وزير داخلية دولة الربّاطة يعلن في مؤتمر صحفي أن المجرمين سرقوا البيوت وأحرقوها بل وقتلوا أصحابها! في حين يتطور العالم كله، يبقى الانقاذيون يجترون نفس أساليبهم القديمة، أكبر كذبة في التاريخ تتناسل كل يوم على مدى ربع قرن: إذهب الى القصر رئيسا! لا يكن الانقاذيون أية إحترام للشعب السوداني، حديثهم عن المجرمين والمخربين لا يقصدون به سوى شعب السودان. وما الذي يجبرك يا هداك الله وأنت المؤمن المستنير الذي لا يأتيك الباطل بين يديك او خلفك على حكم مجموعة من المجرمين والمخربين! إذهب انت ورئيسك المؤمن الى ماليزيا طليقا، إذهب الى أي جحيم آخر تختاره، وإعتكف هناك (إعتكاف كامل وليس محاولات للسفر الى إيران (بي تحت تحت) عسى أن يغفر لك الله تدمير بلد ووطن كامل وقتل أهله وفتح النار على شبابه الغض، أمل المستقبل! لماذا يحقدون على هذا الشعب لدرجة أن يصفوه بالمجرمين والمخربين؟ ويطلقون النار في صدور شبابه؟ لم يصبر الشعب بمثلما صبر عليهم، لكنهم ظلوا طوال ربع قرن يكافئوه بالرصاص، بالفتن، بالتحقير. شعبنا صبر عليهم، رغم طوفان الكذب والخداع والاستهتار، حتى صدقوا أنهم نجحوا في تدجينه وتدميره. صدّق هؤلاء البلهاء ان أكاذيبهم تنطلي على شعبنا المعلّم. ليلة إنقلابهم المشئوم، قبل الفجر حين عبرت دبابات إنقلابهم من جنوبالخرطوم وأثناء عبورها بجانب منطقة حديقة القرشي، رآها صديق يسكن في تلك المنطقة فدخل البيت وأعلن للحضور: إستولى حزب الجبهة القومية الاسلامية على السلطة! قبل أن تصل دباباتهم الى القصر الجمهوري، وقبل أن يقرأ الربّاط الأكبر بيانه الكاذب الأول! كثيرون كانوا يعلمون بالإنقلاب قبل وقوعه، ووصلت التحذيرات الى رئاسة الوزراء النائمة في عسل التهاون الذي يقود دوما الى الهوان. يظنون أن بإمكانهم خداع هذا الشعب طوال الوقت، وأي وقت: ربع قرن. المفيد: نحن لا نصدق أنه يوجد في أرض السودان مخرّب أو مجرم بخلاف منسوبي المؤتمر الوطني!. هذا ما يؤمن به كل سوداني على إمتداد الوطن ما عدا منسوبي الحزب النازي المجرم المسمى بالمؤتمر الوطني. كل رصاصة تطلقونها الى رؤوس أو صدور شباب السودان الذين ينتظرهم وطننا ليعيدوا إليه الحياة، وطننا الذي نشرتم الموت والخراب في كل أرجائه. كل رصاصة تطلقونها سوف ترتد الى صدوركم حسابا عسيرا وخسرانا مبينا. شباب لم تقدموا له شيئا، لم تقدموا لأسرهم المكلومة من شئ. هم كل رأسمال هذه الأسر الكريمة الصابرة. هم كل رأسمال هذا الوطن الذي تسلمتوه واحدا موّحدا، ويعود بفضل (مجاهداتكم) مقسّما ومثخنا بجراح سيوفكم التي لا تنازل الا أبناء الوطن [email protected]