وهكذا بدأت نهاية الانقاذ تتسارع كما توقعناها، فأي نظام يرهن بقاؤه بالقوة سيذهب بمنطق القوة نفسها. اشتدت الة البطش والقتل والفتك التي عمت اهل السودان جميعا من مدني والخرطوم وبورتسودان وعطبرة والابيض. انتشر الموت والقتل والدمار من دارفور الى كجبار وقاتلنا معروف يرقص على جماجمنا. الثورة انطلقت شعارات ترددها القلوب، الثورة انطلقت بعد ان كانت كامنة في الصدور سنوات وشهور طويلة، الثورة انزرعت في قلوبنا ظلماً منذ بيوت الاشباح، منذ ان تم تشريدنا وطردنا من بيوتنا ووطننا، منذ ان تم فصلنا للصالح العام وتجويع اسرنا وتشريدها، منذ ان تم قتلنا في دارفور وجبال النوبة والانقسنا، منذ ان تمت سرقة اموالنا وتهريبها للحسابات الخاصة بالخارج. الثورة انطلقت لرد الاعتبار لكرامة مهدرة، لرد الاعتبار لشعب كريم ابي يسيء له رئيسه البشير لليل نهار، هذا البشير الذي اهان الشخصية السودانية والدولة السودانية، فاصبح طريدا للعدالة الدولية متهما بقتل شعبه. وما زال يقتل ويرقص على جماجم قتلانا. الثورة انطلقت لتعيد كرامة شعب حي الشعور، يسيء له نافع الذي حاز على لقب "ابو العفين" لزفارة لفظه وعفونة لسانه، وللفسو الذي يخرج من فمه كلما تحدث مسيئا للشعب السوداني. الثورة انطلقت للقصاص من نافع وزبانيته، وتسليمهم لقاضي القصاص. الثورة انطلقت انتقاماً لكل نفس قتلت، ولكل كرامة اهدرت، ولكل عزة اهينت، ولكل قطرة دم اريقت في ارضك يا وطني الحبيب. الثورة انطلقت وقودها دماء الشهداء، شهداؤنا الذين يتسابقون للموت النبيل، فهذا عرسك يا سودان، وهذا فجرك يطل من جديد. شعبي المعلم الذي اثبت انه بعد كل جيلين يفجر مكنونه من غضب، وينثر سهام كنانته على الطغاة الجبابرة فيخروا صرعى كالتيوس في المذبح. ثورة مهرها دم الشباب الاطباء مثل سنهوري وايمن الكدك، وعادل النور وبابكر ابشر وغيره من عشارت الشباب الذيت اغتالتهم ايدي الغدر والبشاعة الذين يسيرون ورسطنا مزودين بالاسلحة كاتمة الصوت، لن تموت مثل هذه الثورة. لن تموت هذه الثورة فهي ولدت كي تنجح وتحقق اهدافها في كنس الانقاذ وزبانيها، في ازالة الاسلاميين ومن شايعهم والقائهم في مزبلة التاريخ البشري حيث مكانهم الطبيعي. فيا خرطوم ثوري ثوري مليون شهيد بعد سنهوري والثورة مستمرة. الباسل بابكر [email protected]