بداية نترحم على كل شهدائنا جميعا وتقبلهم الله واسكنهم الجنة ،، وانا شخصيا فجعت بعدد كبير من اصدقائى الذين قدموا ارواحهم رخيصة من اجل الوطن .. والدم الطاهر الشريف يسيل فى كل طرقات وشوارع السودان الحبيب وشهداء الأكبر سنا فيهم لم يتجاوز الثمانية وعشرون عاما وأصغرهم بسن الرابعة عشر !! شباب قدموا ارواحهم فداء لهذا الوطن الجريح .. وحفيدات مهيرة يتقدمن ركب الشهداء امام اشقائهم من الشرفاء وليس لديهم سلاح جميعا سوى هتافهم بأصواتهم فقط وقوبل هذا الهتاف من قبل نظام البشير بالرصاص الحى !! ولنرجع قليلا للخلف فى يوم الثالث وعشرين من شهر سبتمبر الماضى حين اطلقت مدينة ودمدنى أول صوت فى الثورة وأول شهيد (مازن سيداحمد) ذلك الشاب الذى لم يصل لسن الثالثة وعشرون حتى لحظة تلقيه لرصاصة فى وسط صدره ،،، حينما خرجت كل ودمدنى فى مواجهة النظام الحاكم بالسودان بعد أن وصل الحال بهم للضنك وعدم القدرة على سبل العيش الكريم وزيادة (متزايدة) فى اسعار كل السلع وانعدام لوسائل المواصلات و و و كل سبل العيش .. وبعد خروج مدنى والتى قدمت قرابة ال ثلاثة عشر شهيدا كلهم من شباب المدينةو(السودان) الاخيار زادت وتيرة الاحتجاجات وتحولت من احتجاجا ت فى زيادة الاسعار الى مواجهات عنيفة مع النظام واجهزته بعد ان حصدت ارواح شبابهم الذين خرجوا ليوصلوا اصواتهم للعالم.. وصبيحة هذا الذى حدث بمدنى خرجت الخرطوم وبعض المدن فى مواجهات مع اجهزة النظام وكانت الخرطوم الاكثر خروجا واكثر عددا فى تقديم الشهيد تلو الشهيد من اجل الحرية والكرامة فى مواجهة هذا النظام الذى جسم على صدورنا قرابة ال24 عاما من القمع .. وسريعا بدأ الناشطون فى عمل صفحات ومجموعات على المواقع الاسفيرية من اجل عمل حراك كبير على مستوى الشارع ،، آملين فى ان يتجاوب معهم الشارع السودانى وكل اطياف الشعب من منظمات ومهنيين والجميع ولكن ...ّّ!!! الذى حدث ان زادت وتيرة الاحتجاجات من قبل (الشرفاء ) من الشباب وبالطبع زاد عدد الشهداء ووصل لارقام تجاوزت المائتين شهيدا!! وبعد هذا انظروا ما الذى حدث : لم يتحرك الشعب الذى نعنيه هنا وهو كل من عاش عمرا يفوق الاربعون عاما وكل هؤلاء اغلبيتهم من المهنيين فقط صاروا يتفرجون على شبابنا وهم يسقطون برصاصات على صدور وروؤس الشباب والاصعب بل والمبكى انهم يجلسون على شاشات التلفاز لمعرفة الاخبار من القنوات ويتحدثون فيمابينهم !!!!!!!!!! كيف بالله عليكم تطاوعكم قلوبكم على ذلك ؟؟ والشباب والنساء وحتى الاطفال يسقطون كل يوم وكل ساعة وانتم جلوسا على بيوتكم وتذهبون صباحا للعمل وكأنما لم يحدث شيئ؟؟؟؟؟؟؟ ((بالطبع اعرف ان هنالك من سيقول لى وانت لماذا تجلس ايضا ،، ولهذا ارد بأننى كنت ومازلت فى الشارع مع المناضلون والشرفاء نبحث عن حرية لوطن يسير نحو الهاوية ان لم يصلها حقا وربما حظى العاثر اننى لم اتلقى لرصاصة بعد)) ... وصدقونى منذ ان قرأت عن قيام تنسيقية ما بين شباب الثورة وتلك الاحزاب الهلامية احسست بأن قلبى يكاد ان يتوقف ،، تنسيقية ماذا والشباب يتساقطون امام اعيننا واعينكم ؟؟ واين هذه الاحزاب التى تريد ان تقفز فوق جثث الشهداء من اجل ان يثبتوا بأنهم كانوا معنا على الطريق؟؟ واكاد اقسم بأننى ومنذ ان بدأ الشباب بالخروج الى الشوارع لم نرى ولا احدا من هذه الاحزاب فى الشوارع وحين نعود نقرأ ونرى عن بيانات وتكوين اجسام و و واحاديث على القنوات و و الكثير من الاحلام ،، ووصل الامر بهم ان يكونوا حكومتهم وحتى فترتهم الانتقالية و و .. واكثر ما وقف الدماء على عروقنا تلك المتحدثة باسم مايسمى قوى (الاجماع ) عن ان هذه احتجاجات فقط وليس ثورة و و كثير من الخطرفات التى قالتها تلك المرأة على قناة سى ان بى سى العربية ومن المبكى حقا انها تردد ذلك والشباب يشيعون شهدائهم الشرفاء فى نفس اللحظة التى كانت تتحدث هى فيها ...!! ولن اذكر هنا شيئ عن مايسمى بحزبين (الميرغنى والصادق ) لأن الاول هرب فى اول يوم احتجاجات والثانى كان اول من واااافق على رفع الدعم وبعد كل ذلك يريدون ان يصرحوا هم باسم الثوار والشباب وكثير من النظريات ،، وكما قال صديقى الذى كان يحدثنى بلهجة عامية سمحة (تعرف ياحسام والله انا خائف اعمامك ديل يفشلونا عن قصد نحن برة فى الشارع وهم قااعديين فى المكيفات ويتبجحوا باسم الثورة ).. واقسم بالله ان لاشيئ سيقضى على ثورة الشباب هذه سوى هؤلاء الذين يشبهون النظام الحاكم كثيرا ولن ننسى بأنهم شركاء فى هذا النظام وبالطبع شركاء فى هذا الدم الطاهر الذى سال .. القفز على الاحداث وعلى الثورة هو الذى سيجهض كل المحاولات وسنعود لمواصلة ما صبرنا عليه كل هذه السنين .. 24 عاما وانتم صامتون وحينما خرجنا الان تريدوا ان تحبطونا باقواكم وافعالكم (الهوائية)؟؟؟ ختاما نترحم على كل الاشراف الشهداء الذين هم اشرف منا جميعا ... ويااا انت (ماتستعجل فى الرد وماتجى ناطى تقول لى سكرتير الحزب اليوعى ورئيس حزب المؤتمر كانوا فى الشارع عاااارف اااى طلعوا يوم الجمعة فقط حينما كانت قناة العربية هناك ... اللهم انصرنا ياااااارب.. وخلاص.. حسام الدين الشريف [email protected]