فى فجر ذلك اليوم الاسود فى تاريخ السودان المعاصر دخلت علينا الانقاذ مملؤة كذبا وخرصا حتى صدقت نفسها . دخلت علينا مكذبة نفسها وخائنة لدستورها ( دستور الجبهة القومية الاسلامية 1985 ) والذى جاء فى مادته رقم (5) ..ضمان حرية المواطنين فى اختيار الحاكم . فجاءت منقلبة على حاكم اختاره الشعب عبر انتخابات لم تكن تعرف ( الخج والدغمسة ) . وهكذا كانت الكذبة الاولى على نفسها . مسرحية ( اذهب الى القصر رئيسا وانا الى السجن حبيسا ) والتى تم بعدها اعتقال الدكتور الترابى مع بقية زعماء الاحزاي السياسية تكشف بجانب الكذب استخفاف واستهتار هذه العصبة بعقول الشعب .وكانت ثالثة الاسافى الكذبة الكبرى المتمثلة فى الاسم نفسه ( الانقاذ ) . بيان الانقاذ الاول الذى تلاه وقتها العميد عمر حسن البشير نضح كذبا على الله وعلى الناس حتى صار انتن من جيفة الكلب. برر البيان مجئ الانقاذ بتفكك البلاد وانعدام الحريات وانعدام الامن وتدهور الاقتصاد وضعف علاقات السودان الخارجية والفشل فى تحقيق السلام وارتفاع الاسعار.امتلأ البيان حتى فاض وعودا وامانى لم يتحقق منها بعد ربع قرن من الزمان ما يمكن ان يحفظ ما تبقى من ماء وجههم . فقد تفككت البلاد وانقسمت شطرين ولم يعد للسودان صليحا بالخارج وبات معزولا من الجميع برئيس يتحرك فى اميال محدودة وتهالك الاقتصاد وانهارت العملة الوطنية وتجذر الفساد حتى اصبح ثقلفة سائدة بين الناس وتدهور الامن ولم يعد الانسان آمنا من خوف على نفسه وعلى اولاده . والحديث فى هذا الجانب من المؤكد ان سيطول ويطول . مباشرة بعد بيانها الاول دخلت الانقاذ مدغدغة كذبا لمشاعر الناس الدينية متدثرة بثوب الزهد والعفة فملأت الدنيا بالشعارات الجوفاء ( هى لله لا للسلطة ولا للجاه ) ( لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء ) ومن ثم دبجت شعارات اخرى للمرحلة بغرض التخدير الموضعى المؤقت فيما يتعلق بالافتصاد ( ناكل من ما نزرع ونلبس من ما نصنع ) و ( نفوق العالم اجمع ) ثم اعقبتها شعارات التعبئة الجهادية كتائب الرحمن ونسيبة حيث التهبت مشاعر منسوبيهم وارتفعت اسقف احلامهم لمعانقة الحور العين وفاحت روائح المسك من جثث الشهداء حتى جاء عرابهم بعد المفاصلة ليكشف زيف حقائق الاستشهاد والحور العين و بقية من ( خلوها مستورة ) . على مدى سنين حكمها اعتمدت الانقاذ مبدأ ( الكذب اساس الحكم ) حتى تغلغل الكذب فى كل زوايا النظام الحاكم فكانت تكذب على نفسها وعلى منسوبيها وعلى شعبها وعلى العالم . كذبت فى صمتها وكذبت فى نطقها وكذبت فى افعالها وكذبت فى حزنها وكذبت حتى فى فرحها . فبركت المصائب لتلبس ثوب الضحية وفبركت الانتصارات ادعاء للبطولة . خلال تلك المسيرة وبعد ان انهكها الكذب قلب منسوبيها ظهر المجن على بعضهم البعض وكانوا ( ابيع من اخوة يوسف ) حينما غدروا بعرابهم ورموا به خارج اسوار مدينتهم الفاضلة . اليوم وبعد ان ( فار التنور ) و انتفض الشعب سعيا وراء حرية مسلوبة وعيش كريم حرمته عليه الانقاذ ربع قرن من الزمان وبعد ان اكتشف الشعب الصابر خواء شعاراتهم وزيف وعودهم لم تفتر لهم عزيمة فى مواصلة الكذب ولم تلن لهم قناة فى الفبركة والتضليل والخداع فأنشوا لها المراكز الصحفية ( المركز السودانى للخدمات الصحفية ) والقنوات التلفزيونية ( قناة الخرطوم ) والمؤتمر الصحفى للثلاثى ( الوزير والزير والوالى ) امتلا كذبا حتى فاضت جنبات القاعة وغرقت فى بحار من الكذب فانتفض الصحفى الهمام بعد ( طمام البطن ) مطالبا بالرحمة من هذا الكذب . احمد بلال عثمان الذى لم يستهلك رصيده بعد من الكذب كان اكثرهم ثورة فى وجه الصحافى اما الوالى الذى نضب معينه تماما ولم تتبقى فى جرابه اى كذبة كان اذا سئل يلهث واذا تكلم يلهث . ربيع عبد العاطى لم يكتفى فقط ان يكذب فى الواقعة التى حدثت له بمسجد العشرة بل ضمن معه نافع منكرا لحادثة الطرد التى اقر بها نافع نفسه واذا كذب هذا او ذاك فالصور لا تكذب الا اذا كانت مدبلجة ( كما قال وزير الداخلية الذى لا يعرف حتى معنى الدوبلاج ). نعم للانقاذ خبرة طويلة فى الكذب لكن السنين وكثرة الاستخدام تقللان من درجة اتقان هذه الصنعة اضافة الى ان الشعب الصابر اصبح اكثر تمرسا ودراية فى التفريق بين بين الزبد وبين ما ينفع الناس.فان كانت لكم حيلة غير الكذب فالجأوا اليها واستغفروا ربكم وتوبوا اليه . لكن ( من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه ) استحلفكم بالله ان تقولوا الحقيقة مرة واحدة حتى لا تاتون يوم القيامة بوجوه ( مسودة ) الم تعلملوا انه قد جاء فى الجديث (ما من صدقة احب الى الله تعالى من قول الحق ) و ان ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم : شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر ) فلماذا تريدون ان تكونوا منهم وانتم من جاء ( لرفع اللواء ) و ( للدين فداء ) [email protected]