هو وزير الشباب والرياضة الاتحادي وليس أي منصب آخر ومن ثم فان هذه الصفة لا تنطبق على السيد/ مستشار الوالي للثقافة والإعلام والشباب والرياضة وبناء عليه فان السلطات والاختصاصات الواردة في المادة (7) من القانون لا صلة لها بالسيد المستشار مما يترتب عليه بطلان القرار الذي اصدره بحق خليل عثمان استنادا على هذه المادة ولعل الذي قاد الى ذلك الإلتباس لدى السيد المستشار هو أن عنوان المادة (7) من القانون جاء يحمل عبارة (إختصاصات الوزير والسلطة الولائية) بصورة تخالف منطوق ومتن المادة المذكورة التي لا تخول الإختصاص للسلطة الولائية إلا فيما ورد في البند (1) من هذه المادة عدا الفقرتين (ب ) و (ج) ومن ثم تصبح بقية البنود ال(6) الأخرى حق خالص للسيد الوزير الإتحادي منفرداً والتي من بينها البند (4) الذي إرتكز عليه السيد المستشار في قراره وربما كان ذلك من عيوب صياغة التشريع في السودان . إذا بدأ الأمر كأن تقرأ لافتة على واجهة بقالة كُتب عليها (بقالة الرخاء) وحينما تلج البقالة لا تجد رخاءً . هذا فضلا عن ان منصب المستشار ليس منصبا تنفيذيا حتى يقال بأنه المعني بعبارة (السلطة الولائية) ومن ثم ليس له موطئ قدم في قانون هيئات الشباب والرياضة لسنة 2003 وقد جنح القانون لايراد تعبير (السلطة الولائية ) مراعاة لاختلاف الاجهزة المختصة بذلك في سائر الولايات . ويقينا تختلف السلطة ذات المنحى التنفيذي عن الاستشارية ذات البعد الاستشاري حتى ان دستور ولاية البحر الأحمر اورد في المادة (29) الفصل الثالث بان مجلس وزراء الولاية يتكون من الوالي ووزراء الولاية وليس من بينهم مستشارو الوالي بما يعني انهم لا يندرجون في تعريف (السلطة) اذ ينبغي عليهم تقديم المشورة للسلطة بما يجب ان تفعل لا أن يفعلوا بمثل ما حدث لخليل عثمان . 3. اننا وان تجاوزنا ذلك كله فان متن المادة (7 – 4 ) من القانون والتي استند عليها السيد المستشار لاتسعف قراره لتعلق هذه المادة حسب منطوقها بسلطة الوزير لفرض القانون والنظام العام في حالتي الاخلال بالامن العام أو تضييع المصلحة العامة . فأي اخلال بالامن العام واي ضياع للمصلحة العامة سوف يتحقق إن لم تقبل استقالة خليل عثمان ؟! أخشى ان يكون مرد ذلك الخوف من (زعل) معتصم جعفر ومجموعته وما في ذلك من اخلال بالامن العام وضياع للمصلحة العامة في المدينة والولاية . 4. إنه من المؤسف حقا أن يُطلق هذا السهم على ظهر خليل عثمان وهو يعيش ايامه الاخيرة بيننا بمؤازرة مجلس ادارة الاتحاد المحلي الذي لم يتحرج من اقامة سرداق العزاء في استاده معددا مآثر الفقيد وحينها لم يجف مداد وصفهم لرئاسته لاتحادهم بانها تنطوي على هدر لمصلحة المدنية والولاية واصبغوا عليه صفة الرئيس السابق في نعيهم بعد ان اغتالوه ومشوا في جنازته . لولا المنية التي طالت خليل عثمان فقد كنت قد اعددت العدة للطعن في ذلك القرار أمام محكمة الطعون الادارية ولكنني احيل الطعن الى محكمة الضمير الرياضي وهو أمام هذا الهدر البائن لاهلية وديمقراطية الحركة الرياضية وأشير بأنه كان قد رفض احالة الأمر للفيفا حرصا على مصلحة الوطن . وفي الختام ارجو أن اشير بانني لم انطلق فيما كتبت من أي موقف داعم أو مناهض لاي من مجموعتي الاتحاد العام ذلك لان الكرة السودانية لا تستحق ان تتناطح بشأنها معزتان ولكنني كتبت من واقع احساسي بأن غبناً قد رافق خليل عثمان الى مثواه الاخير وليرحمه الله بقدر اخلاصه وعطائه وخالص التعازي لاسرته ولارملته الاستاذة مدينه حسن موسى وللرياضيين ولكافة القطاعات التي كان ينتمي اليها الفقيد سائلين الله أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً . وانا لله وانا اليه راجعون هاشم كنة المحامي [email protected]