اتخيلو معاي أيها السادة الكرام انو في شافع قام يوم اتسوك وغسل وشو وطلع على المدرسة، وفي عمك بتاع الطبلية في الناصية هناك أول ما الولد جا شاقي جمبو مسكو وتييف قطع فيهو كفين وشلوت، ماا سيكون تصرف ها الشافع؟ هيتخلع وممكن يا يرجع الضربة أو أقل حاجة يجري خطوتين كدة ويقوم يستعدل بتاع الطبلية بنبزة وشتيمتين وطوبة أو حجر. يللا اتخيل انو نفس الولد دا ليهو سنتين لازم يمر بالحتة دي كل يوم وكل يوم بيستلم نفس الكفين والشلوت دا، ما ستكون ردة فعل الولد دا حينئ؟ الإجابة الصحيحة هي: (ولا شي). لأنو مافي أي جديد! هو أصلا هو من قام الصباح خاتي في راسو ومستعد نفسيا انو يقوم يلبس ويستحم ويمرق ويستلم كفينو وشلوتو ويمشي حصة الرياضيات .. إلخ. ومن يصل الطبلية بيستعدل وشو لعمك دا عشان ما يمسك بيهو زمن ويأخرو. الحركة دي علميا بسموها "Desensitisation". يعني الشافع دا اتعود خلاص وفقد الإحساس باللة وبقا الكفين والشلوت جزء من حياتو اليومية ومابحركو ليهو مشاعرو. من نفس المنطلق دا، الحكومة السودانية نجحت في تعويد المواطن السوداني على تدهور الحالة الاقتصادية وسوء الخدمات الأساسية وانعدام الخدمات الباقية لدرجة تعودنا فيها على أنو الحالة أصلا زفت ومفروض تكون زفت ولمن تلقا حاجة أقل زفتنة تحمد ربك وتفتكر انو الحكومة تكرمت عليك. بقا الزول لمن يلقا ليهو لمبة ركبوها ولا بلاعة فتحوها باللاي لمن بتخلع ويقول ياسلاااام ياخ الحكومة ما قصرت تب، وينسى انو أصلا دافع جبايات حق اللمبة دي سبعطاشر مرة والبلاعة دي دافع حق فتحها دا في 4 جهات حكومية مختلفة. تخش مستشفى حكومي ممكن تلقا كديسة نايمة في العنبر والسرير مكسور وجهاز الأشعة بايظ وبعد دا ما بتحس بأي حاجة غريبة أو خارجة كدة عن المألوف، في شنو يعني؟ مستشفى حكومي وأصلا مفروض يكون كدة والبركة زاتو إنو العلاج أرخص من باقي الناس! ماعيب ميزانية دولة كاملة ما يطلع منهاا إلا 2% للتعليم و 2% للصحة؟! باللاي هسي دي ما مخجلة؟ انا غايتو ما خجلان "اتعودت" لكن نفرض انو صحفي خواجة من جريدة فرنسية مثلا جا يعمل لقاء مع مسئول حكومي، ومع الحماسة قام سأله سؤال تعسفي: خلال قرابة ربع قرن من الحكم، ماهي انجازات نظامكم الحالي؟ .. (ورورووك)! الأجابة هتكون كالآتي: (واللاي هو في بترول مرق.. وكدة) طيب ما هي انعكاسات هه الثورة والثروة النفطية على التنمية والتعليم والصحة وعلى المواطن السوداني؟ ..(واللاهيي.. الناس بقت تاكل الهوت دوق). عملتوها بلد المفارقات، مافي خدمات صحية بتعريفة في الخرطوم وتكاد تنعدم في الولايات وفي نفس الوقت من أكثر البلدان تصديرا للنبق والدكاترة. هوي هوي انتو البلد دي داقينها شيرات؟ هسي باعتبار انو حزمة التنمية كلها على بعض كدة 14%، دايرين البلد تنمو كيف؟ صبارة هي؟ تشفط رطوبة مثلا؟ باقي ال 86% من الميزانية دا بطير وين؟ انتو قايليننا ما بنعرف نحسب؟ واللاي إلا تعملو ميزانية التعليم 1.9% بدل 2 وتشيلو منهج الرياضيات دا برة خالص؟ جيب الكالكيوليتر دي يا ولد! يللا أحسب لينا البترول دا من نكتوهو في تسعينيات "القرن الفات" ولحد ما الانتاج وصل 600 ألف برميل في اليوم قبل الانفصال، كدي أضرب لينا عدد السنين في عدد البراميل في عدد الدولارات الجابتها، أنقص منها حق الخواجة وانقص منها بيت في ماليزيا أو ما يعادله لكل وزير "لحدي هنا ما مشكلة" لكن عندما تنقلب المأكلة إلى ملهطة دي يبقى كلام تاني. يلا يا ولد ورينا الناتج بتاع الضحاكات دي كم؟ جيب ورق واكتب ورسل بالبسطة، ورقة رسلها لعمك مصعب بتاع الرياضيات خليهو يحسب لينا المعادلة دي فارقة مالها؟ كيف 2+2 -1 = -14؟ رسل ورقة لحسن بتاع الاحصاء وخليو يورينا بالنسبة والتناسب ما هي العلاقة الطردية بين ملايين الدولارات الخاشة البلد وتدهور مستوى المعيشة. رسل لعبد الصمد بتاع العربي خليوهو يشرح لينا لغويا ما هو الفرق بين الفائض والفجوة؟ وبعديها رسل لعمك الفاتح بتاع الفلسفة والمنطق وقول ليهو بالمنطق كدة كيفيدل ما يكون عندنا فائض اقتصادي بعد السنين دي كلها يبقا عندنا فجوة؟ وكيف تعمل سد والكهربا سعرها يزيد، وتطلع بترول وسعرو يزيد، وتجيب قروش واحنا نفلس؟ رسل للفكي طاهر قول ليهو يسوي لينا حجبة لي شرتيتنا دا، أصلا الرواتب جيعانة ونصها طاير قرصنة حكومية. قول ليهو يشوف لينا قروشنا دي ضاربينها عين ولا ضاربينها بعكاز ولا ضارباها ملاريا ولافي شنو بالزبط؟ يا إبني وانت راجع من البسطة مرعلى الاكزخانة ما تنسى تجيب معاك حبتين ضغط ومرعلى المعلم الفي الناصية داك قول ليهو يلف لينا سجارة ننسى بيها همومنا بما أنو في مسؤول حكومي طلع وقال حقو ما نظلم شباب جامعاتنا لأنو البنقو دا ما محسوب مخدرات (دي سمحة)! من زمان الحكومة تكفت في الشعب والشعب متعود لكن رفع المحروقات الأخير دا كان دقسة معلم، دا مش كف.. دا شلوت (ضفر). دي حامضة شوية. صحي اتعودنا على الشلهتة وحلم السوداني بقا صفيحة طحنية لكن معليش يا سعادة "المدير"، حزمة اقتصادية وصادر ووارد وونسة، هو لمن كان فيها بترول ما سويتو شي، هسي دايرين تصلحوها؟ تصلحوها كيف، بالنظر؟ ياحبيب.. ما تشلت ساي كان غلبك قول غلبني ياسر عبدالرحمن حاج الخضر Twitter #YasirElkhider [email protected]