لو علمنا بأن القهر الذى يعانيه السودانيون الان هو قهر انسانى بحت ظل يجثم على صدورهم ردحا لا يستهان به من الزمان – دائرة لا تنتهى من القهر و التخويف و الترويع و العنف السياسى و هذه الدائرة لم تتعدى التسلط او حاكما مستبدا او رجل شرطة او مالك او موظف دولة ايا كانت حقارة موقعه الوظيفى او مهمته- تراه منتفخا مثل الديك الاحمق يامر و ينهى و يعطى و يمنع- بثقافة جد اقطاعية اكتسبها من مستعمر او من المستبد الذى استقى سلطته بطريقة من المؤكد انها ملتوية و جهلولية المنبت و المعتد ، و لذلك فهو يستهين و يبخس الاخر لا يراعى حقوقة و يمكن ان تبلغ به القحه ان يستولى عليها بانتزاع الرشوة انتزاعا و تزوير الحقائق قحة و نشر الفساد نشرا و تثبيته كحق ظلما . بالتأكيد فان هذه القائمة او السلسلة الاستبدادية لا تتوقف و ليس لها قرار و فى كل يوم جديد يضاف اليها صنف جديد امعانا فى تقييد و اذلال المواطن و هدر كرامته و تخويفة و تاكيد السيطرة علي مصيره و ذلك عن طريق فرض قوانين هي في الأصل اعتباطية لا أساس لها لا في القانون و لا الدستور و لا الدين و لا الأخلاق بفرض قوانين أو ضرائب أو قرارات تنمو كالفطر و لا تتوقف أبدا بقدر نمو التماسيح الفاغرة أفواهها لالتهام الحرام و الارتزاق الطفيلي على جهد الفقراء في بلدي الذين تتجاوز نسبتهم 95% من أصل السكان ، حيث يجد المواطن نفسه في متاهة عاجزا عن الإيفاء بها أو دفعها لتستقر في جيوب اللصوص و الطفيليين و من ثم يجد نفسه خارجا عن القانون و قد تحول الوطن بالنسبة له كابوسا و جحيما و سجنا كبيرا لا يطاق من الاختناقات و الياس و بلا حقوق مسحوقا و لا مكان له في دائرة جهنمية من الاستبداد العنف و التجهيل من ساسته الموغلين في المحلية المستغرقين في الشعوذة والطمع و البخل و يبقى المواطن و الوطن هما السلعة الرابحة التي يبيع فيها و يشترى الحاكم المستبد و يبقى الوطن خرابا و المواطن خائفا مذعورا مطاردا من تلك السلطة الخائبة المحتمية بقوانينها الاعتباطية المصممة خصيصا لتجريد المواطن من حقوقه و نكرانها مما يتيح للمستبدين البخلاء التهرب من القانون و من اى مسئولية اجتماعية، و الغرق في الفساد و السرقة و النهب و إطلاق العنان لفوضى الطمع و الغرائز الإجرامية في نفوسهم المريضة و لتبرير كل ذلك و زيادة الطين بله فهم يلهبون الحروب الداخلية و يؤلبون المواطنين على بعضهم البعض فتارة يستغلون الفوارق الدينية و تارة العرقية و تارة بشراء الذمم و تارة بتزوير الحقائق و كل ذلك إما بالتخويف أو الترغيب بالمال و سفاسف الأمور...مما يدفع المواطن إما السقوط الاخلاقى و الوقوع في براثن الخيانة و الإضرار حتى بذويه و أهله يصل إلى حد القتل و الإبادة حتى " هارون و كوشيب مثالا" "و سيبيعهم المؤتمر الوطني في سوق نخاسة المحكمة الدولية، طلبا للنجاة و لكن هيهات هيهات" لإرضاء المستبد و إما بالانزواء و الانكسار و الشعور بالدونية. ذلك لان العلاقة بين الحكام في السودان و بين المواطنين يسودها عدم التوازن و فقدان الثقة فقد وصلت هذه العلاقة إلى درجة تجريد الإنسان من إنسانيته ، فقد وضع الحكام في السودان في مصاف بخس و رخيص.....