مقدمة لابد منها: الثورة ليس مجرد خروج ناس الى االشارع والهتاف بسقوط نظام والموت الجليل في الطرقات،لابد ان يكون لها اساس حضاري وفكري وسياسي وثقافي واجتماعي ونفسي متكامل..ولن بجدي الطرح الفطير الذي يقدم في الفضائيات المتاحة الذى لا يتجاوز الشجب وبعض الولولة ولم يقدم بعد البديل الحقيقي ولا يعترف اهل السودان القديم بانجاز ابناء الجنوب- اتفاقية نيفاشا- ولا افكار الاخرين التي لا تروق لهم..فقط نظل عالقين مع -نفس الناس- من اكتوبر 1964 الى اكتوبر 2013... بعد متاهة طويلة منذ الاستقلال في رحاب الحاضنة الاصطناعية –النظام العربي القديم –ونخبنا المستلبة ..جاء انقلاب الانقاذ والتمكين وبيوت الاشباح 1989الذى قضى على الاخضر واليابس وتفاصل البشير مع الترابي 1998واشتعلت دارفور وانطفا ت حرب الجنوب بي نيفاشا 2005 الثورة الحقيقية الثانية بعد اديس ابابا1972 وعندما اتحدث عن الانقاذ اريد ان اقيم التجربة الثانية للاخوان المسلمين في السودان من 1989- 2013...بعد ماتت الحاضنة الاصطناعية في ميدان رابعة العدوية في نفس التاريخ 30 يونيو 2013 رحل السيد عبدالرحمن المهدي ولازال الانصار يجلونه حتى الان رحل السيد علي الميرغني ولازال مريديه يجلونه حتى الان رحل محمود محمد طه ولا زال مريديه يجلونه حتى الان رحل عبدالخالق محجوب ولا زال مريديه يجلونه حتى الان رحل البرعي ولا زال مريديه يجلونه حتى الان اما شيخ الترابي فحدث ولا حرج افترسه تلاميذه وهو على قيد الحياة وفقا للفرضية الانثربولجية الشهيرة من مقالي المنشور قديما هنا-موت الدولة المركزية- ان الدولة المركزية الفاسدة والفاشلة والفاشية غالبا ما تكون قائمة على ايديولوجية أو حزب أوحد، يتم اختزال الشعب في هذا الحزب الأوحد واختزال الحزب في الزعيم، وهو موروث من حقبة الحرب الباردة من المعسكر الاشتراكي.. ويتم إعلام البوق الملازم لهذا النوع من النظم السياسية في عملية غسيل مخ واسعة للشعب، وجره للاستكانة وأيضا عن طريق إذلاله وتخويفه بالأجهزة الأمنية والقمعية المتعددة المسميات.. حتى يتشكل وعي مأزوم عن علاقة الزعيم بالرعية.. وهي علاقة عبر عنها فرويد بالعشيرة البدائية، "من بين العناصر التي يتهاملها التحليل السياسي، العنصر السيكولوجي، وكأن السياسة هي مجرد آليات سلطة لا دخل للعنصر النفسي فيها، في حين أن هذا البعد يلعب في السياسة دورا كبيرا في العديد من الحالات.. يفسر التحليل النفسي كل أشكال التمرد ضد السلطة بأنها تمرد ضد سلطة الأب وتفجير لرغبة دفينة في قتل الأب، باعتباره ليس فقط رمز الحماية والأمن والحدب، بل باعتباره رمزا للقمع والكبت المنع والحرمان وكل أشكال ال(لا)". والنموذج المعروف عن ذلك هو فرضية فرويد الانثروبولوجية التفسيرية حول قتل الأب في العشيرة البدائية، كان الأب رمزا للسلطة القوية المتشددة، حيث احتكر لنفسه كل الخيرات، خاصة الخيرات الانثوية، فاجتمع المحرومون ذات مساء وقرروا الثورة على أبيهم وانتزاع سلطته، إلا أن الخلاف ما لبث أن دب بين الأبناء حول اقتسام الخيرات والذات وعمت الفوضى، وشعر هؤلاء بعقدة الذنب وتولدت لديهم رغبة من جديد في إقرار السلم والأمن بينهم وإقامة سلطة رادعة قوية. ويعتبر فرويد ان هذا الشعور بالذنب المتوارث جيلا بعد جيل هو السر في استقرار ورسوخ مختلف المؤسسات والسلطة في المجتمع البشري. ينظر التحليل النفسي إذا إلى الثورة على انها مجرد محاولة لقتل الأب، من حيث هو رمز السلطة واستبدال سيد بسيد.-انتهى الاقتباس وماذا نجم عن خصلة النفاق الثانية التي يتمتع بها الاخوان المسلمين السودانيين-اذا خاصم فجر-؟!! نقل صراع القصر والمنشية الى الهامش الغربي دارفور..وهاجمت العدل والمساواة مطار الفاشر في 2003..ليشطط غضب كيزان المركز على "كيزان" الهامش المتعاطفين مع شيخهم الترابي ... وسلح المركز الجنجويد وسلح الشعبي العدل والمساواة وكلهم "اخوان مسلمين"..