مع الاسف ترددت عبارات مثل الحرية والديمقراطية والسلام على مسامعنا عدة مرات، سمعناها كثيرا من قبل المسؤلين الحكوميين وقيادات المعارضه الحزبية وزعماء الحركات المسلحة. ولكن واقع الحال يخالف ذلك ويبين حقيقة نوايا هذه القيادات التي لا تعمل من اجل اليمقراطية والسلام فازدات معاناه المواطن واصبح ضحية لصراعات هذه القوى السياسية. لم يعد خفيا على اي سوداني او سودانية ان مايدور الان من صراع وحروبات ليس من اجل الحريات والديقراطية وانما صراع دائرحول المصالح الشخصية لذا لم يتفاعل الشعب مع الحكومه في دعواتها له لنبذ المعارضة او لدعوات المعارضه للخروج علي الحكومة . فلنجعل الامانة والكفاءة هي شعارنا في الاختيار والدعم ونترك قيود الطائفية والجهوية والقبلية جانبا. ولاننسى ان هدفنا جميعا هو تحويل السودان لدولة ديمقراطية تسع الجميع بدون تمييز. فما فائدة دعمنا لشخص من نفس القبيلة اذا لم يكن باستطاعتة تغيير حالنا للافضل اوبناء دولة تهتم بمواطنيها. والامثلة كثيرة من ولاة ووزراء من ابناء المنطقة ولا يأبهون بمواطنيهم بل يقومون باستغلال المال العام لمصالحهم الشخصية. فالقضية في السودان ليست قضية مناصب يجب ان نوليها لذوي القربي او من تربطنا بة اواصر القبيلة وانما باصطفافنا خلف كل من نرى فية الامانة والكفاءة لتحقيق طموحاتنا. لايمكننا الوثوق بكل الناس ولكن من المستحيل ان لا نثق باى احد. فالنترك شكوكنا وترددنا جانبا ونثق ببعضنا البعض. فليس من باب العقل او المنطق ان لا نقوم باى عمل لاسقاط النظام لمجرد اننا لانثق باي شخص يدعوا الى اسقاط النظام. خلاصة القول اننا لن نخرج من نفقلا يمكن لنا ان نتوقع الحصول على نتائج مختلفة اذا كنا نكرر افعالنا. فالتغيير ليس شيئ تلقائي يمكن ان نقوم بة من غير وعي او تفكير وانما علينا باجبار انفسنا على تبنية وذلك بتغيير طريقة تفكيرنا وردودنا. فكل ما كنا نقوم بة حتى الان لم ينجح في اسقاط النظام فاما ان نغير اساليبنا او نظل هكذا نعاني كل يوم. الانقاذ المظلم مالم نثق في بعضنا البعض. كلنا نتمنى رحيل نظام البشير اليوم قبل الغد ولكن يجب ان لانجعل الرغبة في استعجال رحيلة تعمينا من التخطيط السليم و الصحيح. فالنجاح لاياتي بالعجالة وانما بتحسبنا وتنظيمنا لانفسنا بصورة متأنية حتى يكون اسقاط هذا النظام امرا واقعيا. يتعجل الكثير من قادة الاحزاب السياسية للدعوة للتظاهرات وهذا شئ جيد ولكن هنالك فرقا بين ان تدعوا لمظاهرة غدا يخرج فيها 100 شخص ومظاهرة بعد اسبوع ويخرج فيها 10 الف شخص فلا شك ان المظاهرة الاخيرة ستحدث اثرا كبيرا. النضال لايبداء بالخروج الى الشارع وانما بالتعبئة وتنظيم انفسنا قبل كل شئ. اذا كنا راغبين حقا في اسقاط النظام فعلينا ان نجلس مع انفسنا ونبحث عن البديل الذى يعبر عن ما بدواخلنا ونثق فيه وفي قدرتة وكفاءته لاحداث التغيير المطلوب في السودان ثم نقوم بدعمه بناء على مقدرة كل منا. تواصلنا ودعمنا للبديل لا يجب ان يكون سرا او مجرد "ونسة" مع الاصدقاء وانما يجيب علينا المشاركة في الرآى والافكار ودعم ذلك البديل سياسيا ومعنويا وماديا وان لم نفعل ذلك فقد نكون قد دعمنا المؤتمر الوطني بصورة غير مباشرة عبرصمتنا. فالوقت وقت اتخاذ قرار ودعمه وليس وقت حديث وتخاذل والا سيظل الحال كما هو علية الان. بس نسأل انفسنا سؤال حقيقى من هو البديل ..؟؟؟ هل لدينا تنظيم او كيان كبير جاهز لمرحلة ما بعد الانقاذ .. هل لدينا تحالف معارضة حقيقى وصادق يقدر يتولى مرحلة ما بعد الانقاذ .. هل المعارضة والحركات المسلحة اتفقت على تكوين حكومة انتقالية تتولى المرحلة بعد اسقاط النظام .. هذه كلها اسئلة موضوعة فى طاولة القوى السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني وكل الحركات الشبابية المستنيرة الخطوات المطلوبة من قوى المعارضة :- 1- النزول الى الشارع والالتحام والالتصاق مع الجماهير 2- العمل مع الجماهير جنبآ الى جنب وتوفير كل السبل والتكتيك السياسى لقمع الشرطة والامن 3- توزيع المنشورات المناهضة للحكومة فى الاحياء والحارات 4 عمل ندوات فى الاحياء وتوعية الجماهير بماهية الثورة والتغيير 5- رفع الحث الثورى والنضالى عند الجماهير عشان نكون واقعين الثورة دي لو استمرت عفوية ومن غير تنظيم انا متأكد ان كلاب النظام حايقدروا عليها.. عشان كدا لازم الناس كلها تنزل وتشارك..ولازم ننظم انفسنا ونعمل تكتيك عشان ما نكون جايطين .. اى عمل ثورى او نضالى اذا لم يكن مدروس ومخطط له سوف يفشل .. لان اذا ما كان فى خطط بعيدة المدى لمرحلة ما بعد الثورة وتجهيز البديل لن تنجح الثورة ... وهذا ما حدث بالضبط فى ثورات الربيع العربى فى تونس وليبيا ومصر وغيرها من الدول .. فى تونس الثورة حققت هدفها وهى اسقاط نظام زين العابدين لكن ما هو البديل الذى اتى بعد نظام زين العابدين .. لان لم تكن هنالك رؤية وخطط مستقبلية لما بعد الثورة لذا تونس لغاية اللحظة لم تستقر سياسيآ .. وكذلك الحال فى ليبيا الثوار اسقطوا نظام القذافى بس ما ذالت ليبيا غير مستقرة وهكذا الحال فى مصر .. الثورة فى مصر نجحت فى اسقاط نظام مرسى الاخوانى والشعب حقق ما يريده بمساندة القوات المسلحة والشرطة فى ذلك الامر .. لكن ما ذا حدث بعد ثورة 30 يونيو 2013 كلنا متابعين للشأن المصرى من قرب ..هذا كله لعدم التخطيط والتكتيك للثورة .. الثورة ليس هى الخروج الى الشارع فقط الثورة هى التغيير الحقيقى لاى نظام فاشى اى كان عسكرى شمولى او دكتاتورى او غيره من الانظمة الفاسدة التى ارهقت شعوبها .. وذلك يتم عبر الانتفاضات الشعبية فى الاحياء والحارات والمدن .. وعبر العصيان المدنى من اضراب عن العمل فى كل الدوائر الحكومية والقطاع الخاص والجامعات والمدارس ايضآ تضرب عن الدراسة .. هكذا تكون الثورة الحقيقية التى سوف تقتلع اى نظام اى كان جبروته من جزروه قلعآ كما قال الاستاذ الشهيد محمود محمد طه شهيد الفكر والانسانية ان الشعب السودانى عظيم تتقدمه اقزام وقال ان الشعب السودانى قادر ينتزع هؤلاء الاسلاميين من جزروهم وهذا ما سوف يحدث لان خلاص قطار الثورة اتحرك ولن يتوقف لاى سبب اى كان ... وعشان نحقق هذا لابد من ان نجعل الثورة والنضال هى خيارنا الاول حتى نصل الى اهدافنا السامية وهى اسقاط هذا النظام الفاشى .. معآ من اجل اسقاط النظام ... الثورة هى خيار الشعب ومعآ من اجل سودان جديد .. ووطن حر وديمقراطى إسماعيل احمد محمد [email protected]