لقد تعالى الانقاذيون تعاليا أسطوريا ظنا منهم انه تفوق و على نفس المنوال ظنوا بل تيقنوا أن الشعب السوداني قليل العقل و غبى و بإمكانهم استغلاله و استخدامه كأداة طيعة في اى وقت شاءوا و يقتلون اى نفس سودانية في اى وقت شاءوا، و يسرقون كل مال سوداني في اى وقت و باى مبلغ شاءوا و في أيديهم قرار الحرب و السلم متى شاءوا فهل اعتقدوا أنهم إلهة؟ لماذا يقتل الإسلاميون النفس بغير حق؟ و لماذا يسرق لإسلاميون؟ لماذا يزور لإسلاميون التاريخ و الحقائق ؟ لماذا يكذب لإسلاميون؟ لماذا يظلم الإسلاميون؟ لماذا يعذب الإسلاميون الناس بالنار و الكهرباء؟ لماذا يهتك الإسلاميون أعراض الناس؟ لماذا يفضح الإسلاميون الناس؟ لماذا يدخل الإسلاميون بيوتا غير بيوتهم عنوة و بلا استئذان؟ لماذا يطالب الإسلاميون بضرائب الخمور ليأكلوها سحتا و ربا؟ لماذا يشترى صغار و كبار الإسلاميون في الخارج الخمور لضيوفهم ولأنفسهم ليشربوها؟ لماذا يأكل الإسلاميون المال الحرام؟ باختصار لماذا يفعلون و يرتكبون كل الجرائم و المحرمات لكل الملل و المجتمعات و الأديان دعك عن الإسلام فقد اغتيل و شبع موتا في السودان. دعوني هنا أتساءل و أعرج على عبارة ذهبية تقول " إذا لم تستح فافعل ما شئت" و من الأكيد إن أهل الإنقاذ أو الاتجاه الاسلامى لا يستحون بل و ليس في وجوههم مزعه لحم " لا يزال الرجل يسال الناس و يلح في السؤال حتى لا يبقى في وجهه مزعه لحم" و هو كناية عن دناءة النفس ، ووضاعة الأصل و قلة الرجولة و الكرامة، و أسوق هذا لان احد دنيئى النفس من شرذمة الإنقاذ دعا إلى الفتنة و الحرب و الخراب " الفتنة اشد من القتل" و الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، داعيا أبناء السودان للموت و التضحية بأرواحهم من اجل هؤلاء المجرمين القتلة ...انظر إلى الانقاذيون حماك الله ... و بعد أن قضوا على الملايين من الأرواح بجهلهم و خربوا التعليم و فتكوا بالمجتمع و مزقوه اى ممزق يريدون أن يعيدوا كرة الإبادة مرة أخرى رأوا ان الشباب قد أينع مرة أخرى خلال سنوات حكمهم المظلم و أصبح خطرا ماثلا على تخلفهم و هرطقاتهم فأرادوا أن يستأصلوا الشباب أن يسفكوا الدماء الجديدة و التي يعول عليها الشعب أن تخلصهم من الديناصورات المجرمين ألا ترون أنهم لا يحبون الشباب و عملوا على تحطيمهم صحيا و علميا و فكريا و أخلاقيا ..الانقاذيون هم أعداء الشباب و أعداء الشعب و أعداء السودان " انظر مقال د.حيدر إبراهيم ، بعنوان محمود عبد العزيز و نظرية الهدر الانسانى" فقد حولوا الشباب إلى إيقونات للبؤس و الهزيمة ... هل في وجوه الانقاذيون مزعه لحم أو قطرة من كرامة نفس؟..أو همة رجال، لينادوا شبابنا الغالي ليزجوا به في حروبهم الايدولوجية العقائدية العنصرية الفجة بعد أن باعوا دماءهم رخيصة و سموهم بالفطائس؟.....هل في وجه مصطفى إسماعيل مزعه لحم؟ ليطلب من السودانيين الدفع بأولادهم و فلذات أكبادهم إلى أتون حرب عقائدية عنصرية أخرى بعد أن وصف السودانيين بالشحاذين و المتسولين و على رؤوس الأشهاد و أجهزة الإعلام الإقليمية؟ ، ما ظني بالشعب السوداني إلا كاره لهم و محتقر لما تلاقيه الإنقاذ اليوم من فشل و ذعر من نهاية أصبحت اقرب إليهم من حبل الوريد لقد صبر الشعب السوداني على كل هذا الهراء و الغثاثة طيلة هذه السنوات لا لشيء إلا ليثبت للإسلاميين في السودان فشلهم و عدم قدرتهم على فعل شيء سوى التخريب و هاهو يقول لهم اذهبوا الآن إنكم منكرون و كذابون و نصابون و لا تصلحون لفعل شيء ...