ونتجت اكبر ماساة انسانية في تاريخ السودان المعاصر بعد حرب الجنوب..عادت ام كواكية من جديد..ولا زالت...والسبب ان المركز اضحى يصدر ازماته الى الاقاليم باستمرار قبل انفجار الوضع الاخير2013 بسبب الغلاء..وقد سبق ان حاولت العدل والمساواة ان تعيد الصراع الى مكان انتاجه في المركز سنة 2008 وخذلها الناس لانجماعة العدل والمساواة حتى هذه اللحظة غير مستوعبين لشعار السودان الجديد...التحرر من "شنو "وليس من "منو.".وتصريحاتهم تعطي اشارت سالبة لابناء النيل في المركز..واستقطاب جهوي سببه "الاخوان المسلمين" ادوات الفوضى الخلاقة والامبرالية العالمية في كل مكان... والغريب في الامر.ليه"الحزب الشيوعي" متحالف مع "المؤتمر الشعبي" وازمة السودان الرئيسة هي "الاخوان المسلمين" الذين يفوقون سوء الظن العريض...ويريدون مع ذلك"التغيير"... مع احد اذرع الانقاذ التي نقضت غزلها التي انتقلت من شعار زمن التمكين "ناكل من ما نزرع ونلبس من ما نصنع" الى "جوع شعبك يتبعك"...ونسو الجانب الاخر من المثل "وربما اكل الشعب مؤدبه" بين ((النيفاشيين)) في المؤتمر الوطني و((غير النيفاشيين)) والغوغائيين انقسم الامر الى ظل ذى ثلاثة شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب..وبدات حرب المذكرات القديمة الجديدة .... ***** العالم والمجتمع الدولي والاقليمي الافريقي وليس العربي المازوم ينظر فقط ومن 2005 الى السودان عبر بوابة اتفاقية نيفاشا وملحقاتها العالقة حتى الان فاول جريمة ارتكبها ناس المؤتمر الوطني في حق الشعب السوداني كافة سياسة التغييب والتجهيل ليتم العبث السياسي واضاعة واحد من اكبر استحقاقاتها وهو الخروج الامن من السلكة عبر بوابة الانتخابات 2010 التي سجل لها 18 مليون ناخب فلماذا عتم المؤتمر الوطني عليها اعلاميا والناس على دين اعلامها كما قال البشير .. وشوهتها معارضة السودان القديم بالأراجيف.. لانهم إن انقسموا إلى سلطة ومعارضة الا انهم اتفقوا في إبقاء السودان القديم من 1964 بكل مباذله حتى الان وتحت مسمى "اهل القبلة" او "دولة مدنية بمرجعية اسلامية"...ومحاولة الفصل الشباب المنتفض الان في الخرطوم وبين قوى السودان الجديد...واي شخص عمره اقل من 40 سنة ادعوه بكل تجرد يمشي يقرا اتفاقية نيفاشا والدستور المنبثق عنها2005 ويقدم رؤيته كما فعلت تمرد حتى لا تقع البلد في فراغ دستوري وتنفتح على الفوضى.. حتى ولو كان عضو في حزب المؤتمر الوطني المشروخ الان...الشباب حاجة واحدة وهم نصف الحاضر وكل المستقبل *** وبدخول لاعب جديد وقوى جدا وقد برع في حل معضلة(كيف يحكم السودان) وهو رؤية "السودان الجديد" التي تمثلها الحركة الشعبية شمال يبقى اي سياسي او حزب يجدف الان خارج هذا الاطار(اتفاقية نيفاشا) ..ليس سوى "بعاتي" يريد اعادة تدوير الفشل سواء كان في المؤتمر الوطني او احزاب السودان القديم ويعتقد ان ايقاع الزمن الدوار توقف في سنة 1964... وحتى هذه اللحظة لم يستوعبوا الآليات جديدة للتغيير وباقل خسائر والله يرحمك يا سالم احمد سالم صاحب الافكار المضيئة في موقع سودانيز اون لاين ..صاحب اضاءة الشموع امام البيوت والتي استوحيت منها فكرة رفع علم الاستقلال في كل بيوت السودان...التي لا تجد اذان صاغية حتى الان ... لقد تجاوز الامر الان وعي جمهورية العاصمة المثلثة وعقلية ماري انطوانيت "اذا جاع الناس ياكلو باسطة" واتحسم الامر تماما بين كافة السودانيين في الهامش الثاني(الاقاليم) دارفور-كردفان- الشمالية- الشرقي - الاوسط...والمركز... والامر اصبح حالة هاملتية"اكون او لا اكون"....اما ترجع الاقاليم القديمة ويحكمها ابناءها عبر صناديق الاقتراع بالبطاقات النيفاشية 9و10و11و12 او يتفتت السودان..ونيفاشا هي"الحبة السوداءالتي هي دواء لكل داء" والقادرة على تنظيم العلاقة بين المركز والهامش المازومة من 1956..دستوريا وسياسيا واخلاقيا ايضا.. [email protected]