سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دراسة دولية : أي حرب سودانية بعد الاستفتاء ستغيِّر خريطة إفريقيا.. الحرب ستكلف مئة مليار دولار... وستحصد آلاف الأرواح وتمتد إلى إثيوبيا وكينيا وأوغندا ومصر
حذّرت دراسة دولية من أن اندلاع الحرب في السودان بعد الاستفتاء على انفصال الجنوب، والمقرر إجراؤه في التاسع من يناير المقبل، سيكون له عواقب كارثية، ستتجاوز السودان لتمتدّ إلى الدول المجاورة. مئة مليار دولار هي تكلفة حرب جديدة قد تستعر في السودان نتيجة استفتاء الجنوب المقرر إجراؤه 9 يناير المقبل، هذا ما خلص إليه تقرير دولي شاركت فيه عدة مؤسسات إقليمية ودولية. وأكد التقرير أن الآثار الاقتصادية للحرب، فضلاً عن حصدها لآلاف الأرواح ستمتد إلى عدة دول جوار هي إثيوبيا وكينيا وأوغندا ومصر، ومن المتوقع أن تغير خريطة إفريقيا بشكل كبير. وذكر التقرير الذي صدر تحت عنوان 'تكلفة الصراع في السودان'، قبل أقل من 50 يوماً على استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان، الذي أعدته مؤسسة 'فرونتير إكونوميكس لميتد' بدعم من معهد الدراسات الأمنية 'إي إس إس' وجمعية التنمية الدولية 'سيد' وصندوق 'إيجيس'، تحليلا جديدا عن التكاليف الاقتصادية للحرب بالنسبة للسودان ودول الجوار، بالإضافة إلى تكاليفه على المجتمع الدولي. ويأتي التقرير وسط مخاوف من أن الاستفتاء قد يؤدي إلى تصعيد العنف، ويقرّ بوجود صعوبات في قياس التكاليف المحتملة للصراع في المستقبل، ويقدم سيناريوهات مختلفة – سيناريوهات منخفضة ومتوسطة وعالية المستوى للصراع وسيناريو للسلام - وأيضا نماذج لمسارات مختلفة للنمو الاقتصادي. ويخلص إلى أنه بينما قد يكون هناك بعض الآثار الإيجابية على المنطقة من إعادة توجيه الاستثمارات من السودان، فإن الدلائل تشير إلى أن الأثر الصافي للصراع سيكون سلبيا إلى حد كبير. وتشمل هذه التكاليف على وجه الخصوص: * خسارة السودان 50 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي. * خسارة البلدان المجاورة 25 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي. * خسارة المجتمع الدولي 30 مليار دولار هي تكاليف عمليات حفظ السلام والمهمات الإنسانية. وطبقاً للتقرير وبما أنه ما بين 10 و20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في السودان يأتي من النفط، فإنه وإذا ما توقفت إمداداته مع اندلاع الحرب الأهلية، فإن السودان سيخسر على الفور 10-20 في المئة من ناتجه المحلي الإجمالي أي ما يعادل 6.5 إلى 13 مليار دولار في عام 2011 طالما ظل إنتاج النفط متوقفاً، وستكون التكلفة الإجمالية بالنسبة لجيران السودان وخيمة، إذ قد تصل إلى 34 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي على مدى 10 سنوات، ويمكن أن تخسر كل من كينيا وإثيوبيا مليار دولار أميركي أو أكثر سنوياً. وقال المدير المعاون لمؤسسة 'فرانتير إكونوميكس' ماثيو بيل: 'هذا التقرير يدل على ارتفاع تكلفة الصراع، إنه يعني أنه على الأطراف المحلية والإقليمية والدولية أن تسأل هل نحن نفعل ما يكفي لتجنب الحرب التي قد تكلف أكثر من 100 مليار دولار وتودي بحياة عدد لا يحصى من الأرواح؟'. وقال المدير التنفيذي ل'إيجيس تراست' جيمس سميث: 'من المسلم به على نطاق واسع أن العودة إلى الحرب في السودان يمكن أن تتسبب في معاناة إنسانية هائلة، هذا التقرير يجب أن يكون موجهاً إلى صناع السياسة الذين يشعرون بالقلق أيضا إزاء الاستقرار الاقتصادي المستقبلي في المنطقة'. وقال كينيث مبييسي من معهد الدراسات الأمنية في نيروبي: 'لم يتبق سوى أقل من 50 يوماً على استفتاء قد يغير خريطة إفريقيا، إن هذا التقرير يدل على أنه ليس بوسع السودان أو دول الجوار أو المجتمع الدولي تحمل أي تصعيد خطير في أعمال العنف'. ويأتي الاستفتاء بعد ست سنوات من اتفاق السلام الشامل الذي تم التوصل إليه في 2005 الذي وضع حداً لحرب أهلية استمرت 22 عاماً بين الحكومة السودانية و'الحركة الشعبية لتحرير السودان'، وقد كان ضحايا هذا الصراع نحو مليوني شخص في السودان، وشرد نحو أربعة ملايين آخرين في الفترة بين 1983 و2005. القاهرة - أسماء الحسيني