لقد بدأت الإنقاذ فاشلة و ها هي تلفظ أنفاسها الأخيرة و هي فاشلة لم تنجز شيئا له معنى منذ أن جاءت ...ربما يقول البسطاء من الناس والالجلاوزة من الامنجية و أكلى فتات موائد اللصوص ...لقد بنوا الشوارع و العمارات و الكباري و استخرجوا النفط ليعلم المواطن البسيط أن كل هذه أكاذيب لا تقنع أحدا وان هذه الأشياء لم تتم سوى على محيط العاصمة و اى شركة يمكنها بناء هذه الأشياء التافهة و لكن الحكمة في بناء الدول تكمن في التنمية السياسية و الاقتصادية و ترسيخ الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد و خلق السلام لا صناعة الحرب و تأليب القبائل و الجماعات على بعضها البعض، على الدولة توفير الرفاهية و تيسير الحياة للمواطن لا صناعة الفقر و الجوع و المرض و الجهل ، مهمة الدولة المتحضرة رسم السياسة الخارجية و إنعاش البلاد و إيجاد موطئ قدم لها في السياسة الدولية لا رعاية الإرهاب و العنصرية و الإبادات الجماعية و الوقوع في فخاخ المحاكم الدولية و الهروب من عدالتها مما ينعكس على البلاد و مواطنيها بالويلات و الضعف و الحصار، على الدولة حماية مواطنيها داخل حدودها الجغرافية بتحقيق الأمن للمواطن و حقوقه وواجباته، لا ترويعه بابتداع أجهزة الإرهاب البوليسية و الجاسوسية و القوانين الاعتباطية لاستلاب حقوق المواطن و شراء الذمم ، على الدولة حماية مواطنها و كرامته بالخارج و هذا لا يمكن إذا كان رأس الدولة و 52 من وزرائه و عمالة هاربون من العدالة بسبب جرائم الحرب ، و المجتمع الدولي لا يمكنه بل و لا يقبل أن يحترم شعبا تحمى سيادته مجرمين كبار مثل البشير و 52 شخصا من دهاقنة القتلة و المجرمين في العالم الذين من شأنهم أن يشكلوا خطر على السلام و الأمن الدوليين.....لماذا نحن منبوذون في الخارج ؟ الإجابة بسيطة ، فما دمت أنت مواطنا سودانيا و تعيش في ظل حاكم و حكومة مجرمة و مطلوبة للعدالة فإما انك مجرم مثلها ؟ أو تتستر عليها بصمتك ، أو انك تستأهل ما يحدث لك لان حكومتك غير شرعية و مطلوبة دوليا يمكننا إن نفعل بك ما نشاء... على الدولة توفير التعليم و الصحة و النهوض بالمجتمع و ترسيخ المفاهيم المهمة مثل المواطنة و العدالة لا التشبث بالشعوذة و التخلف و الايدولوجيا اللاعقلانية و التفريط في وحدة الشعب و إغراقه في الفوضى و الحروب و التشظى بسبب الدين أو العرق أو الكراهية العقائدية. و الآن و قد انكشف أمر الاتجاه الاسلامى و الإنقاذيين كجماعة تخريبية و كأعداء للوطن ظاهرا و باطنا، و هم الآن يلفظون أنفاسهم الاخيره و نراهم و هم كمن يتخبطه الشيطان من المس في بقية من أيام على مصير السودان و سنرى المزيد من التخبط بسبب قلة المال الذي يسرقونه فهمهم هو المال ثم المال ثم المال لأنهم يحبون سرقة المال حبا جما.....و الملاحظ أنهم منذ أن جاءوا لم يتفرغوا و لا لحظة واحده لإدارة الدولة فقد ظلوا منهمكين في سرقة المال و الزواج بأنواعه ، حتى ها هي الدولة تنهار على رؤوسهم و هاهم يحثون التراب في أفواههم. و الرماد كال حماد. حاتم محمد محمد صالح